شبكة الحوار نت تكشف الخدعة الكبرى.. لإسكات صوت الشعب !!!
تونس- الحوارنت- رغم الدماء التي سالت ورغم خطورة الموقف وجسامة ما حدث فإن السلطة تأبى إلا أن تواصل في نهج سياسة التلاعب والخداع غير مبالية بالمصائب التي اقترفتها، ماضية في تصنيف شعبها ضمن خانة الأعداء والتعامل معه على هذا الأساس، مصرّة على عدم التخلي عن سياسة الوعود الكاذبة حتى بعد أن سالت الدماء وتزاحمت التوابيت على المقابر، وانتصبت مآتم العزاء في أغلب الأحياء. لم يستبشر أغلبية التونسيين بمبادرة المجلس الإداري لمنظمة الأعراف والداعية إلى توفير 50 ألف منصب شغل في زمن قياسي ولعل الكل أو الجل اعتقد أن الأمر لن يحدث وأن السلطة ستماطل كعادتها حتى تمتص الأزمة وتخف وتيرة الاحتجاجات ثم يُودع الملف في الرفوف إلى جانب آلاف الملفات والوعود التي تنام هناك منذ سنوات طوال، الأمر هذه المرة مختلف عن سابقاته والسلطة يبدو أنها ستوفي بما قطعته على نفسها وستدمج ليس فقط أصحاب الشهائد وإنما الآلاف من مختلف أصناف اليد العاملة، هذا ما تسنى لنا معرفته بعد أن حاولت شبكة الحوار نت وطوال المدة الفارطة استجلاء الأمر حيث اتصلت ببعض أصحاب المشاريع في تونس العاصمة ومدينة القصرين وبعد عدّة محاولات متتالية وتكتم العديد على الأمر صرح لنا بعض أصحاب المشاريع الناشئة في القصرين أنّ الأمر يتعلق بأوامر إلزامية صادرة من أعلى هرم السلطة تقتضي بضرورة استيعابهم لعدد معين من أصحاب الشهادات المعطلين وأضاف المصدر أن الهادي الجيلاني يتابع الأمر بنفسه وقد أوفد مبعوثين إلى مدينة القصرين للحوار مع رجال الأعمال حيث وعدوهم بامتيازات أهمها الإعفاء النسبي من الأدآءاتوغير ذلك ... حتى الآن يبدو الأمر عاديا لكن المعضلة هي تلك التي أفصح عنها مصدرنا حيث صرح بأنّ الاستيعاب سيكون وقتيا وأنّ هناك مدة إجبارية على المؤسسة أن تحتفظ خلالها بالمنتدبين، وهذه المدة تحددها الدولة وفق سير الأوضاع في البلاد يحق بعدها لأصحاب الشركات والمؤسسات الحاضنة التخلي عن المنتسب بطريقة تختارها إن كان يسبب لها عبئا ولم تستوعبه دورة الإنتاج وحركة الأرباح. يبدو أنّ الانتداب الإجباري الذي أقرته السلطة عامّا وعشوائيا وشمل أغلب القطاعات، مساحات تجارية، مغازات، محطات بنزين، ورشات خاصة.. حتى أنّ أحد أرباب المقاهي صرّح للشبكة أنّه مجبر على القبول بنادل أو نادلين جديدين وعبّر عن ذلك بقوله"معناها انسكر والسلام" . كما يتوقع أن تكون هذه الانتدابات المخادعة أحد أهم أركان خطاب الجنرال بن علي المرتقب والدعاية التي سيسوّق من خلالها إلى إعادة الهدوء للبلاد هذا ويتوقع أن يسوق الرئيس الحالي حزمة من الوعود الفضفاضة التي سيتحدث من عبرها على خطوات هلامية عائمة لا يمكن تحقيقها مثلما لا يمكن تكذيبها ذلك لأنّ بن علي أقدم في الأيام الأخيرة على تغيير الفريق المسؤول على إعداد الخطابات والكلمات التي سيخرج بها على الشعب التونسي من هنا فصاعدا .