بيان ثاني حول أحداث سيدي بوزيد تستمر الاضطرابات بمدينة سيدي بوزيد لليوم الرابع على التوالي، على إثر إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إضرام النار في جسمه. إن ما أقدم عليه هذا الشاب خريج الجامعة الذي لم يجد شغلا كريما ليس عملا معزولا ولا الأول من نوعه، بل اندرج ضمن سلسلة من الأحداث المأساوية المماثلة التي جدت بمدن المنستير وفريانة والمظيلة خلال الأشهر القليلة الماضية، وكانت عنوانا على حالة اليأس التي استولت على الشباب العاطل عن العمل وخاصة منهم الحاملين للشهادات الجامعية. ولم تواجه الحكومة هذا الوضع بما يستدعيه من ترو وبحث عن الحلول وإنما لجأت كالعادة إلى المعالجة الأمنية مما زاد الوضع تفاقما. ويُذكر الحزب في هذا السياق بأن الأحداث الجارية اليوم بسيدي بوزيد، ليست سوى تعبير عما يعانيه الشباب من اضطهاد على أيدي قوات الأمن ومن شعور بالغبن والحيف الاجتماعي، وهو علامة على الاحتقان الذي يتغذى من استشراء الفساد واستغلال النفوذ وانسداد أفق التشغيل. وكانت هذه العوامل ذاتها هي التي وقفت وراء انتفاضة الحوض المنجمي قبل عامين، ووراء انتفاضة أهالي بنقردان والصخيرة وقصر قفصة هذا العام، ووراء غيرها من التحركات الاحتجاجية التي جرت بمدن الشابة وجبنيانة وبوسالم وجندوبة خلال نفس المدة. إن كل هذه العوامل متجمعة في كامل مناطق البلاد وخاصة منها أحزمة المدن الكبرى، ومنها تونس العاصمة، لكن لا يبدو أن السلطة مدركة لدلالاتها أو لما تحمله من أخطار على استقرار البلاد في المدى المنظور، مما يجعل سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها، والمراهنة على الحلول الأمنية قاصرتين عن معالجة هذه الأزمة العميقة. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يعبر لأسرة الشاب محمد بوعزيزي عن بالغ مشاعر المواساة والتضامن، وإذ يتمنى له الشفاء العاجل، وشعورا منه بالمسؤولية الوطنية فإنه يطالب الحكومة: 1 / بسحب قوات الأمن فورا من مدينة سيدي بوزيد ومن محيطها 2 / بإطلاق سبيل كافة المعتقلين وإيقاف كافة التتبعات العدلية ضدهم 3 / بفتح حوار مباشر مع ممثلي الشباب العاطل عن العمل ومع الهيئات المدنية التي تأسست خلال هذه الأحداث بهدف إحداث مواطن شغل بالجهة عاجلا، والتمهيد لوضع خطة تنموية تراعي التوازن والعدل بين الجهات. وإذ يُحيي الحزب الديمقراطي التقدمي الحركة الاحتجاجية بسيدي بوزيد ويكبر الدور الذي تلعبه جامعة الحزب فيها، فإنه يؤكد على أن الإجراءات العاجلة التي يقتضيها إيقاف تدهور الوضع لن تأخذ معناها أو تعرف مجراها نحو الانجاز الفعلي ما لم تقترن بإصلاحات هيكلية تتصل بالنظام السياسي وبإستراتيجية التنمية المتبعة وذلك ب: 1 / تحرير الحياة السياسية ورفع القيود المضروبة على نشاط الأحزاب والجمعيات المدنية (وخاصة في وسائل الإعلام والاتصال والفضاءات العامة) 2 / الدعوة إلى ندوة وطنية حول الإصلاح السياسي والاجتماعي تشارك فيها مختلف التنظيمات الحزبية وهيئات المجتمع المدني لتأمين طريق للانتقال إلى الديمقراطية في أفق سنة 2014. تونس في 19 ديسمبر 2010 عن الحزب الديمقراطي التقدمي الأمين العامة مية الجريبي