شاهدت لأول مرة خطاب التغيير المشؤؤم ولفت انتباهي القاعة والناس الجلوس فيها كالأصنام..لا حراك ولا التفاتة. فالكل ينظرأمامه ولا يخاطب أحد أحدا والمسموح به فقط هو تحريك اليدين للتصفيق. فالمقاعد مرتبة بكيفة توحي أنك في بلد شيوعي بحت أو بوليسي من الدرجة الاولى. حتى تبادر الى ذهني أن أحدهم لا يقدر الوقوف والذهاب الى الحمام اذا ما احتاج لذلك. ثم رايت الشخص الوحيد الذي يرتدي البياض ويتوسط الصف الاول ..... ثم ياتي صانع التغيير قي أبهة وتكبر بشعره اللماع وهيئته التى توحي بأنه سيخلد في الأرض بينما الحقيقة أنه خاوي من الداخل وسينهار بغتة كانهيار الاتحاد السوفياتي ويكون أسعد يوم تطلع عليه شمس تونس...ثم يقع التصفيق بطريقة منظمة وليست تلقائية بالمرة .قلم يصفق أحد اكثر ولا أقل من غيره. . وبدأ قراءة الخطاب الذي لم يكتبه بنفسه وربما لا يفهم الكثير من محتواه...وأن اأتحداه أن يقول جملتين صحيحتين بأي لغة شاء بما في ذلك العربية.فقد ولت أيام المزالي الذي يوجه الخطاب الارتجالي لساعات متتالية. وبغتة أخذتني الذاكرة الى عشر سنوات مضت وقد مررت في طريقي على مونيخ بألمانيا..وبالصدفة كان هناك لقاء شهري عند الاخوة أو مؤتمر مصغر أو ما شابه ذلك...القاعة كبيرة والاخوة كانوا ما يقارب السبعين وكان الكل يتهامس ويضحك وبما انني لا أعرف الا القليل من الاخوة فقد اكتفيت بالملاحظة.. واول ما لفت انتباهي كان أحد الاخوة الذي كان يصول ويجول ويخدم الناس بتقديم الطعام وكان المسكين يعمل بمشقة حتى رافت لحاله ثم بعد ذلك يقوم بعملية التنضيف. فربما يكون أحد الشغالين أوتي به لتوزيع الطعام وأعمال التنضيف... ورغم ذلك فهو يستحق المساعدة..ثم بدأ برنامج المؤتمر بمختلف أركانه وجاء وقت المحاضرة الرئيسية والتي أدهشتني حتى لم استطع الحراك كما كان في قاعة 7 نوفمبر. والمفاجة هي أن الاخ المحاضر كان هو نفس الأخ (الشغال) وهو الرجل العظيم الشيخ الهادي بريك...,ولم أكن قد رأيته من قبل .والله كل ما أتذكر الموقف تدمع عيني وكل ما أتذكر الشيخ الهادي أتذكر أصحاب الجنة وأتمنى أن أحشر معه....فأسأل االله أن يرزقني واياه الشهادة.. وكل المسلمين الصادقين..أمين أمين\ تواضع تكن كالبدر لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كالدخان علا بنفسه في طبقات الجو وهو وضيع