الثقافة هي الرافعة للأمم ،حيث غابت الثقافة ،نجد الامة مفككة وضعيفة ومهانة ،تحاول البحث عن مكان لها في هذا العالم تستظل تحته ،لكنها لا تقابل الا بالاحتقار .وان معادلة المال وحدها غير كافية لتضعك ندا مع الأقوياء ومثال دول الخليج وبمن فيهم دول المتطورة نسبيا التي اعتمدت على الشكل ال المضمون دولة الإمارات. غير الغربا لذي تفطن لدور الثقافة ،ومثلهم ماليزيا ،وتركيا ،واليابان الثقافة المستمدة من عمق الشعب في صناعة القوة وتقرير مصيرها ، ولذلك سعت هذه الامم .بكل قوتها لنشر وبسط النفوذ الثقافي في وسط كل الشعب الذي فيما بعد ينتج نخبه المعرفية والسياسية القائدة له سياسيا وثقافيا لا منفصلة عنه كما هي في وسط دولنا اعتمد مثقفينا على التنظير من الأبراج العالية ،وربما تجد الكثير من المثقفين منفصل عن حركة المجتمع ومواكبة للعصر .وبتالي غاب النفوذ الثقافي ودوره في صناعة الإنسان ،وتحولت أمتنا الى القحط والتصحر المعرفي والإعتماد على السطحي والآني المجهول الهوية المروج له عبر وسائل الإعلام ،المجهولة المصدر والتمويل ،ولقصر المعرفة العميقة ،توجه الكثير منا الى السهل والسطحي ،في الدين والادب والفن والسياسة .مما جعل ، صعوبة التحول على المستوى الذهني. ،عندما يسوق لك مجتمع الفن ،او مجتمع الأدب،اومجتمع الدين السطحين والمصنوعين تحت الأعين ،يجد مجتمعنا نفسه امام لا خيار ،ومن هنا وفي السنوات الأخيرة اصبح مجتمع _الفن_هو السائق والقائد والقدوة تحت اسم الثقافة والكثير انجر واستأنس للكلمة ،لان كلمة الثقافة لها سحرها حتى عند الجاهل ،ولذلك الكثير عانق الطرح ولنساق ورائه ،لكنه في الحقيقة لم يثمر كما تثمر الثقافة في صناعة الأمة والإنسان ،وعلى الرغم من الإمكانات المتوفرة المادية والمعنوية ، والمنابر الإعلامية لم تتعدى هذه (الثقافة)_مستوى الترفيه وتضيع الوقت ،بدل البناء والاستنهاض ،والنهضة.قلنا ان المجتمعات المتحضرة والقوية حفرت في الفعل الثقافي المفيد ووظفته في صناعة الإنسان المعاصر الذي بدوره مهد الى قيام الامم ذات المكتسبات المفقودة والمنعدمة في المجتمعات المتخلفة والمحرومة .يقول الشيخ محمد الغزالي-في كتابه-ركائز الايمان-ان الانطلاقة العسكرية الكبرى للإسلام ،والانطلاقة الحضارية الأكبر لأمته ،كانت ، من ورائه ثقافة خلاقة للحياة والقوة،للإيمان والخلق للإبداع والإجادة ." ويذكر المثقف الجزائري البارز- مالك بن نبي-عليه الرحمة والرضوان-في كتابه مشكلة الثقافة:"فالأزمة الثقافية تنمو وتنموا معها ايضا نتائجها ، من الحد الذي يمكن تداركه بالتغديل البسيط الى الحد الذي يصبح فيه التغديل مستحيلا او لا يمكن الا بثورة ثقافية عارمة تكون في الحقيقة بمثابة انطلاقة جديدة للحياة الاجتماعية من نقطة الصفر." وعندما نتفحص تاريخنا الإسلامي ومنذ نزول الوحي من ساغته الاولى أمر وحث على التعلم على الفعل الثقافي.اقرا، وفي موقع آخر من القرآن قسم الله سبحانه وتعالى بالقلم .بدأ الوحي يعطي لنبينا الكريم عبر القرآن،والأحاديث القدسية المبادئ الاولى التي كانت تزود وتشحن المسلمين بالتغير التدريجي من مجتمع جاهلي لا يفهم الا لغة القوة وعبادة الحجر .الى مجتمع مفكر وسياسي يصنع الحضارة ويقود الأمم وعلم الامم ذات الحضارات العريقة –يقول الدكتور سعيد رمضان لابوطي –في في كتابه كبرى اليقينيات الكونية_:"اما الفرضيات المتعلقة بالعلوم الطبيعية حفقد استطاعت ،اوربا منذ عصر النهضة عان تبدع له منهجا من التجربة والمشاهدة تتوفر فيه كل مقومات الروعة والدقة عوليس هذا فقط نبل ان الفكر الاوربي استطاع ان يستخدم سير الإكتشفات والإختراعات وسيلة لدعم التجربة العلمية وشد ازرها والإستفادة العظيمة منها .ولا جدوى في ان نقول ،كما يطيب للبعض :ان اوربا انما ورثت هذا المنهج منا نحن المسلمين خلال العصور الوسطى ،اذ في الحقيقة ان اوربا بقدر ماهي غنية اليوم بهذا الميراث نفغننا فقراء كل الفقر بما كان لنا الفحر بمتلاكه في يوم من الأيام ...وانه ينبغي علينا نحن العرب او المسلمين ،ان نفتح العين جيدا على حقيقة واضحة هي :ان التاريخ دائما ليس ملكا الا لزمن الذي ولد فيه ن ولا يورث امجادا وال انحطاطا وانما يورث شيأ واحدا فقط :هو العبرة."