وصلت موجة الاحتجاجات التي عمت مدن ليبيا منذ بضعة ايام الى العاصمة طرابلس امس ومدينة مصراتة في الشمال ، وذلك في وقت كانت قوات ليبية خاصة اقتحمت معسكر احتجاج مستمر منذ يومين في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، وسط أنباء عن مقتل 15، في المدينة خلال عزاء أحد المحتجين ، في حين تحدثت مصادر حقوقية عن حصيلة جديدة لضحايا التظاهرات بلغت 84 قتيلاً، فيما فتحت الحكومة الليبية تحقيقات بالأحداث. ووصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الليبية والمطالبة بإسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي إلى العاصمة طرابلس بعد أن تركزت خلال الأيام الماضية في شمال شرقي ليبيا، بحسب ما ذكر شهود عيان امس. وأفاد شهود عيان أن الاحتجاجات المناهضة للزعيم الليبي امتدت أيضا إلى بعض الأحياء الواقعة غرب العاصمة طرابلس. كما افادت مصادر أن الاحتجاجات وصلت إلى مصراتة المدينة الساحلية الشمالية . وفي خضم تلك الاحداث، امر النائب العام في ليبيا المستشار عبدالرحمن العبار بفتح تحقيق في اعمال العنف التي وقعت خلال التظاهرات المعادية للنظام، وخصوصا في شرق البلاد، كما اعلن مصدر موثوق به. واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان النائب العام «امر بفتح تحقيق حول اسباب الاحداث وحصيلتها في بعض المدن، ودعا الى تسريع الاجراءات لمحاكمة جميع الذين يدانون بالقتل والتخريب». ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
حصيلة جديدة الى ذلك، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن قوات الأمن قتلت أكثر من 84 شخصاً في الاضطرابات خلال الأيام الثلاثة الماضية. وذكرت المنظمة انه «بناء على مقابلات مع موظفين في مستشفيات محلية وشهود فإن آلاف المتظاهرين احتشدوا في مدن بنغازي والبيضاء والأجدبية والزاوية ودرنا بشرق ليبيا، بعد أن قتلت قوات الأمن 20 شخصاً في بنغازي و23 في البيضاء وثلاثة في الأجدبية وثلاثة في درنا الخميس الماضي». وأضافت ان مصادر في المستشفيات المحلية قالت للمنظمة ان قوات الأمن قتلت في بنغازي اول من امس «35 شخصاً بالرصاص الحي». وصرح نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «هيومن رايتس ووتش» جو ستورك ان «القوات الأمنية تطلق النار على ليبيين وتقتل أعداداً كبيرة منهم فقط لأنهم يطالبون بالتغيير»، على حد وصفه، مضيفا ان «على السلطات الليبية أن تسمح للمتظاهرين السلميين بالتعبير عن آرائهم». من جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية بإطلاق النار «العشوائي» على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً في الساعات ال72 الأخيرة. وقالت مصادر في مستشفى الجلاء في بنغازي للمنظمة إن معظم الجروح التي أصيب بها المتظاهرون ناجمة عن الإصابة برصاص في الرأس والصدر والعنق. وأضافت المصادر ان 28 شخصا قتلوا خلال تظاهرات الخميس الماضي في بنغازي وأن اكثر من 110 آخرين اصيبوا بجروح وأن ثلاثة آخرين على الاقل قتلوا في تظاهرات اول من امس. وقال مدير المنظمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا مالكولم سمارت إن «هذا الارتفاع المقلق في حصيلة الضحايا وطبيعة جروح الضحايا يشيران بقوة إلى ان قوات الأمن حصلت على الإذن باستخدام قوة مميتة ضد متظاهرين عزل يدعون للتغيير السياسي»، على حد تعبيره. وطالب سمارت السلطات الليبية «فوراً، بكبح قواتها الأمنية وتحديد المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية وعن استخدام القوة المفرطة ومحاسبتهم». وفي ساعة مبكرة من فجر امس، هاجمت قوات خاصة مئات المحتجين، ومن بينهم محامون وقضاة، كانوا يعسكرون أمام محكمة بمدينة بنغازي شرق ليبيا والتي تعد بؤرة الاضطرابات المناهضة للحكومة. وقال متظاهر عبر الهاتف من بنغازي: «لقد أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المحتجين في الخيام ، وأضاف: «لقد تحولت إلى مدينة أشباح، ونخشى من أن يحدث شيء كبير في بنغازي». وتحدثت أنباء عن مقتل 15 في المدينة خلال عزاء أحد المحتجين .
قطع الانترنت في هذه الاثناء، قطعت اتصالات الانترنت الليلة قبل الماضية في ليبيا، حيث يحاول النظام منع المتظاهرين المناهضين للحكومة من تنظيم انفسهم والاتصال في ما بينهم، بحسب ما افادت الشركة المتخصصة بمراقبة حركة الانترنت «اربور نيتووركس» ومقرها في الولاياتالمتحدة. وقالت «اربور نيتووركس» ان ليبيا «قطعت فجأة «اتصالات الانترنت عند الساعة الثانية فجرا»، مشيرة الى ان اتصالات الانترنت «كانت مضطربة أصلاً خلال الجمعة». نقلا عن البيان