قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي الإثنين إنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي وإن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. وأوضح المجلس - الذي يتحدث باسم معظم المناطق الواقعة في شرق ليبيا والتي يسيطر عليها معارضو القذافي - موقفه بعد أن أذاع التلفزيون الحكومي كلمة تدعو لاجراء حوار. وكان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لوقف اراقة الدماء. وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي إنه على معرفة وثيقة بالطلحي وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي إلا أن جبريل أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى. وحقيقة أن مناشدة الطلحي أذيعت في التلفزيون الحكومي تشير إلى أنها تحظى بتأييد رسمي. وحتى الآن لم يبد القذافي وأعوانه استعدادا يذكر للحوار ويصفون المحتجين بانهم شبان مسلحون وقعوا تحت تأثير المخدرات ويتلاعب بهم تنظيم القاعدة وقوى أجنبية. وقال سكان بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والتي بدأت منها الاحتجاجات إن السعادة التي عمت اثر طرد قوات القذافي بدأت تضعف. وقال صلاح بن سعود (57 عاما) الوكيل السابق لوزارة الزراعة إنه بعد الاحتفالات يشعر سكان بنغازي الآن بالقلق إزاء سكان غرب البلاد. وأضاف أن سكان الغرب بدأوا يفقدون السيطرة على بعض المناطق وهذا يثير قلق سكان بنغازي من أن تكون قوة دفع " الثورة" بدأت تتباطأ. وتابع "أنا فوق السبعين من عمري وأعيش أسعد أوقات حياتي" مضيفا أنه كان يقول لزوجته أنه سيموت على الأرجح قبل أن يرى نهاية القذافي. وقال مراسل صحفي إن التوتر يسود بنغازي على ما يبدو بعد أن شنت قوات القذافي هجمات مضادة. وتابع أن الشبان على المقاهي يطالبون بعضهم بعضا بالتحلي بالشجاعة إذ ليست هناك مؤشرات على أن قوات الحكومة تستسلم مضيفا "هناك مخاوف من أن يسترد (القذافي) الشرق". وأجاب أحد المعارضين المسلحين ردا على سؤال عن تقارير بحدوث توتر محتمل في مدينة طبرق بشرق ليبيا بقوله إن الأوضاع هناك هادئة. واستطرد "لم نسمع عن قتال في طبرق. يبدو أنها شائعات يروجها أعوان القذافي وهي محاولة معتادة في اطار الحرب النفسية". وقال جمعة وهو أحد سكان طبرق الذي اكتفى بذكر اسمه الأول "لم يقع قتال هنا. الحياة طبيعية والناس يقومون بأعمالهم كالمعتاد". الى ذلك افاد مصدر طبي في مصراتة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين عن سقوط 21 قتيلا و91 جريحا معظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضته له مدينة مصراته الاحد من قبل قوات العقيد معمر القذافي. واكد الطبيب في مجمع العيادات في مصراتة طالبا عدم كشف هويته لاسباب امنية "سقط 21 شهيدا بينهم طفل عمره سنتين ونصف و91 جريحا بينهم تسعة في حالة خطيرة". واوضح ان "معظم المصابين من المدنيين وبينهم مسنين تجاوزت اعمارهم السبعين واصيبوا برصاص من عيارات كبيرة". واضاف الطبيب "لا اعرف كثيرا في الاسلحة لكن الرصاص ليس من العيار الصغير لانهم (كتائب معمر القذافي) استعملوا الدبابات والقذائف والرشاشات الثقيلة". وقال الطبيب ان قوات القذافي "استعملت سيارة اسعاف لاطلاق النار عشوائيا على المواطنين وحتى على سيارة اسعاف اخرى". واكد الحصيلة الناطق الاعلامي باسم اللجنة التسييرية للمدينة عبد الباسط ابو مزيريق في اتصال مع فرانس برس. وقال ان "قوات القذافي اقتحمت المدينة من الساعة السابعة حتى 18,00 واطلقت النار بالدبابات ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة من عيار 12,5 واستعملوا ذخيرة حارقة، اضافة الى القناصة الذين كانوا فوق المباني". واكد انهم دمروا بعض المباني قبل ان "يدحرهم الثوار وينسحبوا من المدينة مع غروب الشمس".