أنقرة القدسالمحتلة (وكالات): أكدت مصادر تركية مطلعة أمس أن أنقرة لا تستبعد الخيار العسكري ضد الكيان الصهيوني كرد على مجزرة «قافلة الحرية»، فيما أعادت اسرائيل عائلات ديبلوماسييها في تركيا الى فلسطينالمحتلة خشية على حياتهم وتحسّبا لتصعيد تركي قوي قد يصل الى حد الحرب. وأوضحت صحيفة «بني شفق» المقربة من الحكومة التركية أمس أن الاجتماع المصغّر لمجلس الأمن القومي والذي ضم إليه رئيس الأركان وقادة القوات المسلحة ووزيري العدل والداخلية ورئيس جهاز المخابرات ومدير الأمن العام تطرق الى التدابير الممكن اتخاذها ضد اسرائيل ومنها الاجراءات العسكرية والتجارية. واعتبرت أن الخيار العسكري مطروح بقوة وقد يتمثل في إرسال قوات تركية عبر الحدود عقب حصول حكومة العدالة والتنمية على موافقة البرلمان. وذكرت أن التدابير التي سيتم اتخاذها من قبل الحكومة هي بمثابة خارطة طريق كان من المرتقب إعلانها من قبل رجب طيب أردوغان في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بيد أن الاعلان تأجل الى ما بعد معرفة نتائج الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء التركي والرئيس الامريكي الذي جرى الليلة قبل الماضية. وتتزامن هذه التسريبات الاعلامية بعد دعوة البرلمان التركي أردوغان الى اتخاذ خطوات حامسة وصارمة تتناسق مع حجم الجريمة الواقعة وتأكيده الوقوف وراء قراراته التي سيتخذها في هذا السياق. في هذه الاثناء، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للانباء أن أنقرة تدرس إمكان إصدار ملاحقات قضائية بحق اسرائيل مشيرة الى أنها تدرس حاليا قانون العقوبات التركي والقانون الدولي لتحديد تحركاتها التشريعية. خسارة الصديقة الوحيدة وأوضحت الوكالة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد خلال الاتصال الهاتفي بأوباما ان اسرائيل في طريقها لخسارة صديقتها الوحيدة في المنطقة. وشدد أردوغان على أن المكانة التي ستشغلها اسرائيل في الشرق الاوسط مستقبلا ستكون مرتبطة عضويا بأعمالها القادمة. وطالب بالاعادة الفورية لجثث الشهداء الاتراك والافراج عن الجرحى والمتطوعين وإخلاء سبيل سفن المساعدات ورفع الحصار عن غزة. ورشحت أخبار عن رئاسة الوزراء التركية بأن أنقرة لم تتلق حاليا معلومات رسمية بنية تل أبيب الافراج عن المحتجزين. فرار من جهتها، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن وزارة الخارجية الاسرائيلية أصدرت أوامر لعائلات ديبلوماسييها بمغادرة تركيا بأسرع وقت ممكن والمكوث في اسرائيل الى حين انتهاء الازمة العميقة للغاية في العلاقات الاسرائيلية التركية. وترددت وزارة الخارجية الاسرائيلية في إعادة العائلات بيد أنها قررت الاقدام على هذه الخطوة عقب مشاورات مع ديبلوماسييها في تركيا الذين عبروا عن خشيتهم من بقاء عائلاتهم في أنقرةواسطنبول. وأوضحت الصحيفة أن المتظاهرين الاتراك يحاصرون القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول ومنزل السفير الاسرائيلي في أنقرة لثلاثة أيام متتالية وهو حدث غير مسبوق أبدا.