عرفت تركيا الأحد في بيان أمني اسرائيل بأنها دولة تشكل تهديدا لأمنها القومي في تحول مثير لعلاقة أنقرة مع الحليف الاستراتيجي الأسبق في المنطقة. وأعدّ مجلس الأمن القومي التركي وثيقة، مؤخرا، قال فيها إن سياسة إسرائيل تؤدي إلى انعدام الاستقرار في المنطقة وإلى سباق تسلح ولذلك فإنها تشكل تهديدا إستراتيجيا على المصالح التركية. ولا تعتبر وثيقة مجلس الأمن التركي "مجرد تصريح آخر يطلقه رئيس حكومة أو جهات سياسية وإنما هذه صيغة ملزمة بالنسبة لأجهزة الأمن". وتشهد العلاقات بين تركيا واسرائيل، الحليفين الاستراتيجيين السابقين، توترا شديدا منذ الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس بين نهاية 2008 وبداية 2009. وازداد تدهور هذه العلاقات بعد مهاجمة البحرية الاسرائيلية في 31 ايار/مايو الفائت سفينة تركية كانت في عداد قافلة مساعدات انسانية تحاول كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ما ادى الى مقتل تسعة ناشطين اتراك. ويلمح الساسة الأتراك في انقرة الى ان احجام اسرائيل، خصوصا، عن الاعتذار عن ضحايا قافلة الساعدات ودفع التعويضات لعائلات الضحايا من النشطاء الأتراك قد عزز من مشاعر الريبة من السياسة الاسرائيلية في المنطقة. ويأتي التعريف التركي الجديد لما كان يعتبر حليفا استراتيجيا بناء على التهديدات التي تصدر بين حين وآخر بشأن مهاجمة إيران وسياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في القدس والجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين والتخوف من هجوم إسرائيلي على لبنان. وعادة ما يعرف مجلس الأمن القومي التركي بين حين وآخر التهديدات الإستراتيجية الماثلة أمام تركيا ويوجه هذا التعريف سياسة الحكومة وأنشطة الجيش. ويرأس مجلس الأمن الرئيس التركي عبد الله غول ويشارك في عضويته رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وقادة الأذرع الأمنية التركية، ويتم شمل قرارات المجلس في "الكتاب الأحمر" وهو مجموعة التقييمات الأمنية التركية والتي تبقى سارية المفعول لمدة خمس سنوات. وفور صدور البيان التركي نقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مسؤولون في الحكومة تحسبهم من خطوات سينفذها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وتقود إلى قطع العلاقات بين الدولتين. ودعا وزير السياحة الاسرائيلي ستاس ميزخنيكوف مواطنيه الى مقاطعة تركيا كوجهة سياحية. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عنه "ما دام رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" يواصل تهجمه على اسرائيل، فلا داعي لتواجد مواطنينا في تركيا".
