تمام محمد قطيش تتدافع أمواج على خرائط الوطن الكبير تمحو خطوط الحدود تخلط مزايا اليسار باليمين.. تقذف الخبايا الساكنة في الأعماق توزعها بعدل على شواطئ المحرومين فتلتقطها أياد تغشتها الجراح ممن أرهقتهم الوعود والأماني نبتوا من بقايا الذين عاقروا كؤوسا من الخوف والقهر على مرّ السنين .. أولئك الذين ارتعدت لأصواتهم رمال الصحارى.. انصاعت السحب لزمهرير غضبتهم، فهطلت أمطار.. غسلتهم، فأزاحت عنهم رداء الرعب.. طهرتهم من داء الجبن فتوضأوا وضوء الأبرار ... امتصت أجسادهم العطشى المنهكة منذ عصور، وتخللتها قوة سحرية: عنفوان وكرامة.. ثورة تمسح عن كواهلهم داء ذل وعار مشين نبض لجنين بات يتكون.. يتغذي في رحم الأحرار، يشق طريقه وسط الصرخات والأوجاع.. توحدوا ،،، واتحدوا .. تحت سيل من هتافات .. من كلمات .. نشيد نُظم من شعلة جسد اكتوى بالنار أزاح ديجورا، كشف عن فجر عزّ وفخار.. أيّها الثائر السائر على اللظى المتعثر بأشلاء سنيِّ عمرك المهدور المهشّم بأيدي العابثين المارقين المتسربل بالعشق الوطني المغنّى بلحن حزين هنيئا لك ما تنشقته من أريج الحرية وما ذقته من طعم لذة الانتصار الممزوج ببعض الأنين هنيئا لنا حين لفحتنا رياحك المحملة بعبق الفل والياسمين فكشفت لنا وأسفرت عن معدن نفيس أرادوا سحقه، أعجزهم لأنه صلب ومتين..