إيمانا منا بأن الاعلام الجاد في جزء كبير منه يستدعي النزول للميدان، والالتحام بمشاغل وهموم الناس والتقاط الآراء المختلفة والمتنوعة والمتعددة، واستقاء الردود دون مساحيق.. ومن هذا المنطلق، ومواكبة لمناسبة مرور 13 عام على انطلاق قناة الجزيرة، اخترنا التجول في الشوارع والأحياء الباريسية، قصد استجواب من صادفناهم في طريقنا، وممّن تمكنا من مسائلتهم، عن آرائهم حول قناة الجزيرة بعد عشرية وربع من البث. فكانت هذه الأجوبة التلقائية... عادل أبو شامة / محامي من ناحيتي أعيب على شبكة الجزيرة أنها أنشأت قناة حقوقية، غير أن هذه الأخيرة لم يكن لها حضورا في الواقع وبقيت عنوانا إشهاريا، وسؤالي هل الجزيرة الحقوقية وزيرا دون حقيبة، أم مشروعا دون ربّان، أم أن الطاقم المسير ليست له إمكانيات معرفية بهذا الميدان، هناك نوعا من السقوط في مقولة الرجل غير المناسب في المكان المناسب. ------------------------------------------------ م. س / طالبة مرحلة ثالثة بجامعة العلوم السياسية أنا أسأل لماذا الجزيرة تحقد على تونس، فبلدنا بلد التسامح والأمن والسلم الاجتماعي، فهل شكونا نحن للجزيرة حتى تتبرع للدفاع عنا، وتصف دولتنا بأبشع الأوصاف بدعوى الموضوعية والمهنية الإعلامية ، وإني أسأل المسئولين على هذه القناة إن كانوا حقيقة محايدين في نقل الأخبار كما يدّعون، أن يتطرقوا إلى قضية " البدون " أو ظاهرة " الكفالة "، التي تختص بها دول الخليج، والتي هي شكلا من أشكال الرق والعبودية، فهل من مجيب يا أهل الجزيرة، الذين تقيمون الدنيا حين تموت قطة في تونس على إثر حادث مرور أو انتهاء أجلها، فتذيعون أن سبب الوفاة هي أنها معارضة للنظام... ----------------------------------------------- مصطفى العوني / عامل ما أعيب على الجزيرة أنها بالغت في محاورة ما تسميهم الأكاديميين والباحثين، والأسماء المحشوّة في البدلات الأنيقة وربطات العنق، ولم تهتم بالطبقات الشعبية، وكأنها تستعرّ منهم، ولئن خصّصت برنامج منبر لا منبر لهم، إلا أن هذا البرنامج لا يثير قضايا الناس الحقيقية، وعديد المرات حاولت المشاركة هاتفيا فيه فلم أتمكن، فعرفت أن المكالمات مبرمجة مسبقا ومن كان مثلي عاملا بسيطا ليس له أي موقع... --------------------------------------------- نادية بوخريس / حلاقة أنا أرى أن الجزيرة برغم شهرتها ظلت بعيدة عن هموم الناس الاجتماعية، حيث التحقيقات الميدانية قليلة، والتطرق إلى قضايا المجتمعات وخصوصا مشاغل الأقليات في البلدان الغربية بقيت اهتمامات ثانوية... ------------------------------------------ منجي بن سالم / موظف استقبال بنزل الجزيرة أراها من أفضل الفضائيات العربية من حيث الاهتمام بالقضية الفلسطينية خاصة، إلى جانب مساندتها لقضايا التحرّر، وبالتالي فهي عرفت كيف تصل إلى الجماهير من خلال التركيز على هذه القضية، التي تسكن الوجدان الشعبي، مما جعلها تكتسب مصداقية وتعاطف شعبي، غير أنها من جانب آخر ظلت متسللة نوعا ما عن معالجة بعض القضايا منها خاصة الاهتمام بالجالية في أوروبا، إذ لم نر لها سوى بعض البرامج الشاحبة التي تفتقد للعمق والمكاشفة. ---------------------------------------------- فطيمة. م / أستاذة لغة فرنسية بصراحة أسمع