الأخوة و الأخوات لنبدأ مرحلة جديدة من الإستقامة و الحوار و العمل الوطني بكل جد و إجتهاد لنعوض ما فاتنا و تتضافر الجهود و نلتف جميعا حول مشروع قومي لخير و نهضة الأمة بإذن الله قال تعالى : يا أيها الذين أمنوا إتقوا الله و كونوا مع الصادقين .. و في الحديث : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و أن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .. لاشك أيها الإخوة و الأخوات أن مجتمعنا العربي و لأسباب عديدة أبرزها إستبداد الحكام و البعد عن الله و حب الدنيا و السياسة و الإعلام و الغزو الفكري للأمة و الضغوط الإقتصادية و غياب العدالة الإجتماعية و عجز الطموحات الشخصية المشروعة قد أصاب بعض السلوكيات بالخلل الأخلاقي ربما نتيجة تخلينا عن بعض القيم النبيلة و المبادئ الإنسانية الرائدة مثل الصدق و الشهامة و التكافل و المروءة و النخوة العربية الأصيلة التي تعارفنا عليها من الشرع و العرف و العادات و التقاليد التي تحكم و تنظم مختلف جوانب حياتنا و للأسف حدث الخلل و صار الإنحراف و الفساد واضحا للعيان في معاملاتنا الحياتية و اليومية و الأمر يحتاج منا لوقفة مع النفس و صحوة ضمير حتى نعيش في طمأنينة و راحة بال كما أرادها لنا الإسلام الحنيف الذي علمنا أن الصدق منجاه فإياكم و الكذب و النفاق و السرقة و الخيانة و الغدر و القول المتناقض مع الفعل تلك الصفات الذميمة التي عكرت صفو حياتنا و تذكروا قوله سبحانه : لما تقولون ما لا تعملون .. لأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و المنافق مذموم عند الله بغيض عند الناس لأنه : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا أؤتمن خان و إذا خاصم فجر !! من هنا قامت ثورة 25 يناير الإصلاحية في مصر كما في تونس و غيرها و على الحكام أن يتقوا الله و علينا نحن الشعوب من الآن فصاعدا أن نكون اكثر إيجابية و وطنية و إستقامة و حب الخير فلا تصاحب إلا مؤمن و لا يأكل طعامك إلا تقي و المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل و تعاونوا على البر والتقوى و إحذروا بطانة السوء و الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة و إياكم ودعوة المظلوم فليس بينها و بين الله حجاب .. و مادام العُمر و الرزق بيد الله سبحانه لا دخل لبشر فيهما .. فلماذا لا نتق الله سرا و علانية و تكون أعمالنا خالصة لله تعالى حتى نكون في عبادة دائمة مأجور عليها بإذن الله .. ذلك من أجل عز الإسلام و المسلمين و رفعة هذه الأمة العزيزة التي تأخرت عن ركب الحضارة نسأل الله أن يرزقنا الثبات و الإخلاص في القول و العمل و التوفيق في الدنيا والأخرة .. و إعلموا رعاكم الله أن التقوى هي خير الزاد في الدنيا و الأخرة قال تعالى : و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله و ليقولوا قولا سديدا .. الأخوة و الأخوات تحلوا بمكارم الأخلاق فما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخلق و علينا بالإخلاص و إتقان العمل والأمانة حتى يبارك الله لنا فلا دين لمن لا أمانة له و لنحرص على الصلوات و القرآن و الذكر و حب الخير و لا تمنعن يد المعروف عن أحد ما دمت مقتدرا فخير الناس أنفعهم للناس .. و التقوى هي : الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الرضا بالقليل و الإستعداد ليوم الرحيل .. فلماذا غاب عنا الصدق والحياء و الإخلاص و الأمانة و الحلال و الوفاء بالوعد و الخوف من الله و الإيجابية لدى كثير من المسلمين في العديد من معاملاتهم اليومية و إنتشر النفاق و الكذب و الشطارة و الفهلوة كبديل سيئ لهذه المبادئ الجميلة حتى صار خلال السنوات الماضية لا يلتزم المرء