رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    بالفيديو: رئيس الجمهورية يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل النقاب فرض أم سنّة ؟..
نشر في الخبير يوم 06 - 01 - 2012

أعلم أيتها الأخت المسلمة أنّ احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب و تغطية وجهها أمر واجب دلَّ على وجوبه كتاب الحقّ تبارك و تعالى و سنّة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم...
، و الاعتبار الصحيح والقياس المطرد..
أوّلاً: أدلة القران ..
* الدليل الأول:
قال الله تعالى: " وَ قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ". ( سورة النّور الآية: 31 )..
* وجه الدلالة من الآية على وجوب الحجاب على المرأة ما يلي:
أ- أنّ الله تعالى أمر المؤمنات بحفظ فروجهن، و الأمر بحفظ الفرج أمرٌ بما يكون وسيلة إليه، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، و بالتالي إلى الوصول والاتصال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العينان تزنيان وزناهما النظر ... " ثم قال: " والفرج يصدق ذلك أويكذبه " رواه البخاري (6612) ومسلم (2657) في صحيحيهما )
فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به لأنّ الوسائل لها أحكام المقاصد..
ب - قوله سبحانه و تعالى: " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " والجيب هو فتحة الرأس، والخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها، إمّا لأنه من لازم ذلك أو بالقياس، فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنه موضع الجمال والفتنة..
ج أنّ الله نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال " إلا ماظهر منها "، و لم يقل إلا ما أظهرن منها، و قد فسر بعض السلف كابن مسعود: والحسن، وابن سيرين، وغيرهم قوله تعالى " إلاّ ما ظهر منها " بالرداء والثياب، وما يبدو من أسافل الثياب (أي أطراف الأعضاء ) .. ثم نهى مرة أُخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم فدل هذا على أنَّ الزينة الثانية غير الزينة الأُولى، فالزينة الأُولى وهي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد و لا يُمكن إخفاؤها والزينة الثانية هي الزينة الباطنة ( ومنها الوجه ) ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأُولى والاستثناء في الثانية فائدة معلومة..
د أنّ الله تعالى يُرخص بإبداء الزينة الباطنة للتابعين غير أُولي الإربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم وللطفل الصغير الذي لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدلّ هذا على أمرين :
1) أنّ إبداء الزينة الباطنة لا يحلّ لأحدٍ من الأجانب إلا لهذين الصنفين..
2) أنّ علّة الحكم ومداره على خوف الفتنة بالمرأة والتعلّق بها، و لا ريب أنّ الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجباً لئلا يفتتن به أُولو الإربة من الرجال..
ه - قوله تعالى: " ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن "، يعني لا تضرب المرأة برجلها ليُعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرِجْل، فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه ؟..
فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم امرأة لا يدري ما هي وما جمالها ؟.. و لا يدري أشابة هي أم عجوز؟.. و لا يدري أشوهاء هي أم حسناء ؟.. أو ينظر إلى وجه جميل ممتلىء شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها ؟..
إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحقّ بالستر والإخفاء ..
* الدليل الثاني:
قوله تبارك و تعالى: " وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". ( سورة النور الآية: 60 )
* وجه الدلالة من الآية على وجوب الحجاب على المرأة ما يلي:
أنّ الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال بهنّ لكبر سنهنّ، بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج والزينة.. وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهنّ في الحكم ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة ..
ومن قوله سبحانه: " غير متبرجات بزينة " دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجو النكاح لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أنها تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلّع الرجال لها ومدحها ونحو ذلك، ومن سوى هذه فنادر والنادر لا حكم له..
* الدليل الثالث:
قوله عزّ و جلّ: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ". ( سورة الأحزاب الآية: 59 )
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة "..
وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء: إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم..
وقوله رضي الله عنه: ويبدين عيناً واحدة إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين..
والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة..
* الدليل الرابع:
قوله تبارك و تعالى: " لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ".( سورة الأحزاب الآية: 55 ).
قال ابن كثير رحمه الله : لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب، بيّن أنّ هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى : " و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ".
ثانياً: الأدلة من السنة على وجوب تغطية الوجه..
