توصلت الإدارة الأمريكية التي تواجه سلسلة من الانتفاضات في الشرق الأوسط، إلى معرفة تامة بأن ملوك هذه الدول سيحافظون على الأرجح على عروشهم فيما رجحت السقوط أكثر للرؤساء. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في موجة التظاهرات الحاصلة سقط حتى الآن رئيسان، هما المصري حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي، بينما يعتقد مسئولو الإدارة الأمريكية بأن وضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في هشاشة متزايدة. أما من جهة الملوك، قالت الصحيفة إن ملك البحرين نجح في اجتياز تصاعد الاضطرابات في بلاده فائزاً بدعم أمريكا، "رغم وحشية القوات الأمنية في قمع المتظاهرين". ويستبعد المسئولون الأمريكيون أن يُخلع ملوك الخليج من مناصبهم، في حين أن أمراء الخليج نجو حتى الآن من الاضطرابات، وحتى في الأردن، حيث اندلعت احتجاجات خطيرة، فقد ناور الملك عبد الله الثاني بحذاقة للبقاء في السلطة، رغم انه ما زال أمامه التعامل مع السكان الفلسطينيين الذين يصعب التحكم بهم. وأشارت إلى أن المسئولين والخبراء الأمريكيين يظنون بأن ما قام به ملك الأردن في إبراز استعداد لإعطاء بعض السلطة للحكومة المنتخبة أو البرلمان، قد يسمح له بالتمسك بالسلطة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النمط من الملوك المتمسكين بالسلطة يؤثر على رد الإدارة الأمريكية على الأزمة، فقد أرسلت دبلوماسيين كبار خلال الأيام الأخيرة لتقديم النصيحة والطمأنينة لهم. ولفتت إلى أن ذلك يعد احتساباً لمصالح أمريكا أكثر من أي شيء آخر، مضيفة أن الولاياتالمتحدة تقر بأن لا خيار لا إلا دعم بلدان بالمنطقة، وأن كل الأوضاع قد تتغير بسرعة.