بسم الله الرحمان الرحيم هذه الكلمة كنت سألقيها بمناسبة احتفال حركة النهضة بالوردانين يوم 25 مارس 2011 بمناسبة حصولها على التأشيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أعتذر مسبقا إن إرتبكت أو تلعثمت في كلمتي هذه أو لحنت أو حصرت ، لأنّي بصراحة لست متعوّدا على إلقاء الخطب في مثل هذا العرس بحضور جموع كريمة مثل جمعكم هذا لأنّني نُشّئت في ظل نظام مستبد إحتكر لنفسه كلّ شيئ ... حتّى الكلمة أصبحت تحتاج في زمنه إلى جواز عبور أو تُغتال على شفة قائلها ، فكان لا يسمح بالكلام في المناسبات والمهرجانات أو مؤتمرات تجديد الولاء إلاّ إلى الأبواق وشراذم قواّدة النّظام ، يروّجون لتحوّل بارك وسنيه العجاف ، وطوبى لمن برع في التّطبيل وتزويق التقارير ، إحتكروا حتى منابر ومحاريب المساجد فحوّلوها إلى مثل الشّعب التّجوّعية ،فكانوا حين يتحدّثون عن لعينهم وبائدهم تخالهم يصردون سيرة نبيئ من أنبياء الله أرسله الله إلى أمة كرّص فيها معنى الحقّ وقيم الكرامة والعزّة ، ولكنّه في الحقيقة لا ينقص عن فرعون موسى في شيئ ، في خيلائه وطغيانه وغروره ، كيف لا ؟؟؟ وكلاهما صنيعة قوّادة إنتهازيين متجوّعين إلى المتاع القليل ، والقوّادة هؤلاء فئة إجتماعية قديمة قدم الطغيان والتسلط ، فجعلوهم في مراتب الآلهة يحلون الحرام ويحرمون الحلال ، ولا ترى الرعية إلاّ ما يرى صنمهم ...وسبحان الله حين يتجلّى بلطيف قدره فيغيّر بمن غيّر ما بنفسه ، لقد غيّر الشّعب التونسي ما بنفسه فنزع الله من صدره هيبة نظام طاغوتي جبروتي ، أذاق أحراره شتّى انواع التنكيل والقمع وخاصة منهم الإسلاميين فزجّ بالآلاف منهم في غياهب السجون ، وقتل من قتل تحت التعذيب ، أخضع بعضهم إلى المراقبة الإدارية حيث أقصاهم عن حركة الحياة وساومهم في أرزاقهم إلاّ من تاب وأعلن الولاء وقال أموت ويحي الصنم ...حتى المُسلمات تعقّبهن في لباسهن وضيّق عليهن الخناق ليجبرهن على السفور .وكان نصيب الوردانين.. من.مساجين سياسيين قد بلغ الستة والاربعين ..ولكن الله تدارك عباده برحمة منه فخلعه من سدّة السلطان وأسقطه من عليائه الموبوءة بالعمالة والنفاق والإستكبار وأخرجه من باب المهانة والخزي ، وأدخل أشراف خصومه من باب وبشّر الصّابرين ..يقول الله سبحانه وتعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) ما أروعك أيها الشعب التونسي حين تناديت الشعب يريد أن يسقط النّظام فبلغت هذه الكلمة الآفاق فآهتزت لها عروش الطغاة والجبارين وآنخلعت لها قلوبهم فمنهم من أُسقطت ومنهم من هو خائف يترقب ...المجد لشهداء ثورتنا الابرار الذين غيروا مجرى تاريخ وثّقوا أطواره بدمائهم الزكية فهو تاريخ صدقُُ لا مزور ولا مدلس كالذي درّسوه لنا في مدارس العمالة والنفاق ..وفي الاخير أزفّ البشرى إلى غزّة الجريحة ، وإلى خليل الخليل إبراهيم عليه السلام ، إلى راملة وجنين ، ومسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم أبشري يا قدس إنّ الامة تثور على عقبات النّصر من الخونة والعملاء ، حتما انت حرة باقية وهم زائلون ، حتما سيعانق شمالك جنوبك وستتعانق في عرس النصر أغصان الزيتون ...عاشت تونس حرة مستقلة ...عاش فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر ....وشكرا