منا إلا بالشهود أو التوقيع على إقرار أو شيك أو وصل أمانة أو خوفا من عقوبة .. أخي المسلم أختي المسلمة فلتتوب إلى الله الآن و كفاك تأجيلا فأنت لا تدري فقد يكون ملك الموت مقبل عليك فتلقى الله بقلب سليم ،، و شروط التوبة : الإقلاع عن الذنب و الندم على ما فات .. رد الحقوق أو طلب السماح من أهلها .. فالله يغفر كل شئ إلا حقوق العباد و العياذ بالله ! و إعلموا أن الحياء لا يأتي إلا بخير و المسلم كما يستحي من الخلّق فإنه يستحي من الخالق فلا يُقصر في طاعة و لا يراه ربه على معصية و يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه و يعلم أن الحلال مبارك و إن قل و الأرزاق لا تأتي إلا بطاعة الله فأجملوا في الطلب فما أُخذ بسيف الحياء فهو باطل ، و الله لا يغفر الإضرار بالناس و كن طموحا و لا تتكاسل فالطموح المشروع من أسباب التقدم و رفعة الأمم علما بأن الرضا بالمقسوم راحة و طمآنينة .. نعوذ بالله من شياطين الإنس و الجن و من عذاب القبر و من نار جهنم ،، العجيب أن لكل أمة شئ ( حاضر ) تفتخر به و لا أرى لأمة الإسلامة و مهد الحضارات إلا أبنائها تلك الثروة الهائلة التي ينبغي أن تلقى كل الإهتمام فتتسلح بالعلم و الإيمان و الإيجابية و التكنولوجيا و إتقان العمل .. حتى تتبوء أمتنا الحبيبة مكانتها اللائقة بين الأمم فكونوا أصحاب رسالة سامية .. و لا تغرنكم الحياة الدنيا و لا تنساقوا في دروب الشيطان و متاهة التسويف و إعلموا أن الإنسان لم يرضى عن شئ في هذا الكون كما رضي عن عقله الذي زينه له الشيطان و تذكروا أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. و كما تعلمون لن تنهض الأمة إلا بالإيمان و العدالة و العلم و العمل .. و لن ننعم بالحرية و الطمأنينة إلا إذا كان الدين المعاملة و لن يُحرر المسجد الأقصى إلا بصلاح الأمة و علوّ الهمة و نهضة حقيقية في كل المجالات و المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و حين يكون عدد المصلين في صلاة الفجر مثل عددهم في صلاة الجمعة فسوف يرتعب الكفار خوفا و يرحلون عن ديارنا فاللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حُسن عبادتك أخيرا : من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ... و لا خير في الدنيا إلا لرجلين رجل أذنب ذنبا فهو يتداركه بالتوبة و رجل يسارع في الخيرات و كما قيل فإن الداء هو الذنوب و الدواء الإستغفار والشفاء تتوب و لا تعود .. فاحرص على ذكرك بالخير في حياتك و بعد مماتك فقد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم و هم في الناس أموات و خيركم من طال عمره و حسن عمله فالدنيا و إن طالت فما هي إلا دار لها بابان دخلت من أحدهما و خرجت من الآخر .. فلننشر ثقافة الحب و التسامح و الإيجابية و مراعاة مشاعر الأخر و التعاون على البر و الدين المعاملة و الإيثار و العطاء ،، فيا من يصير غدا إلى دار البلى .... و يفارق الإخوان و الخلانا إن الأماكن في المعاد عزيزة .... فإختر لنفسك إن عقلت مكانا . و بحمد الله نجحت ثورة 25 يناير 2011 في إظهار الشخصية المصرية الإيجابية بعد غياب و سوف نحقق الإصلاح و التغير المنشود للمجتمع و تتبوء مصر مكانتها اللائقة في العالم الأمر الذي سيكون إيجابيا على مكانة الأمة العربية و الإسلامية .. اللهم إرحم شهداء الحرية و أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجيرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة و إرضى اللهم عنا و إرزقنا مرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى من الجنة و دامت ديار العرب عامرة و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..... أشرف هميسة