... وأخيرا سقط فرعون الشّرق بكهنته وأصنامه، وسقطت معه الديكتاتورية المستكبرة الطّاغية، محمد حسني مبارك رأس النّظام الذي حكم مصر ثلاثين سنة بحماية ركن شديد، لكنّه غير رشيد، هذا الركن هو البوليس وما أدراك ما البوليس؟ جهاز قمعيّ فاسد، به وبعونه جثا على صدور المصريين فكانت سنوات عجافا، تفنّن في قمع أحرارها، ونهب مالها، وأفسد إسلامها، وجعل أهلها شيعا استضعف طائفة منهم، فقتل، وسجن، وهجّر ثمّ جعل من أرض الكنانة سجنا، ومن أحفاد عَمْر بن العاص عبيدا، خان القضايا الوطنية، والعربية والإسلامية: فلسطين، العراق، لبنان، والسودان ليس منّا ببعيد ... شكرا لك يا شباب تونس على حسن مبادرتك في ثورتك على الاستكبار في الشّمال الإفريقيّ وتمهيدك لإسقاط الديكتاتورية في العالم العربي... و شكرا لك يا شباب أرض الكنانة على حسن التأسّي والاقتداء، أنتم أساتذة الثّورة ومهندسيها على رأس هذا القرن، يا شباب تونس، يا شباب مصر، يا مفخرة العرب والمسلمين لقد صنعتم معجزتين تنخلع لهما قلوب الجبابرة، وتنهدّ بهما أركان الطّغيان، نعم ما قمتم به، قضّ مضجع من حولكم من الفاسدين والطّاغين والباغين في الأرض، لأنهم يعلمون جيّدا أنّ العدوى قادمة لخلعهم عن عروشهم قريبا قريبا... العاقبة لملك الملوك وسلطان السلاطين والثائر الأممي الأخضر المبشّر بعصر الجماهير وأمير المسلمين ورئيس الاتّحاد الإفريقي وقائد الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى وصاحب كلّ ألقاب الهراء والنعيق ولوثة الجنون.... أقول له من الوردانين المدينة الساحلية التونسية: ارحل أيّها الوغد الأثل... هذا عصر الجماهير الذي تنبّأت به، وابحث لك عن زين العرب ومبارك التّعب لتؤسّس معهما ناديا للديكتاتوريات المخلوعة ... قال الله تعالى ( و نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)