اتسعت رقعة المظاهرات المناهضة للحكومة الليبية والمطالبة بتنحي الزعيم معمر القذافي لتشمل محافظات جديدة ولتصل الى العاصمة طرابلس وسط أنباء عن بلوغ حصيلة ضحايا الصدامات بين المحتجين وقوات الأمن الى 84 قتيلا على الأقل وتأكيدات من مصادر معارضة بأن محافظة بنغازي باتت في يد المعتصمين فيما يستعد البرلمان مؤتمر الشعب العام الى اقرار تغيير كبير في سياسة الحكومة. وشملت المظاهرات مدن «دونة» و«أجدابيا» و«القبة» و«طبرق» و«طرابلس» و«تاجورا» و«شحات» وأفاد شهود عيان أن الاحتجاجات امتدت لأول مرة الى بعض الاحياء الواقعة غرب العاصمة «طرابلس». وفي مدينة بنغازي أقدم المتظاهرون على إحراق المراكز الثوية ومقر «اذاعة بنغازي» وهدموا نصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على ثلاث دبابات للجيش. وأكدت مصادر اعلامية مطلعة نقل عن شهود عيان أن عددا كبيرا من القتلى والجرحى سقطوا في اطلاق نار كثيف وعمليات قنص في مدينة بنغازي مساء أمس. خارج السلطة وأكد شهود عيان ومصادر متعددة أن المدينة أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية. ونقلت «قناة الجزيرة» القطرية عن الناشط الحقوقي عمار السنوسي من المحافظة قوله ان جميع السجون أضحت خاوية من السجناء وان 40 شخصا لقوا حتفهم الليلة قبل الماضية من قبل أجهزة الأمن و«عناصر البلطجية». بدورها، قالت مجموعات ليبية معارضة في المنفى ان مدينة «البيضاء» باتت هي أيضا في يد الشعب بعد ان سيطر عليها المحتجون وانضم اليهم بعض من الشرطة المحلية. وفي ذات السياق، أمر النائب العام في ليبيا المستشار عبد الرحمان العبار بفتح تحقيق في أعمال العنف التي جدت خلال المظاهرات المعادية للنظام. وقالت مصادر مطلعة إن «العبار» أمر بفتح تحقيق حول أسباب الاحداث وحصيلتها في بعض المدن داعيا الى تسريع الاجراءات لمحاكمة كافة المدانين بأفعال التخريب أو القتل. 84 قتيلا وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس استنادا الى معلومات حصلت عليها من عاملين في مستشفيات وشهود عيان ان القوات الحكومية قتلت أكثر من 84 شخصا في ليبيا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من المظاهرات. وذكرت مصادر اتصلت بها المنظمة في مستشفى «الجلاء» ببنغازي ان اصابات على مستوى الرأس والصدر والعنق تظهر بوضوح على جثث الضحايا. واعتبرت المنظمة ان هذا الارتفاع المقلق لحصيلة الضحايا وطبيعة الاصابات يحمل على الاعتقاد بأن قوات الأمن حصلت على الإذن باستخدام قوة مؤذية ضد متظاهرين عزل. وأضافت انه على السلطات الليبية كبح قواتها الأمنية وتحديد المسؤولين عن عمليات القتل غير الشرعية وعن استخدام القوة المفرطة. وبالتزامن مع هذه المستجدات قطعت اتصالات الانترنات في ليبيا بحسب «أربور نيتووركس» الشركة الأمريكية المتخصصة بمراقبة حركة الانترنات. وأوضحت الشركة ان القطع حدث بشكل مفاجئ عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس السبت. وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس ان عددا من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية قدموا استقالاتهم رسميا الى الزعيم معمر القذافي. وأضافت ان الاستقالات جاءت احتجاجا على تصاعد أعداد القتلى والجرحى في الاشتباكات الدامية بين القوات الليبية والمتظاهرين ونسبت الصحيفة الى مسؤول ليبي قوله ان اثنين على الاقل من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذي قاد الانقلاب العسكري الذي أطاح في الأول من سبتمبر 1969 بحكم الملك الراحل ادريس السنوسي بعثا باستقالات مكتوبة الى القذافي. وأوضحت مصادر ليبية مطلعة ان البرلمان سيقر تغييرات كبيرة في سياسة الحكومة بما في ذلك تعيين أشخاص جدد بمناصب رفيعة.