الانتخابات النيابية الأردنية: بين التنافس والمقاطعة والطرافة.. عمّان - الحوار.نت - من خلال خيم منتشرة ومقرّات وأضواء ساطعة ليلا وأمام الصور التي تكسو الشوارع وأعمدتها وبعض المباني الخاصة بالمرشح أو بالمؤيدين ومن خلال الشعارات واللافتات الغائبة عنها الشعارات السياسية والتي يحل عوضا عنها الشعارات والوعود الإجتماعية أو الدعائية من مثل " أعمل لأقول ولا أقول لأعمل " ، " معا من أجل محاربة الغلاء والفساد والبطالة " ، " الشباب عماد المستقبل فلهم كل الدعم"، " جرأة في الحق..أمانة في المسؤولية " و" الصوت أمانة تحاسب عليها يوم القيامة" ، وتميزت إحدى المرشحات عن غيرها بعدم رفع أي شعار من خلال عبارة "بدون شعارات" على صورها ويافطاتها، كما اختارت إحداهن "معا للدفاع عن عروبة القدس وهويتها التاريخية"...
يشتد التنافس في الانتخابات النيابية التي ستدق أبواب مراكز الإقتراع يوم الثلاثاء التاسع من شهر نوفمبر القادم على الساحة الأردنية لاختيار نواب البرلمان السادس عشر في تاريخ الأردن قبيل عيد الأضحى بأيام قليلة ، وتشهد هذه الحملة الانتخابية بعض الأحداث المثيرة أبرزها مقاطعة الإخوان المسلمون لهذه الدورة والدعوة من مؤيديهم لعدم المشاركة فيها بحجة المطالبة بتعديل قانون الإنتخاب الحالي الذي ينص على قانون الصوت الواحد مع العلم أن دعواتهم للمقاطعة كلفتهم من الجهود والتكاليف تقريبا ما يقوم به المرشح للدعاية لنفسه حتى وصل بهم الأمر إلى إطلاق بالونات في سماء العاصمة تدعو إلى ذلك، وسبق أن قام الإخوان بمقاطعة سابقة للإنتخابات النيابية وذلك في عام 1997 ثم عادوا للمشاركة في الدورتين عام 2003 و2007 . ويرى البعض أن ما قام به الأخوان من مقاطعة في هذه الدورة خطأ كبير وكان لزاما عليهم أن يسعوا لحجز مقاعد لهم في البرلمان، ورغم المقاطعة المعلنة منهم إلا أن ما يقارب السبعة أشخاص من الحركة الإسلامية ترشحوا لهذه الدورة منهم نائب سابق عن الحركة الإسلامية ، وسيدة حقوقية عن محافظة جرش حيث من الممكن أن يتم فصلها من حزب جبهة العمل الإسلامي بسبب عدم مقاطعتها. إلى جانب هذا فإن الشارع الأردني يشهد الكثير من المظاهر الطريفة كتنافس أبناء القرية الواحدة أو المدينة الصغيرة على مقعدين أو ثلاث فيترشح لها ما يقارب ال 20 أو يزيد، مع وجود تنافس لأبناء العمومة وللأشقاء والترشح ضمن دائرة إنتخابية واحدة.. في مدينة الزرقاء شرق العاصمة عمّان وأمام كمّ من المترشحين من رجال الأعمال والسياسيين ووجهاء العشائر ترشح سائق سيارة أجرة بسيط لا يملك المال الكافي لتنشيط حملته الإنتخابية حيث أن مجموع المبلغ الذي ادخره لأجل الترشح من مهنته كسائق يقارب ال 2000 دولار وهذا المبلغ لا يكفيه لخوض غمار الحملة الدعائية التي تجاوزت كلفتها لدى بعض المرشحين ملايين الدولارات.. أما مدينة إربد الشمالية فستشهد طرفة الطرائف حيث ستنافس الزوجة زوجها على مقعد في البرلمان فقد قامت إحدى السيدات بقرار مفاجئ بترشيح نفسها بدلا من دعمها لزوجها المرشح قبلها قبيل إغلاق أبواب الترشيح.. ومن طرائف هذه الدورة أيضا تلك الشكوى التي تقدمت بها زوجة في حق زوجها المرشح ما جعله يدير حملته الانتخابية من خلف قضبان السجن الذي سيمكث فيه 15 يوما على خلفية قضية شيكات.. وقد بلغ عدد المرشحين لهذه الدورة 853 مرشحا من بينهم 149 امرأة يتنافسن على 12 مقعدا من مقاعد المجلس النيابي البالغ عددها 120 مقعدا، وتسمى المقاعد النسائية في البرلمان بالكوتا النسائية.