عادت إسرائيل إلى اعتماد أسلوب الاغتيالات عن طريق الغارات الجوية، حيث أقر الجيش الإسرائيلي، أمس، بمسؤوليته عن اغتيال قيادي في حركة «جيش الإسلام» السلفية في غزة، وذلك على خلفية «تورطه في تنظيم هجمات ضد إسرائيل»، بينها هجوم ضد «أهداف أميركية في سيناء» المصرية. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن «عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي نفذت ضد مسؤول كبير في جيش الإسلام». وأوضحت أن «محمد جمال النمنم متورط شخصيا في العديد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية في السنوات الأخيرة. وفي الفترة الأخيرة، تورط في تنظيم اعتداء إرهابي ضد أهداف أميركية وإسرائيلية في سيناء، بالتنسيق مع عناصر من حماس في قطاع غزة». وكانت مصادر أمنية وطبية في غزة ذكرت أن انفجاراً استهدف سيارة كان يستقلها النمنم (27 عاماً) قرب مقر الشرطة الفلسطينية في غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وأوضحت أن جثة النمنم وصلت إلى مستشفى الشفاء في غزة «أشلاء متفحمة». وقال عنصر في جماعة «جيش الإسلام» القريبة فكرياً من تنظيم «القاعدة» إنّ النمنم هو احد مساعدي قائد الجماعة ممتاز دغمش، وهو الزعيم البارز في عشيرة دغمش الواسعة النفوذ في قطاع غزة. ودعا المئات من انصار «جيش الإسلام» إلى الثأر لاغتيال النمنم خلال تشييعه في مدينة غزة. يذكر أن آخر حادث في شبه جزيرة سيناء يعود إلى مطلع آب الماضي، عندما أطلقت صواريخ على ميناء إيلات الإسرائيلي، سقط أحدها على ميناء العقبة الأردني، وأدى حينها إلى إصابة أربعة أردنيين بجروح. وكانت حركة حماس أعلنت في أيار العام 2007 أنها قطعت أي صلة لها ب«جيش الإسلام»، وذلك بعد خطف مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية في غزة، تمكنت القوى الأمنية التابعة للحركة من تحريره بعد أربعة أشهر. وغالبا ما اصطدمت حماس بالمجموعات الإسلامية المتطرفة التي تعلن انتماءها إلى التيار السلفي. وقد قمعت الحركة عددا من هذه المجموعات، خصوصا عندما أنهت في آب العام 2009 تمرداً أعلنته مجموعة «جند انصار الله» في مدينة رفح. من جهة ثانية، قررت الحكومة الإسرائيلية، أمس، تجميد تعاونها مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، احتجاجاً على رفض المنظمة ضم «قبر راحيل» في بيت لحم والمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة إلى قائمة التراث اليهودي. وكانت اللجنة التنفيذية لليونسكو اعتبرت، في قرار صوّتت عليه غالبية كبيرة وعارضته الولاياتالمتحدة، أن الحرم الإبراهيمي في الخليل مسجد إسلامي، وكذلك حال مسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) في بيت لحم. وأثار هذا القرار غضب إسرائيل التي اعتبرته «تزويرا للواقع». وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّ الدولة العبرية «جمدت تعاونها مع اليونسكو إلى حين إلغاء قرارها»، واصفة إياه بأنه «محاولة جديدة لنزع الشرعية عن إسرائيل تقف وراءها السلطة الفلسطينية». وأضافت أنّ «قرارات مثل هذا تجعل عملية السلام بعيدة أكثر وتسيء إلى سمعة اليونسكو». وكانت إسرائيل طالبت بالاعتراف بهذين الموقعين على أنهما مواقع تراث يهودي، بدعوى أن في الحرم الإبراهيمي «مغارة الماكفيلا» التي تحوي قبري إبراهيم الخليل وزوجته سارة، وأن مسجد بلال ليس إلا قبر راحيل. نقلا عن السفير