استطاع شعب مصر العظيم وبمهارة فائقة تحقيق إنجاز تاريخي وغير مسبوق في إسقاط حكم الرئيس مبارك ، كما نجحوا في تجاوز العديد من المخاطر والتهديدات التي صنعت وبعمد من بث الفرقة والترويع الأمني والمعيشي ودغدغة المشاعر ، نعم تحقق هدف هام ومفصلي من أهداف الثورة لكن تبقى غالبية الأهداف والمطالب على المحك بل على مفترق طرق ، منها : مطالب حتمية وفورية ** تطهير الوطن من بقايا النظام ما زالت بقايا النظام المخلوع من "مباحث أمن الدولة ، القيادات التنفيذية العليا والوسيطة ، الحكومة الحالية ، بقايا الوزراء ، كبار التنفيذيين ، المحافظون ، وكلاء الوزارات ، رؤساء تحرير الصحف الحكومية والقنوات الفضائية الحكومية ، العمداء ، العمد ، النقابات المهنية تحت الحراسة ، " بحاجة ملحة لتطهير فوري فالوقت ليس في صالح الثورة فهؤلاء يمثلون ورم خبيث يمثل خطورة بالغة على الجسد المصري إن ترك لمدة إضافية ** رد المظالم وهي لا تحتاج أكثر من قرار من المجلس العسكري بصفته الحاكم الفعلي لمصر خلال هذه الفترة ومنها " الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، المحبوسين على ذمة أحكام عسكرية أو استثنائية ، تنفيذ الأحكام القضائية المعطلة "3 مليون حكم معطل " و الانتهاء السريع من التحقيقات والمحاكمات لرموز النظام المتورطين في قضايا الخيانة "وزير الداخلية السابق" والتعذيب وقتل شهداء الثورة وجرح مناصريها "365 قتيلاً 5500 جريحاً" فضلاً عن المتورطين في عمليات السلب والنهب والحرق لمؤسسات الدولة ومرافقها خلال أيام الثورة ** حماية ما تبقى من ثروات الوطن وجود بقايا النظام أحرار دون قيد يمكنهم من إخفاء الكثير من الحقائق والوثائق والمستندات المرتبطة بقضايا الفساد الكبرى أو ثروات مصر المخزونة والخفية التي ما كان يعرفها غيرهم ، لذا يجب اتخاذ كافة الإجراءات القانونية المعمول بها في هذه الأحوال تجاه بقايا النظام السابق حفاظاً على ما تبقى من ثروات الوطن فضلاً عن وقف تصدير الغاز للكيان الصهيوني ، علماً أن الخطوات الثلاثة السابقة "التطهير ، رد المظالم ، حماية ثروات الوطن" تتم بالتوازي لا التوالي ** الانتقال لسلطة مدنية منتخبة تبدأ أولاً بعزل الحكومة الحالية لأنها من رموز النظام وتعيين حكومة تكنوقراط تدير البلاد لمرحلة الانتخابات القادمة لنقل السلطة لحكومة منتخبة تنقل البلاد لمرحلة البناء والتطوير ** آليات التنفيذ ** إلزام المجلس العسكري بجول زمني محدد لتنفيذ المطالب السابقة ** الضغط على المجلس العسكري بالطرق السلمية والشعبية بالتظاهر الدوري غير المعطل لمؤسسات الدولة تحت شعار " الإعزاز بقدر الإنجاز" ** سلطة شعبية مستقلة " في حالة المماطلة والمراوغة" وهنا سندخل مع المجلس في إشكالية الازدواجية والمربع الشائك والحرج ، لكن حماية الثورة تستحق ركوب الصعب خلاصة المسألة .... نحن في مرحلة ما بعد البداية مرحلة الانتقال من عنق الزجاجة إلى آفاق الانطلاق والحرية والديمقراطية ، مرحلة تحتم علينا جميعاً اليقظة والحماية والحراسة .... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ..... محمد السروجي كاتب مصري