بسم الله الرحمان الرحيم {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} هذه الآية الكريمة من المولى سبحانه ردا على فرعون عندما عرف مصيره بأن فوات الاوان قد جاء وبنفس الجواب نقولها لبن علي الذي يعلن الآن عن إنشاء مشاريع تنموية في ولاية سيدي بوزيد وسط تونس. أن أبناء سيدي بوزيد الذين قاموا بهذه الاحتجاجات العفوية نتيجة لما تعاني منه المنطقة الريفية من غياب للعدالة في توزيع الثروات. وأن مطالبهم في التنمية و شكاويهم من الرشوة و المحسوبية عند السلطات المحلية في سيدي بوزيد وصلت إلى أعلى مستويات السلطة و لكن ما من مجيب ..." إنك يا بن علي موجود في قصر قرطاج منذ 23 سنة ألم تكفيك هذه السنوات من معرفة الشكاوي حتى يصل الحد بأصحاب الشهائد العليا أن يفكروا ويمارسوا الانتحار تاركين وراءهم الأحلام الوردية في حياة كريمة لم يعرفوها في عهدك بل عرفوا القهر والحيف والظلم والنفاق . إنك لن تغير سنة الله في الكون وتلك الأيام نداولها بين الناس . إنك لم تصغي إلى صوت العقل وزين لك دخول القصر البقاء فيه فنقضت الميثاق الذي أعلنته بنفسك في بيان 7 نوفمبر 87 بأنه لا رآسة مدى الحياة وحددت دورات الترشيح إلى دورتين وسن الترشيح إلى 75 ولكنك خنت الأمانة وجاء يوم المحاسبة من الجماهير الغاضبة في مدن الظل المحرومة من الترف الذي تنعم به أنت مع أصهارك الذين أصبحوا كالمافيا يستغنون بغير حق وأحطت نفسك بآلة قمع اعتدت على الأعراض والمواطنين في رديف وسقط الشهداء وهم يطالبون بالعيش الكريم ثم إنتفظ أهل بن قردان وقمعتهم وهم يطالبون بالعيش الكريم وجاء دور سيدي بوزيد لتنتفظ كل مدنها وهم يرفعون شعارا واحد التشغيل استحقاق يا عصابة السراق ويأتي إعلامك ليتهمهم بالتوظيف السياسي والأحداث المعزولة واليوم يسقط الشهداء بآلتك القمعية وهم يطالبون بالعيش الكريم.. أذكرك بقول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر وقد عزمت الجماهير على استرداد الحق في العيش الكريم والحياة الحرة والإنعتاق من الظلم وإن الله على نصرهم لقدير