الدليل الأول: *
قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان، إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم " ( رواه أحمد في المسند ) . قال صاحب مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح ..
وجه الدلالة منه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة بشرط أن يكون نظره للخطبة، فدلّ هذا على أنّ غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذّذ والتمتع ونحو ذلك..
فإن قيل : ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه، فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر ؟..
فالجواب : أنّ كلّ أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه، وما سواه تبع لا يُقصد غالباً فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب..
* الدليل الثاني :
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد، قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتلبسها أُختها من جلبابها " . ( رواه البخاري و مسلم )
فهذا الحديث يدلّ على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج.. وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر والله أعلم ..
* الدليل الثالث:
ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهنّ ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهنّ أحدٌ من الغلس.. وقالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهنّ من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها " . وقد روى نحو هذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..
* والدلالة من هذا الحديث من وجهين :
أحدها : أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمهم على الله عز وجل..
الثاني : أن عائشة أم المؤمنين وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً وفقهاً وبصيرة أخبرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهنّ من المساجد وهذا في زمان القرون المفضلة فكيف بزماننا !!
* الدليل الرابع :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ: يُرْخِينَ شِبْرًا. فَقَالَتْ إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ قَالَ: فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمرٌ معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم ، والقدم أقلّ فتنة من الوجه والكفين بلا ريب.. فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم وحكمة الشّرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة، فإنّ هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه..
* الدليل الخامس:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ". ( رواه أبو داوود 1562)
ففي قولها " فإذا حاذونا " تعني الركبان " سدلت إحدانا جلبابها على وجهها " دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذٍ لوجب بقاؤه مكشوفاً حتى مع مرور الركبان..
وبيان ذلك: أنّ كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما: أنّ المرأة المحرمة تُنهى عن النقاب والقفازين..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يُحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن..
هذه تسعة أدلة من الكتاب والسنة..
* الدليل العاشر :
الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو إقرار المصالح ووسائلها والحث عليها، وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها..
وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة، وإن قدر أنّ فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد.. فمن مفاسده :
1) الفتنة ، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويُبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن . وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد .
2) زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها.. فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء فيقال ( أشد حياءً من العذراء في خدرها) و زوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها..
3) افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما يحصل من كثير من السافرات، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم..
4) اختلاط النساء بالرجال فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياءٌ ولا خجل من مزاحمة الرجال، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض، فقد أخرج الترمذي (5272) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ لِلنِّسَاءِ: " اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ.. فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ ". ( حسنه الألباني في صحيح الجامع 929 )..
قبائح التبرّج
بفلم الشيخ محمّد الشاذلي شلبي
التبرج معصية لله تعالى و رسولهِ صلى الله عليه وسلم..
من يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه، ولن يَضُرَّ الله شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال: " من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى " . ( أخرجه البخاري ).
التبرج كبيرةٌ مُهْلِكة
جائت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام، فقالت: " أُبايعك على أن لا تُشركي بالله، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي وَلَدَكِ، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تَنُوحي ولا تتبرّجي تبرج الجاهلية الأولى ". ( حديث صحيح )، فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة..
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت، العنوهن، فإنهن ملعونات ". ( حديث صحيح )، والبُخْتُ: نوع من الإبل..
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أَرَهُمَا: قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مُمِيلاتٌ مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". ( صحيح أخرجه مسلم )
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَثَلُ الرافلةِ في الزينة في غير ِ أهلِها، كمثل ظُلْمَةٍ يومَ القيامة، لا نورَ لها ". ( حديث ضعيف )، يريد أن المتمايلة في مِشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظُلْمَةٍ، والحديث وإن كان ضعيفاً لكن معناه صحيح، وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والراحة نَصَب، والشِّبَعَ جوع، والبركةَ مَحْقٌ، والطِّيبَ نَتْنٌ، والنورَ ظُلمة، بعكس الطاعات فإن خُلُوفَ فم الصائم، ودم الشهيد أطيبُ عند الله من ريح المِسْكِ..
