الحوار نت / قال الشيخ يوسف القرضاوي في الخطبة الثانية لجمعة 11 ذي القعدة الموافق ل30 أكتوبر 2009، مبيّنا سبب عدم حضوره ما يسمّى ب"حوار الأديان" الدائر للمرّة السابعة على التوالي في قطر: لمّا كان الحوار في بدايته يحمل عنوان "الحوار الإسلامي - المسيحي"، كنت من أوّل المشاركين فيه في دوراته الثلاث الأولى، ثمّ لمّا اقترحوا (مع التنفيذ) توسيع وتحويل هذا الحوار إلى "الحوار الإسلامي – المسيحي - اليهودي"، امتنعت عن المشاركة لأنّي لا أجلس مع اليهود في منصّة واحدة، ومعي قول الله تعالى داعما، فقد قال جلّ شأنه: [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]... وليس هناك ظلم أكثر ولا أكبر من الظلم الذي وقع على أهلنا في فلسطين، فكيف أجلس مع سافكي الدّماء، باقري البطون، وهم لا يزالون مستمرّين في جرائمهم ضدّ الإنسانية؟!... هاتوا حقّ الفلسطينيين بالحدّ الأدنى ولنتحاور بعد ذلك... يقول: "لذلك قاطعت المؤتمر"، وقد كان هذا الكلام إجابة عن تساؤل عن عدم حضوره "مؤتمر حوار الأديان"!... يواصل الشيخ فيقول: ثمّ أقول لكم: قد دعيت مرّات في حوارات إسلاميّة - مسيحية، شاركت في عدد منها، ولكنّنا كنّا نختلف دائما، فلا نتوصّل إلى إصدار بيان مشترك، لأنّ المسيحيين الغربيين لم يقبلوا بكلمة واحدة تنصف الفلسطينيين أو تدين إسرائيل... وما زاد الحوار تعثّرا أنّه لمّا جاء هذا البابا الجديد أساء إلى الإسلام وإلى المسلمين بفرية ما فيها مرية... وقد طلبنا منه أكثر من مرّة الاعتذار الصريح وإلاّ أوقفنا الحوار ولكنّه أبى ولم يعتذر!.. فأوقفنا هذا الحوار!...
والغريب أنّ البعض من المسلمين يقولون بأنّه اعتذر (تلميحا) وقبلوا منه ذلك... والحقيقة أنّ هذا الموقف غير صحّي، فالبابا والفاتيكان قد اعتذروا لليهود وبرّؤوهم من جرائمهم رغم أنّهم قالوا عن مريم العذراء أنّها زانية!.. فلماذا لم يعتذر البابا والفاتيكان للمسلمين ولنبيّهم صلّى الله عليه وسلّم...
يواصل الشيخ فيقول: أقول للمسيحيين: المشكلة: نحن نعترف بالمسيحية وبالمسيح عليه السلام وبكتابه... ولكنّكم لا تعترفون بنا وتتّهمون نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم... ولقد صدمت في ما حضرت من حوارات بسبب عدم قبول المحاورين لنا لاستعمال المصطلحات: "الأديان السماوية"، "القيم الربّانية"!... فهم لا يعترفون بهذه المصطلحات وهذه المفاهيم!... إذًا على ما نجتمع وحول ماذا نتحاور؟؟؟؟
يتساءل في النهاية: لماذا نتهافت على حوار لا نصل من ورائه إلى شيء!؟....فيقول: "ايتوني بشيء واحد قد نفع المسلمين من هذه المؤتمرات"!...
ثمّ نبّه في الختام إلى جريمة اليهود في المسجد الأقصى، وكيف أنّهم يروّضوننا على القبول بالواقع - في ظلّ غياب النصير وخذلان حكّام العرب والمسلمين الذين لا يبدون حراكا ولا ردّة فعل ولا حتّى صراخا – حتّى نستفيق على سيطرتهم على المسجد الأقصى وتقسيمه وتهويده... داعيا إلى ضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الجرائم محمّلا المسلمين كافّة نتائج ما يحدث في الأقصى الآن... مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1504&t=ليس في "الحوارات" أيّ فائدة للإسلام والمسلمين&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"