جرت مسيرات حاشدة الخميس في ثلاث محافظات تونسية، وسط أنباء عن حصول مواجهات عنيفة أسفرت عن خسائر مادية جسيمة، في أعقاب إشتباكات ليلية بين متظاهرين وقوات الأمن في عدد من الأحياء المحيطة بالعاصمة أدت إلى وقوع عدد من القتلى الوجرحى. وقالت مصادر نقابية ليونايتد برس انترناشونال أن آلاف السكان شاركوا في هذه المسيرات التي جرت في محافظات سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوب العاصمة)، والقيروان (150 كيلومترا جنوب العاصمة)، وجندوبة (254 كيلومترا غرب العاصمة). وجاءت هذه المسيرات تلبية لدعوة من الاتحادات الفرعية للإتحاد العام التونسي للشغل- أكبر منظمة نقابية في البلاد- للاحتجاج على التجاوزات الأمنية التي تم تسجيلها خلال الأيام الماضية، وذلك في إشارة إلى إقدام قوات الأمن على مواجهة المتظاهرين بالرصاص بالحي. وكان الإتحاد العام التونسي للشغل سمح لفروعه في المناطق بتنظيم مثل هذه المسيرات والوقفات الإحتجاجية، حيث نظمت الأربعاء تظاهرات حاشدة في محافظات صفاقس (275 كيلومترا جنوب العاصمة)، والقصرين (200 كيلومتر غرب العاصمة)، فيما يُنتظر أن تُنظم الجمعة تظاهرات في تونس العاصمة. وقالت المصادر إن مواجهات عنيفة اندلعت اليوم بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال التظاهرات التي جرت في سيدي بوزيد والقيروان وجندوبة، حيث أفيد عن حرق ما لا يقل عن 6 سيارات تابعة للشرطة في سيدي بوزيد، وحرق وتخريب بعض المؤسسات الإدارية والحكومية في بقية الجهات. ولم تؤكد المصادر ما إذا كانت المواجهات أسفرت ضحايا، ولكنها أكدت في المقابل سقوط قتيلين في الاحتجاجات التي جرت الأربعاء في محافظة صفاقس، تم اليوم تشييع جنازة أحدهما في مسيرة كبيرة. وبدورها أشارت صحيفة (الصباح) التونسية الخميس إلى مقتل ثمانية أشخاص، وإصابة 15 شخصا بجروح الأربعاء في عدد من مناطق البلاد، بينما تقول مصادر حقوقية أن لديها قائمة بأسماء 14 شخصا لقوا حتفهم الأربعاء في أكثر من مدينة تونسية. وكان هدوء حذر خيم صباح اليوم على العاصمة التونسية وضواحيها،في أعقاب إشتباكات ليلية بين متظاهرين وقوات الأمن في عدد من الأحياء المحيطة بالعاصمة أدت الى تسع إصابات ما بين قتيل وجريح. وانتشرت قوات أمنية بكثافة أمام المؤسسات الحكومية والإدارية بوسط تونس العاصمة، فيما لوحظ إقبال غير طبيعي من المواطنين على شراء الخبز، حيث تجمع العشرات أمام المخابز،إلى جانب إقدام بعض المحلات التجارية في عدد من الضواحي على إغلاق أبوابها بالحجارة. وكانت الضواحي الغربية والشمالية للعاصمة شهدت الليلة الماضية إشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن،تم خلالها إطلاق الرصاص في الهواء،بالإضافة إلى مواجهة المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع. وجرت هذه الاشتباكات بالرغم من حظر التجول الليلي الذي أعلنته وزارة الداخلية مساء أمس،في حي الكرم الغربي بالضاحية الشمالية للعاصمة، وأحياء التضامن وإبن خلدون والانطلاقة بغربها. ولم ترد معلومات رسمية حول حصيلة هذه الاشتباكات، غير أن شهودا أكدوا ليونايتد برس انترناشونال تسجيل تسع إصابات ما بين قتيل وجريح في حيي التضامن والانطلاقة. ومن جهة أخرى شهدت مدن تونسية أخرى منها بنزرت (60 كيلومتر شمال العاصمة)، ونابل (60 كيلومترا شرق العاصمة)، ودوز في أقصى الجنوبالتونسي مواجهات عنيفة، و تحدثت مصادر متطابقة عن سقوط عدد من القتلى خلالها. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أقال الأربعاء وزير الداخلية وأمر بالإفراج عن المعتقلين خلال الاحتجاجات. ويذكر أن الاحتجاجات الشعبية التي تعيشها البلاد منذ التاسع عشر من الشهر الماضي،تحولت في أحيان كثيرة إلى صدامات واشتباكات عنيفة ودموية،ما أسفر عن سقوط نحو 21 قتيلا بحسب وزارة الداخلية التونسية، فيما تقول مصادر حقوقية ونقابية إن عدد الضحايا تجاوز 40 قتيلا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.