أطلقت قوات الجيش التونسية، أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق مئات المتظاهرين بوسط العاصمة للمطالبة بعدم إشراك الحزب الحاكم في حكومة الائتلاف. وكانت قوات الأمن والجيش استخدمت في وقت سابق خراطيم المياه والأعيرة النارية في محاولة لتفرقة محتجين على مشاركة "حزب التجمع الدستوري" وهو الحزب الحاكم، ضمن الائتلاف الحكومي الجديد، غير أنّ المئات واصلوا احتجاجهم في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قرب السفارة الفرنسية، كما احتشد متظاهرون في مدن تونسية أخرى. يأتي ذلك في الوقت الّذي يسود فيه الترقب حول إعلان حكومة الائتلاف الوطني الجديدة، والتي من المقرر إعلانها اليوم، بعد مشاورات تمت مع الأحزاب السياسية خلال اليومين الماضيين. وتعهد محمد الغنوشي رئيس الوزراء المكلف، بالعمل السريع من أجل ملأ الفراغ في السلطة بعد تكليفه بتشكيل الحكومة من طرف رئيس تونس بالوكالة، فؤاد المبزع. وأضاف في بيان صادر عنه: "إن الإعلان عن حكومة جديدة (الاثنين) سيفتح صفحة جديدة في تاريخ تونس". وفي سباق متصل، قالت مصادر مقربة من المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة: إن بعض الحقائب الوزارية اتُفق بشأنها. وأوضحت المصادر، أن نجيب الشابي مؤسِّس الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض سيتولى وزارة التنمية الجهوية، بينما سيحصل المعارض مصطفى بن جعفر رئيس اتحاد الحرية والعمل على منصب وزير الصحة، في حين سيتولى أحمد إبراهيم رئيس حزب التجديد وزارة التعليم العالي. وأضافت المصادر، أن أحمد فريعة الذي عُين وزيرًا للداخلية الأسبوع الماضي سيبقى في منصبه كما سيحتفظ أيضًا وزير الخارجية في الحكومة السابقة بمنصبه. وعلى صعيد الاضطرابات الأمنية، خاض الجيش التونسي معركة شرسة حتى وقت متأخّر من مساء أمس ضد حرس الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محيط قصر قرطاج بالعاصمة التونسية في أعقاب القبض على قائد أمن الرئاسة علي السرياطي. وأفادت مصادر بأن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت في محيط القصر مع من وصفوا بعناصر من الحرس الرئاسي الموالية للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كما تعرضت شركات على علاقة بالرئيس المخلوع وعائلته لهجمات. من جهة أخرى أعلن ضابط في الشرطة التونسية للتلفزيون الرسمي، أنه تَمّ أمس الأحد اعتقال أربعة ألمان بحوزتهم أسلحة داخل ثلاث سيارات أجرة في تونس العاصمة مع أجانب آخرين لم تحدد جنسياتهم. من جهته، أعلن محمد الغنوشي بأن قوات الأمن لن تتسامح مع الذين يهددون الأمن في البلاد.