كثيرا عن الجزيرة، وأقرأ بعض الملخصات حولها في الصحافة الأجنبية، كما أن اسمها يتداول كثيرا في المحطات والقنوات الفرنسية، ممّا يضطرني في كثير من المرات إلى فتحها، فأجد نفسي أتفرج على الصور ولا أفهم اللغة، ذلك لأني ولدت ونشأت في فرنسا، وقدري أني لم أتعلم العربية، لهذا فإني أشعر بالألم لأني لا أستطيع فهم لغة أجدادي.. ---------------------------------------------- نيكولا أيوم / مصوّر متجول أنا كمسلم إفريقي ألاحظ أن الجزيرة تغفل الاهتمام بالأفارقة، فحبذا لو تكن لهذه القارة مساحة ايجابية، بعيدا عن صور التسول والجوع والمرض. -------------------------------------------- سامية خالد / ممرضة قناة الجزيرة في نظري حققت قفزة نوعية في المجال الإعلامي بالمقارنة مع ما كان موجودا، وخضت الاعلام الرسمي العربي، وأحدثت نوعا من الثورة الإعلامية، وخوفي أن الرصيد الشعبي التي اكتسبته الجزيرة قد يجعل القائمين عليها يصابون بالغرور والاستغلاء، مما ينعكس سلبا على الجدوى والتجديد. ------------------------------------------ رانية صلاح / طبيبة بصراحة لا أفهم قناة الجزيرة الوثائقية التي تعتمد في أغلب برامجها على التحقيقات المترجمة والمدبلجة، في حين أن برامج وثائقية وتوثيقية خاصة بها هي قليلة جدا، فهي عادة ما تقتني برامج أجنبية مترجمة، وقليل هو الإنتاج العربي الصرف، كما أنها بالغت حسب رأيي في إذاعة ملفات تعنى بالبحار والأسماك والطيور، وأنصحها إن كانت تعاني فقرا في الإنتاج، أن تقتني بعض البرامج المفيدة التي تبثها قناة " الارتي"، التي عادة ما تتناول مواضيع وتحقيقات في غاية الأهمية. ------------------------------------------- توفيق السنوسي / عاطل عن العمل مآخذي على الجزيرة أنها بالغت في استضافة ما تسميهم كتاب وباحثين استراتيجيين، ودكاترة وأساتذة وخبراء وغير ذلك من الأسماء التي مللنا سماعها، في حين أنها ولا مرة خرجت عن هذا الروتين، واستدعت لحوار من الحوارات أو مائدة مستديرة عمال بسطاء، أو عاطلين عن الشغل، ولو اتجهت إلى بث مثل هذه البرامج فسوف تكتشف شريحة أخرى محتكة بالواقع وأكثر التصاقا بالأرض. ---------------------------------------- الحاج مصطفى التلمساني / متقاعد يا ولدي الجزيرة " مليحة " خاصة الشيخ القرضاوي الله يحفظه، وكذلك أخبار العراق وفلسطين التي تدمي القلوب، ولكنها لا تقيم آذان أوقات الصلاة مثل تلفزيون الجزائر... ------------------------------------------ سعاد . م / مروضة في مدرسة أطفال أنا عندي نوعا من العتاب تجاه الجزيرة للأطفال التي أرى أن غالبية برامجها ضعيفة، وخاصة الصور المتحركة، التي في أغلبها تهريجية ولا تساعد في تنضيج النشء، هناك بعض البرامج للأطفال في القناة المغربية أنصح القائمين على قناة الجزيرة للأطفال التفرج عليها، كما أوجههم أيضا لمشاهدة قناة طيور الجنة التي فيها برامج ذكية تفيد النشء. ----------------------------------------- ناصر فوّاز الشامي/ أستاذ جامعي أعتقد أن الجزيرة سقطت فيما سقطت فيه الأحزاب العربية، حيث جعلت من الثقافة ورقة ثانوية ولم تعطها الاهتمام، سوى بعض المساحات المحدودة جدا، وأصبح الجانب السياسي مبتلعا للفكر والثقافة والأدب، فنهضة الأمم يا سيدي تقاس بالانجاز الثقافي والأثر الفكري، واستغرب حقيقة لماذا الجزيرة لم تفكر في إنشاء جزيرة ثقافية، فهل الثقافة عندهم من النوافل؟ ---------------------------------------- الحاجة زينة / ربة بيت والله عندما أتفرج على حسن نصرالله في الجزيرة أشكر هذه القناة، التي عرفتنا بمثل هذا البطل الصادق الله ينصره على الأعداء، وأحمد الله أنه في هذا العصر ما زال هناك رجل مثل نصرالله، الذي يذكرني ب"علي لابوانت " " وديدوش مراد " و" بوعمامة " و"عبد القادر الجزائري". -------------------------------------- رابح بن قانة / رئيس شركة أنا لا أعرف اللغة العربية، ولكني من حين لآخر أقرأ مقتطفات في الصحافة الفرنسية حول الجزيرة، أصدقك القول أني اشعر بالاعتزاز، لأن هناك قناة عربية يهتم بها الأجانب، ما يدل على أن هذه القناة جادة وتثير الاهتمام. -------------------------------------- سامي بن مراد / تاجر أنا من المتابعين لقناة الجزيرة وتعجبني برامج وتقلقني برامج أخرى، فليس كل ما تبثه الجزيرة هو جيد، فهناك برامج طال عمرها أكثر من اللازم وأصبحت باهتة وفاقدة للحرارة، ورغم أني بمقدوري أن أسمي البرامج، ولكن أعرف أننا نحن العرب لم نترب على ثقافة النقد، فلو استجوبت في برامج فرنسية لذكرت بكل أريحية البرامج التي لا تعجبني دون حرج، لهذا هنا أكتفي بالتلميح دون التصريح. --------------------------------------- كاترين/ ناشطة في إحدى المنظمات الإنسانية الجزيرة ليست بالنكرة، ولعلها تعتبر من أشهر الفضائيات العربية، وقد ارتبطت شهرتها بالحروب العربية، ومن المهم لهذه القناة أيضا أن تهتم بالتطرق إلى السجون في أوربا، التي يوجد فيها عدد كبير من العرب، وكذلك المستشفيات ودور الحضانة... لملامسة قضايا هؤلاء، كما أتوجه للمسئولين على هذه القناة أن يفتحوا نوافذ على المنظمات الإنسانية، التي تقوم بأدوار مهمة لفائدة المحتاجين دون استثناء، من بينهم " السكور كاتوليك "، " السيماد " " فونداسيون الأب بيار" " فرنسا أرض اللجوء" وغيرها من المنظمات الإنسانية. -------------------------------------- ع . ك / مهندس مع احترامي لقناة الجزيرة وتفاعلي معها، إلا أنها لم تتطرق لمعاناة اللاجئين السياسيين، وباعتباري أحد المعنيين، أرى أن الجزيرة اكتفت ببعض البرامج السطحية في هذا الموضوع، دون الغوص في عمق القضية. ----------------------------------- ج . ب / سائح تونسي الجزيرة تعتبر متنفسا نستقي منه الأخبار، وأغلبية التونسيين يتفرجون عليها، وبصراحة لم أفهم لغويا ماذا تعني كلمة " رأس الساعة "، التي يستعملها المذيعين فإني أشمئز من هذه العبارة التي لا يوجد لها معنى سوى الاعتداء على جمالية اللغة العربية. ---------------------------------- فاروق محمد طه قناة الجزيرة في رأيي لم تهتم كثيرا بحال الكثيرين من أمثالي وهم كثيرون، الذين قطعوا المخاطر وتحملوا المشاق، من أجل القدوم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، فرارا من الفقر والاحتياج، كما أنها لم تعتن بأوضاع المهاجرين غير الشرعيين ومعاناتهم، بخصوص ظروف السكن والشغل والعلاج والتخفي عن عيون البوليس وكل تلك المتاعب والهموم التي تتجاوز الخيال وهذه المواضيع تجاهلتها الجزيرة