شهد ميدان التحرير في القاهرة مساء الثلاثاء اضخم تظاهرة منذ بدء الانتفاضة المصرية في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي. وقال شهود عيان ان عشرات الالوف من المحتجين تظاهروا الثلاثاء في محافظات مصر مطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك رغم اتخاذه إجراءات تلبي بعض مطالبهم. وقال مبارك بعد أيام من تفجر الاحتجاجات في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي انه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة. كما أصدر قرارات تنظيمية في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أبعدت ابنه جمال (46 عاما) عن فرصة الترشح للمنصب على الأساس الحزبي. ومنذ سنوات رفع معارضون شعار "لا للتمديد (لمبارك) لا للتوريث (لابنه"). وقال شاهد ان نحو 20 ألف محتج تجمعوا أمام مسجد القائد ابراهيم في مدينة الاسكندرية على ساحل البحر المتوسط ثم بدأوا مسيرة بالمدينة بعد أن استمعوا لنداء من رجل الدين أحمد المحلاوي الذي طالبهم بأن "يرابطوا" الى أن تتحقق مطالبهم كلها. والمطلب الاول للمحتجين هو تنحي مبارك (82 عاما). ويقول محتجون انه يجب أن يغادر البلاد مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بينما يقول آخرون انه يجب أن يبقى بعد أن يترك الحكم لمحاكمته. وقالت تقارير غربية ان أسرة مبارك جمعت مليارات الدولارات خلال شغله المنصب على مدى 30 عاما. وفي مدينة المنياجنوبيالقاهرة نظم ألوف السكان مسيرة ضد مبارك كما نظم ألوف آخرون مسيرة ضد محافظ المنيا أحمد ضياء الدين. وقال شهود ان المسيرتين التقتا أمام مبنى المحافظة. وشكاوى المصريين من مسؤولين الحكم المحلي متكررة منذ سنوات. وفي مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية بدلتا النيل تجمع ألوف المحتجين أمام مبنى المحافظة مرددين هتافات مناوئة لمبارك. وقالت شاهدة انهم تحركوا في مسيرة لجذب المزيد من المحتجين والعودة للوقوف أمام مبنى المحافظة. وكان منظمو الاحتجاجات دعوا الى تنظيم مظاهرات مليونية يوم الثلاثاء. وشارك ألوف المحتجين في مسيرة في مدينة سوهاج عاصمة محافظة سوهاج في جنوب البلاد مرددين هتافات تطالب برحيل مبارك. وشارك ألوف المحتجين في مظاهرات في محافظات بني سويفوالغربية والفيوم وكفر الشيخ والبحيرة. وهتف المتظاهرون في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية "راح نقولها بصوت مسموع.. حسني مبارك بقا (اصبح) مخلوع". وردد المتظاهرون في مدينة كفر الشيخ عاصمة محافظة كفر الشيخ هتافا يقول " الصمود يا شباب.. الحرية ع الابواب". ودعا منظمو الاحتجاجات يوم الجمعة الى ما سموه "أسبوع الصمود" في وقت رفض فيه مبارك تلبية أبرز مطالب المحتجين وهو تنحيه عن الحكم. وفي مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة شارك نحو 20 ألفا في تشييع جنازة شاب توفي متأثرا باصابة لحقت به في ميدان التحرير خلال هجوم من "بلطجية" يوم الاربعاء الماضي. وهتف المشيعون قائلين "رايحين رايحين كلنا ع التحرير" في إشارة الي ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي يوجد به أكبر تجمع للمتظاهرين المطالبين برحيل مبارك.