بسم الله الرحمن الرحيم إلى فخامة رئيس الجمهوريّة التونسيّة المنتهية ولايته إكلينيكيا بامكو - مالي، في الأربعاء، 29 كانون الأول، 2010 سيّدي الرئيس، البعض من بطانتكم، مثل كل من الجنرال عليّ السرياطي و الجنرال الهادي بلحسين و كذلك أمثال عبد الرحمن بلحاج عليّ و حسن عبيد و محمد الناصر حلاس و المنصف بن قبيلة و كل من تتلمذ على يدّ هؤلاء الرهط العجيب في تكوينه النفسي و الغريب عن النفسيّة التونسيّة السويّة, التي تؤمن بأن سعادة لحظات تنسي آلام سنين. هؤلاء جميعا و غيرهم قد ساهم البعض منهم بنصيب الضبع و البعض الأخر بنصيب مصاص الدماء في تدمير النفسيّة الوطنيّة وتَلْمَدَتفكر المجتمع العام وصَهْيَنَةالعمل لفئات و نخب كثيرة في كل من المجتمع المدني و الأمني و كذلك العسكري في وطننا الإقليمي "تونس العظيمة". كل هذا الصنيع كان و مازال تحت مظلتكم سواء كان هذا بعلمكم أو بدونه. الأمر الذي جعل من الفرد التونسي شيئاً فشيئاً وبالتدريج روحاً ميتةً في جثةٍ حيّة. سيّدي الرئيس، رضاكم على ما يدور في البلاد من تجويع و تهميش الطاقات الحقيقية للوطن أو سكوتكم على كل هذه الممارسات الموصوفة من قِبل من لا يستحق أية مسؤوليّة أو جهلكم بما يدور في البلاد الذي يقاسي منه شعبنا المسالم إلى درجة الإذلال. قد رسخ في كل العمل السياسي و الحقوقي و كذلك الإجتماعي مبدأ عملقة الأقزام و تقزيم العمالقةعلى حساب كرامة العباد و مستقبل البلاد. وإن لكل فعل رَدَّ فعل مساوياً له في المقدار، و مضادّاً له في الاتجاه..وهي قاعدة علمية واجتماعية وبسيكولوجية أيضاً. لذا، قبل إنتقالكم إلى الرفيق الأعلى و أنتم تتاخمون أرذل العمرأنصحكم من جهةبالتفكير في هول لحظة إنتزاع الروح من الجسد كما أنصحكم بكل صدق و محبّة من جهة أساسيّة أخرى بالسعيّ في إصلاح ما أفسده بعض رجالاتكم طيلة سنوات ولايتكم. و تطبيق ما جاءت به قواعد الأمن البسيكولوجي و بسيكولوجيّة الأمن حتى يتنفس الشعب بتنظيف الإدارة العامة للأمن الوطني و تصبح عقيدتها من زاوية رئيسة تقديس النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي و من زاوية أخرى السهر على الراحة النفسيّة للمواطن و أمنه وبالتالي الذود بالحق و العفاف على مكتسبات البلاد و العباد. سيّدي الرئيس، إذا نجحتم في سعيكم لإصلاح ما أفسدته صنائع جل رجالاتكم سوف يخلدكم الوطن و التاريخ. وبالتالي تتركون إلى ذريتكم و أهلكم من الإحترام أمام السواد الأعظم من الناس ما لا ينضب. و من الفضيلة ما يُنسب. و من الفخر ما لا يُسْلَب. و من رضاء لله ما يُكرم!. لأعداء تونس نقم و لمن سالمونا السلام المواطن الذي حرمته من بلده و أهله و ذرّيته بالحياة الشَاذُليّ العَيَّادي الحمد لله على كل مكروه