التبرّج نفاق
فقد قال صلى الله عليه وسلم: " خير نسائكم الودود، الولود، المواتية، المواسية، إذا اتّقين الله، وشرّ نسائكم المتبرجات المتخيِّلات، وهنّ المنافقات، لا يدخلن الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم " ( حديث صحيح )، والغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلّة مَن يدخل الجنة مِن النساء، لأن هذا الوصف في الغِربان قليل..
التبرّج تهتك وفضيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَيُّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت سِتْرَ ما بينها وبين الله عز وجل ". ( حديث صحيح ).
التبرّج فاحشة
فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت، , قال تعالى: " وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَ اللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ". ( سورة الأعراف الآية: 28 ). والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة: " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ". ( سورة البقرة الآية: 268 ). والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ". ( سورة النّور الآية: 19 ).
آية و معنى
قال الله تبارك و تعالى: " يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله و كونوا مع الصّادقين ".
( سورة التّوبة الآية: 119 )
يا أيّها المؤمنون: راقبوا الله و خافوه بفعل الأوامر و اجتناب النواهي، و تمسّكوا بالصّدق في الأقوال و الأعمال و الأحوال فهو أشرف الخلال..
فقوله سبحانه: " يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله "، أذكّر بأنّ هذا النداء هو نداؤه تعالى للمؤمنين من عباده، ناداهم بعنوان الإيمان، لأنّهم بإيمانهم قادرون على امتثال ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه أو يرغبهم فيه أو يحذّرهم منه، لأنّ المؤمن كما قلنا حيٌّ بإيمانه يسمع و يبصر و يعقل و يفهم و يقدر على النّهوض بالتكاليف، بخلاف غير المؤمن وهو الكافر فإنّه شبيه بالميّت، إن لم يكن ميّتا فعلا، لأنّ الذي يُنادى فلا يسمع و يُكلّف فلا يقدر هو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة.. النداء الأوّل أمرهم فيه بالتّقوى، وهي اتّقاء عذاب الحقّ تبارك و تعالى بطاعته فيما يأمر به من اعتقاد و قول و عمل، و فيما ينهى عنه أيضا من اعتقاد باطل و قول سيّء و عمل فاسد..
و التقوى كما تعلّمنا و رأينا في أكثر من مناسبة هي أن تعمل يا مؤمن بأمرٍ من الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، و أن تترك معصية الله على نورٍ من الله تخشى عقاب الله.. و التقوى كما بيّنها أبو هريرة حين سأله أحدهم قائلا: ما التقوى يا أبا هريرة ؟ فأجاب أبو هريرة: هل مشيت على أرض بها شوك ؟ أجاب الرجل: بلى مشيت. فسأله أبو هريرة: ماذا صنعت ؟ أجاب الرجل: كلّما رأيت الشوكة اتّقيتها، فقال أبو هريرة: فذاك التقى.. فأخذ أبو النّعيم هذا الجواب البديع و صاغ منه هذا الشعر البديع:
خلّي الذّنوب كبيرها و صغيرها فذاك التّقى
و اصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة فإنّ الجبال من الحصى
و قوله تعالى: " و كونوا مع الصّادقين "، و أمرهم بأن يصدقوا في نياتهم و أقوالهم و أعمالهم ليُعدّهم بذلك لأن يكونوا مع الصّادقين في الدّنيا و الآخرة، إذا قال تعالى: " و الذي جاء بالصّدق " وهو رسول الله صلى الله عليه و سلم، " و صدّق به "، وهو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، " أولئك هم المتّقون * لهم ما يشاءون عند ربّهم ذلك جزاء المحسنين "..
بارك لي و لكم في القرآن الكريم... اللهم بارك لنا في شهر رمضان و أعده علينا مرّات عديدة..
اَلّهُمَّ قَرِّبْننا فيهِ اِلى مَرضاتِكَ ، وَجَنِّبْنا فيهِ مِن سَخَطِكَ وَ نقمتك ، وَ وَفِّقننا فيهِ لقراءة آياتك ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ .. اَلّهُمَّ ارْزُقْننا فيهِ رَحمَةَ الأَيْتامِ وَ إطعام الطَّعامِ وَ إفشاء السلام وَصُحْبَةَ الكِرامِ بِطَوْلِكَ يا ملجأ الأمِلينَ.. اَلّهُمَّ ارْزُقنا فيهِ الذِّهنَ وَالتَّنْبيهِ ، وَباعِدْنا فيهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ ، وَ اجْعَل لنا نَصيباً مِن كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فيهِ ، بِجودِكَ يا أجود الأجودين..
