فان الامة العربية الاسلامية قد ورثت الكتاب والسنة وكلاهما بحمد الله معصوم عن الخطأ ,وقد نقل الينا الكتاب والسنة النبوية بنقل العدول الذين زكاهم الله ورسوله وكانوا خير امة اخرجت للناس ثم كان اجتماع هذه الامة معصوما لانها لا تجتمع على ضلالة كما فال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنوضح لابناء الجالية الاسلامية بايطاليا ان هناك مفاهيم وسلوكيات كثيرة لدى التيارات الاسلامية المتعصبة تحتاج الى هزات عنيفة لتتغير وتتكيف مع مقتضيات المنهج الرباني النبوي الوسطي ,فبعض المنتسبين الى هذه التيارات بحاجة ماسة لاكتشاف المنهج الوسطي الصافي البعيد عن الغلو والتطرف والتكفير, فالمنهج الوسطي يامراتباعه بالشورى في كل الامور ليسلكوا طريق الايمان والعلو الى الغاية الاحسانية التي تعني مصيرهم الفردي عند الله في الدار الاخرة والى الغاية الاستخلافية التي نبدوا اليها ووعدوا بها متى سلكوا المنهاج واستكملوا الشروط. كلنا يعلم ان البشر كلهم سواسية لا افضل لاحد على غيره الا بالتقوى والعمل الصالح وان البشر يخطئون ويصيبون وانهم مكلفون بنصح وتصويب وأخطاء بعضهم البعض والمؤمن مرآة اخيه وان الجميع ياخذ من كلامه ويترك الا صاحب الرسالة الوسطية ,كما ان من الكليات الاسلامية والقطعيات الثابتة في المنهج الرباني الرجوع في كل الامور الى الشورى والنزول عند حكمها حتى كانت وصفا ثابتا للذين آمنوا في القرىن (وأمرهم شورى بينهم) ووجه الله خطابا الى نبيه يامره بها ( وشاورهم في الأمرفاذا عزمت فتوكل على الله ) وتظافرت النصوص تعمق هذا المبدأوتأكد على اهميته وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه بكل حزم وصرامة حتى روي عن ابي هريرة قال ما رأيت احدا اكثر مشورة لاصحابه من رسول الله وحتى انه تراجع وهو المؤيد بالوحي في مناسبات ووقائع حاسمة عن رايه للرأي الذي اقتضته الشورى ومع وضوح هذه التصورات فان الفردية ماتزال للأسف الشديد طاغية وبشدة في كثير من الاوساط التي تسيطر عليه التيارات الاسلامية المتطرفة خاصة المتواجدة باوربا ,فهي ترفع فردا او افرادا معدودين الى مستوى الأسطورة فهم المحور والأساس ولهم الحق في اصدار الحكام والفتاوى التكفيرية وهم فوق مستوى النقد ,والمراجعة تستعصي كل محاولة لاخضاعهم لعملية شورى يكون رايهم فيها من بين الآراء وهذا النمط الجبري موجود بايطاليا وبكثرة . ان هذه المفاهيم سببها التخلف والجهل والتبعية ( كما قلنا في اغلب مقالاتنا عبر الجرائد) ولا نخفي ان قلنا ان انطباع وتاثير العلاقات داخل بعض اجزاء الجالية الاسلامية بامثال هذه المفاهيم التي يريد بعضها السيطرة على الساحة بوعي او بغير وعي قد شل طاقات شابة اسلامية كثيرة ومنع من قيام عمل اجتماعي اسلامي عربي حقيقي ( ومدينة طورينو نمودجا) . فان مجرد الاجتماع لا يعني العمل الجماعي المتعاون ان لم تكن فيه موازين موضوعية دقيقة للعلاقات بين افراد الجالية بعيدا عن الداتية وتقديس الاشخاص ,اذا اردنا النجاح والتفوق والحصول على حقوقنا المهضومة التي تسبب في غيابها ابناء جلدتنا وملتنا وقوميتنا لا بد لنا من تركيز العمل بالشورى الحقيقية ليس الشكلية التي يدعى اليها فقط من يسير على شاكلة التخلف والجهل والتبعية فمدينة طورينو غنية بالطاقات والمواهب والكوادر ولكن اذا اسندت الامور الى غيرها ........................ ان التيارات الاسلامية بجميع الوانها جزء من الأمة يريدون الاستجابة لتطلعاتها الحقيقية والتعبير عن روحها الحضارية ومصالحها ويريدون لها الفلاح في الدنيا والاخرة هذه حقيقة نشهد بها لهم ولكنهم ليسوا أبدا أوصياء على المنهج الرباني والنبوي فهما وتمثيلا وتطبيقا لانهم حادوا عن الوسطية ,وهنا نوضح مسألة مهمة للجالية المسلمة بايطاليا ان فهم التيارات الاسلامية تعبر عن رأيا لا يلزم احدا الا صاحبه ,وذلك في غير القطعي من الشرع والمعلوم من الدين بالضرورة واما فيما يخص التمثيل والتطبيق فلا يحق للتيارات الاسلامية في احتكارهما بل يوزن الجميع بموازين شرعية موضوعية ترتكز على الوسطية دون هيمنةاو سيطرة او استغلال أو ضياع. ونحن بصفتنا لبنة داخل الجالية الاسلامية نشير ان لا احد فوق النقد والتصويب فالكل من البشر الخطاء الذي عليه ان يرحب بمن يرشده الى عيوبه على سنة عمر بن الخطاب الذي قال( رحم الله من اهدى الي عيوبي) اما من يوجد ( وهم قلة) من يظن نفسه وجمعيته او مركزه او مسجده منزه عن الخطأ فهذا من تلبيس ابليس وامراض النفوس التي حذر القرآن منها ( فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) نقول كذلك ان على التيارات الاسلامية في ايطاليا ان تطبق مبدأ الشورى الحقيقية وان تقضي على الفردية والشخصانية والزعامتية وحتى لا يصدق قول الله فيهم ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون) اذا عليهم ان يطبقوا ما يدعون انهم يومنون به ويدعون اليه فان كانوا عاجزين عن تطبيقه في صفهم وادارتهم فهم اعجز عن المشاركة في تطبيقه بين ابناء الجالية الاسلامية . ان الشورى من المنهاج الرباني والنبوي هو الذي صنع الجيل الاول ولن يصلح حال الجالية الاسلامية الا بوسطية معتدلة نبوية ربانية فهل نحن على استعداد ان نلتزم بالتوجيهات الربانية النبوية بالقبول والرضى ولا ننسى في دعوتنا ومناقشاتنا وحواراتنا مع من يخالفنا الرأي ومن ينتقدنا نقدا بناء ان نحاوره بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة الطيبة وبقلب فارغ من الحقد والحسد والتربص. ( ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا ). ذ. عبدالله مشنون عضو بالمجلس الاسلامي الايطالي رئيس المنظمة الاسلامية للعالم العربي واوربا سفير السلام قسم حوار الاديان والحضارات