تونس (الشروق): شفاه مبيضة...عيون شاردة...قامات منتصبة، أعناق مشرئبة كلمات متقطعة...وأصوات مرتفعة جئنا لإسقاط الحكومة ولن نعود إلا بعد الاستجابة لمطالبنا...نحن سكان منزل بوزيان المكناسي والرقاب والسعيدة و مزونة والشراردة نساء ورجالا نطالب بإسقاط الحكومة المؤقتة والنظر الفوري في أوضاعنا المعيشية...نعم نحن فقراء نعاني الأمرين...نريد الاعلام يصور حقيقة أهالي سيدي بوزيد... صورة حية نقلتها«الشروق» من أمام الوزارة الأولى (القصبة) أمس الأحد 23 جانفي 2011 لمجموعة من أهالي سيدي بوزيد جاء بهم إصرارهم لايصال كلمة الحق والنداء بأعلى صوت لا للحكومة المؤقتة لا لجلادي الشعب...شعارات حملتها نساء ورجالا وأطفالا لم تمنعهم المسافات ولا ظلمة ليل الشتاء البارد... تكبدوا عناء المشي على الأقدام حتى يعلو صوتهم أمام الوزارة الأولى وفي تونس العاصمة نحن أهالي سيدي بوزيد نساء ورجالا وأطفالا نطالب بسقوط بقايا نظام الدكتاتور...نطالب بحضور الإعلام الى سيدي بوزيد نطالب بتصوير الفقر المدقع الذي نعيشه...نطالب بارجاع أراضينا وضمان حقوقنا بشهائد الملكية.... عازمون على طرد الحكومة المؤقتة طلبات نادى بها أهالي سيدي بوزيد وشعارات رفعوها تقطع مع النظام السابق وتطالب بحقها في العيش الكريم...مشاهد لا يمكن أن تصفها الكلمات ...نساء افترشت الأرض وأطفال إلتفوا بعلم الوطن ورجال بحت أصواتها...اجتمعوا في مكان واحد وفي زمن واحد يشهد التاريخ على ثورتهم وتدون الكتب مطالبهم علها تستجاب في أقرب وقت على حد تعبير أحد الأهالي الذي حمل مسؤولية تدهور أوضاعهم الاجتماعية للإعلام الذي لم يبلغ مطالبهم ولم يصور أوضاعهم المتردية. لا للإعلام لم يكن من السهل الحديث مع أهالي سيدي بوزيد الذين رفضوا التعامل مع الصحافة التي اعتبروها سببا رئيسيا في كبت أصواتهم. وتم طرد بعض التلفزات وخاصة التلفزة الحكومية...ورغم ذلك إستطعنا أن نقترب من بعض الأهالي الذين فتحوا قلوبهم ل «الشروق» وأفصحوا عن مطالبهم التي كانت الى وقت قريب غير مشروعة. وبصوت متقطع من فرط التعب ومشقة المسافة التي تم قطعها قال «سامي حميدة» شاب من سيدي بوزيد عاطل عن العمل» نحن أهالي سيدي بوزيد نعيش الحرمان والفقر المدقع هناك من الأهالي من يلتجئ الى الأعشاب واسمها «الحارة» يطبخونها ويأكلونها أنا لست أبالغ صدقيني نأكل العشب... يقاطعه أحد الأهالي...يا عباد الله ألا تنتمي ولاية سيدي بوزيد الى هذا الوطن ألسنا بشرا... لدينا الأراضي وقد تم الإستيلاء عليها من طرف الطرابلسية تعاضدية النجاح كانت ملكا لأهالي سيدي بوزيد واليوم أصبحت ملكا للخونة. نعيش تحت وطأة المحسوبية قارورة من الماء لم تكن كافية لإطفاء ظمئه فالعطش قد أنهكه والقمع والحريات المسلوبة والفقر قد أتعبه تحدث دون أن يعرف الى من سيبلغ صوته...»إننا نعيش تحت وطأة المحسوبية والرشوة ابتداء من الشيخ الى المعتمد الكل يجب أن يحاسب وفي أقرب وقت مصرون على البقاء هنا حتى تسقط الحكومة المؤقتة ويحاسب الخونة... وتستجاب مطالبنا...هذه أرضنا وسوف نموت على ترابها. بهذه الكلمات غادرنا المكان تاركين آلاف المتظاهرين يهتفون بصوت واحد نموت نموت ويحيا الوطن وليلة جديدة يعيشها أهالي سيدي بوزيد غير مبالين بقساوة ليلة شتاء قد تحمل لهم الكثير.