في تونس: خمّارة باسم الزيتونة وأخرى باسم من أسماء الله الحسنى "السلام" فماذا بعد؟؟!
تونس - الحوار.نت - ما فتئت الخمّارات في تونس تتحرر شيئا فشيئا وتتوسع وتحصد المزيد من الحوافز والحريات متحصّلة من لدن السلطة على رخص إعفاء من كل العوائق والقيود التي يمكن أن يسببها دين أو عادات أو تقاليد، لتجد تجارة المسكرات والملايين من زجاجات الجعّة مساحات هائلة من الحرية ما يغبطها عليها ملايين من الناس بل الشعب التونسي بأسره.
تنتابك الحيرة ويستفزك هذا التردي الغير مفهوم وهذا التنصل من كل ذوق وأدب وأنت تراجع أسماء الحانات ومحلات الخمرة وإصطبلات السكر والقمار والخناء والليالي الحمراء المنتشرة عبر تراب عقبة والزيتونة، وتستفحل حيرتك أكثر حين تقف على حقيقة مفادها أن كل الأضواء أصبحت خضراء أمام قطاع الخمور وأنه وتحت تعلة الحركة السياحية والضرائب التي تدر على خزائن "الدولة" ملايين الدينارات بات هذا القطاع يتمتع بامتيازات تفوق تلك التي يتمتع بها القطاع الصحي والتربوي وغيرهم من القطاعات الحيوية..
فبعد أن تزينت الخمّارات بأسماء الطبيعة من زهور وورود وأزهار وجبال ووديان، ثم بعد أن اقتحمت أسماء الشخصيات التاريخية والكثير من العبارات ذات المعاني النبيلة تفتحت شهيتها أكثر لتنتقل إلى أسماء وردت في القرآن الكريم مثل الجنان والدرر والإستبرق.. وغير هذا من الاستعمال المهين لمعاني نظيفة سامية تلطخها عربدة السكارى ورائحة الكحول .
لكن أغرب الاستفزازات كانت حين أطلقوا على إحدى الخمّارات اسم "الزيتونة" في تحدٍ غريب وسافر لرمز من رموز الإسلام في تونس هو الأقدم والأعرق بين منابر التعليم والإصلاح في العالم العربي والإسلامي، هكذا دون قيود ودون رقيب ودون أدنى صوت احتجاج تصبح كلمة "الزيتونة" قاسم مشترك بين الجامع المعمور بذكر الله والطبرنة المعمورة بسبّ الله –والعياذ بالله- والحافلة بالتعدي على المقدّس والأخلاق والأعراف.. وبما أن الأمر بات مفتوحا على مصراعيه فقد وصل التلاعب بالمشاعر حدّ الذروة فأطلقوا على أكبر مكان للسكر في إحدى جهات الوسط اسم من أسماء الله الحسنى "السلام" دون رادع ولا مانع، والأغرب والأنكى أن أكبر مكان تتجمع فيه السكارى أُسس مقابلا لأكبر مكان يتجمع فيه المصلون بحيث أن الجامع الكبير تقابله المخمرة الكبيرة!!!... ومن يحتج على ذلك فهو أحد رجلين، إما متطرفا يدعو إلى الفتنة أو جاحدا ناكرا لإنجازات التغيير وخدماته الجليلة التي قدمها للمساجد وللحجاب وللدين الإسلامي عموما والتي تشهد عليها خمّارة "السلام" الكبيرة المقابلة لمسجد الإسلام الكبير!!!.
ولا يستغرب بعد هذا أن نسمع في قادم الأيام عن خمّارات بباقي أسماء الله الحسنى وربما أسماء الكتب السماوية وبعض أسماء الملائكة وأشياء أخرى من هذا القبيل التي لا يمكن أن يصدقها ويستوعبها إلا من استوعب أنّه في عهد التغيير "المبارك" الذي يسوِّق له البعض على أنّه حامي حماها!!!