نداء متطلبات المرحلة مطلوب شعبيّا أن نطالب بنظام برلماني وبمبدأ التمثيل النسبي حتّى تتكمّن كلّ أطياف المجتمع من أقصى اليمين الى أقصى اليسار من المشاركة في الحكم بقوّة القانون. وليس منّة من الحزب الحاكم أيّ إن كان نوعه. ليس معقول أن يتحمّل أحد الأطراف مسؤوليّة الدولة لوحده ولو بلعبة الديمقراطيّة نزيهة وشفافة. وبالنسبة لأبناء التيّار الإسلامي عليهم أن يفقهوا الواقع. و أن يكلّفوا أنفسهم على التواجد بتعدّديّة الإسلاميّة ولذلك أدعو لتشكيل أحزاب إسلاميّة متنوّعة التنوّع الموجود. والله الموفّق عاشت تونس عزالدين محمود نقابي سابق
تفاعل مع النداء بقلم الاستاذ محمد أمجد شايبي
الفاضل غزالدين
بعد عاطر التحية،
- بدايةً أُشاطرك الرأي في كل الذي ذكرت و بدون تحفظ.
- بالنسبة للتيار الإسلامي بكل أطيافه يَمْثُل أمامه عائقان: 1. العائق الموضوعي
- هنالك قوة كبيرة لاستثناء هذا اللون الفكري و السياسي مدفوعة من أشلاء الحزب البائد و يسار السلطة، فمجرد قراءة سريعة لحدث رجوع الشيخ راشد الغنوشي تبرز و جود متربص مستغل لأي حدث ينال منه من المرجعية الاسلامية مع محالة الإقصاء و تثبيت كليشيات عهدنها و خبرناها في الجامعة و في ساحات النقاش مع أصحاب الأقمصة الحمراء و لا يتسع المجال لمزيد التحليل.
2. العائق الذاتي
- من السلبيات التى اصطبغت بها الذهنية الإسلامية الجنوح إلى التنظير أو ما يمكن أن أصطلح عليه "بالعقل المنظر"، إذ يوجد اجماع من طرف النخب العربية و الاسلامية بأن التونسي يملك بحكم تكوينه خصوبة في الرأي و غور في التحليل، و لكن يبقى التنزيل في الواقع أو ما يمكن أن نصطلح عليه "بالعقل الممارس". لقد اثبت العقل الثاني جدواه و فاعليته، و اضرب في الغرض مثالين: المثال الأول:
- لقد أقمت مدة إبان اعتقالي بسجن قابس و المهدية مع المناضل حمة الهمامي و قد كانت فرصة للتحدث معه، و بحكم جنوحي الفلسفي و اطلاعي المستفيض على المدونة الماركسية بداية من "المانفست" و نهاية بمدرسة فرنكفورت.... فقد يطرأ أن استشهد في سياق ببعض تيارات الفكر الماركسي من قبيل جورج لوكاتش في وعيه الطبقي و أجد الرجل مبهوتا بالذي صرحت. المثال الثاني و هو مثال السوء:
-وصول طاغية تونس بن على إلى السلطة، لقد تأتى لى مقابلة هذا الرجل ثلاث مرات في حياتي في إطار عملى في وزارة المالية و وزارة العدل فضعف بن على صارخ فالرجل لا يفقه إلا الترهيب و سياسة العصا و كما يقول استاذي و شيخي الفاضل راجيا من الله السميع القدير حفظه و تمتعه بهذه اللحظة التاريخية في تونس الثورة السيد عبد العزيز الوكيل و الذي قضيت معه زهاء السنة بسجن قرمبالية و الذي يقول"أعجب من فرد ليس له طموح بعد وصول الحذاء بن على إلى السلطة بدون أي امكانية تفكير و حسن نظر".
و المستفاد من كل هذا القطع مع عقلية الإرجاء و التسويف و تطبيق مبدأ "ادخلوا عليهم الباب"، فمن من أوكد الأعمال رفع هذا الحاجز السكولوجي فمرض التردد قتل العديد من المشاريع الراقية لو وجدت طرقها للتطبيق و الانجاز.
فمن نتائج "العقل الممارس"، عقلية ادخلوا عليهم الباب،[ فعقلية الإجتياح = التراكم]، و هذا العامل هام في التجربة الاجتماع البشري و في تصريف أمور المدينة، فالكم مؤدى حتما إلى الكيف المركز و هذه الحتمية على سياق مرن يناقض التفسير المادي للتاريخ توثيقا للمكانة الارادية للإنسان في تاريخ.
و الخلاصة السريعة:
- أنا معك بضرورة التعدد الحزبي لطرحنا الاسلامي فبأي منظور يمكن الولوج في هذه التجربة: هل بالالتحاق لتجارب سابقة نشاركها نفس الهموم و بعملية إنشائية و تأسيسة فالساحة التونسية تعج بالامكانيات من ذوي المرجعية الإسلامية.
نحن في حاجة لمزيد الحوار لانطلاقة الخطوة الاولى تليها خطوات أخرى و يبقى في النهاية مبدأ ولوج التجربة هو الأهم.