حديث و معنى
فضيلة الصّدق
عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه و سلّم، قال: " إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، و إنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، و إنّ الرجل ليصدق حتّى يكتب عند الله صدّيقا، و إنّ الكذب يهدي إلى الفجور، و إنّ الفجور يهدي إلى النّار، و إنّ الرجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا ".
( أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما ).
صدق المؤمن مع الله و مع نفسه و مع الآخرين، دليل لا يدع مجالا للشك على قوّة الإرادة و صلابة الشخصية. و قد وردت أحاديث نبويّة عديدة تحثّ على الصدق و تأمر به.. لأن الصدق يرشد إلى خصال الخير و الصلاح، و أمّا الكذب فيرشد و يوصل إلى الفجور، أي: الأعمال السيّئة و المنكرات.. و البرّ: هو اسم جامع لكلّ أبواب الخير..
و الفجور: الأعمال السيّئة بمختلف أنواعها شرعا و عقلا..
و فضيلة الصّدق عظيمة، فهي تؤدّي إلى راحة العقل و طمأنينة القلب و حسن السّلوك.. و أمّا الكذب، فيؤدّي بالنّاس إلى الشكوك و الأوهام، و يزرع اليأس، فيتسبّب في المشاحنات و المنازعات التي تخلّف الأحقاد و الكراهية بين النّاس..
فالسعيد من كان صادقا..
و الشقيّ من كان كاذبا..
و لا تصلح الحياة مع النفاق و الكذب..
و تستقرّ الظروف و الأوضاع مع الصّدق..
و من الأوصاف التي ميّزت شخصية نبيّنا محمّد صلى الله عليه و سلم في مكة هي الصدق و الأمانة، فلُقِّب في قريش ب: الصّادق الأمين.. و كان صدقه و أمانته علامتا نبوّته..
هذا ما قاله أبو سفيان بن حرب لهرقل إمبراطور الرّوم عندما سأله عن النبيّ الذي ظهر في مكّة.. قال هرقل: فماذا يأمركم ؟ قال أبو سفيان رضي الله عنه: يقول: " اعبدوا الله وحده و لا تشركوا به شيئا، و اتركوا ما يقول آباؤكم، و يأمرنا بالصلاة، و العفاف و الصّلة ".( أخرج الحديث البخاري و مسلم عن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه ). و الصلة: صلة الأرحام، و كلّ ما أمر الله به أن يوصل..
أخي المسلم لا تيأس، إن كنت تعيش حياة يغيب عنها الصدق، أو تفتقد فيها إلى الشخصية الصلبة أو الإرادة القوية التي تمنحك الشجاعة الكافية لتكون صادقا مع الله أوّلا و مع نفسك فالغير ثانيا.. الفرصة لا زالت ممكنة، لتحقق لنفسك السعادة النفسية و الطمأنينة القلبية، و الاستقرار الذي يضمن لك البعد نهائيا عن الكذب و الانحراف الأخلاقي.. و إذا عجزت في أوّل محاولة، لا تيأس و لا تستسلم.. فالطريق أكيد أنّها وعرة، و الشيطان قاعد لك في كلّ مرحلة من مراحلها.. جدّد الإيمان، و عاود التجربة لتحقّق لنفسك منزلة عظيمة في قلوب الخلق، و لك ثواب جزيل عند الله تبارك و تعالى في الدّار الآخرة..
و أعلم أخي المسلم الصّادق، أنّ الصدق لا يتجزّأ.. و لا يتغيّر.. سواء مع الله أو مع النفس أو مع الأسرة أو مع المجتمع كلّه.. فلا يمكن أن تكون أخي صادقا مرّة و كاذبا تارة أخرى..
الصّدق منحة.. و الكذب محنة.. و المؤمن لا يكذب، لا مع الله سبحانه و لا مع نفسه و لا مع الغير..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.