تعتبر مشاكل القلب والضغط من أكثر الأمراض انتشارا في مصر، ويرتبط بعضها بأمراض أخرى كالسكري والضعف الجنسي والعادات الغذائية غير الصحية والتدخين. وأشار تقرير نشر مؤخرا أن معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والذبحة الصدرية في مصر تحدث في سن مبكرة عن معدلات الإصابة العالمية بنحو عشر سنوات مقارنة بأوروبا وشمال أمريكا. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن الدكتور محمد صبحي رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب قوله إن أسباب الظاهرة تعود إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكر وضغط الدم والتدخين وغيرها من الأمراض والعادات الصحية غير السليمة. وشملت أول دراسة عالمية واسعة النطاق تجرى على مرضى الشرايين التاجية الحادة فى دول نامية 11.731 ألف مريض في 19 دولة، من بينها 1759 مريض في مصر. ويحذر الدكتور أحمد سعفان (أستاذ المسالك البولية وأمراض الذكورة بجامعة عين شمس) من استعمال المنشطات الجنسية بشكل عشوائي بين الرجال، مشيرا إلى أنها قد تؤدي إلي إصابتهم بأمراض خطيرة كالذبحة صدرية أو الموت المبكر. ويضيف لمجلة "روز اليوسف": "وفقا للإحصاءات فإن استهلاك المصريين من المنشطات الجنسية يصل إلى 7 مليارات جنيه ويستخدمها الشباب والكبار على السواء وبطريقة عشوائية لدرجة أصبحت عند الباعة في السوبر ماركت". ويتابع "لجوء الشباب إلي المنشطات الجنسية يرجع إلي المعتقدات الخاطئة بأنها سوق تحسن أداءهم رغم أن ذلك يشكل خطورة علي حياتهم خصوصًا المصابين بأمراض القلب وضيق الشرايين". وتشير بعض التقارير إلى أن المرأة المصرية من أكثر النساء تعرضا للذبحة الصدرية التي تصيب النساء عادة بعد سن اليأس وتترافق عادة مع مرض السكري والتدخين. وتقول الباحثة الأميركية غرانيس خلال ورشة عمل حول أمراض القلب عقدت في مكتبة الإسكندرية العام الماضي "إن اعراض الذبحة الصدرية تختلف في احيان كثيرة في النساء عن الرجال فليس بالضرورة أن تشتكي السيدة من آلام حادة بالصدر ولكن من الممكن أن تشتكي من ألم في الفك الاسفل, أو في الرقبة أو في الذراعين أو اسفل الصدر, أو لا تشتكي من آلام علي الاطلاق فتشعر بأعراض أخري مثل هبوط عام أو تعرق أو غثيان". وتضيف لصحيفة "الأهرام": "نتيجة لهذه الأعراض غير النمطية يكون تشخيصا خاطئا أو متأخرا, وبالتالي لا تستفيد هذه السيدة من العلاج المبكر والمفيد في مثل هذه الحالات مشيرا إلي اهتمام المراكز الطبية في أمريكا بمرضي القلب لدى السيدات لأنه في زيادة ملحوظة يعكس إصابة الرجال التي بدأت تنخفض". وتؤكد دراسات حديثة العلاقة الوثيقة بين التلوث الكبير في مصر وأمراض القلب التي زادت نسبتها كثيرا خلال السنوات الأخيرة. ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة التلوث في مصر تزيد على ثلاثة أمثال المعدلات العالمية للتلوث، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تتفاقم نسب التلوث في المدن الكبرى بمصر. ويقول الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي إن "قلوب المصريين أكثر القلوب ألماً ومرضاً مقارنة بقلوب مواطني العالم بسبب تلوث الهواء، وانتشار التشوهات وصدمات القلب والحمى الروماتيزمية والأكل الكثير وقلة الرياضة، بالإضافة إلى الإحساس بالحزن الشديد والقهر والظلم". ويوضح في حوار تلفزيوني نشرته صحيفة "المصري اليوم" أن سائقي التاكسي والميكروباص هم الأكثر تعرضاً لأمراض القلب، مشيراً إلى ضرورة دراسة علم الجينات لعلاج أمراض القلب بطريقة صحيحة وفقا للأبحاث العلمية.