أكد الداعية الإسلامي عمرو خالد أن لديه طموحا كبيرا خاصا ببلده وقد يتجه إلى العمل السياسي لتحقيق هذا الطموح كأداة للتحقيق، مشيرا إلى وجود نية لديه لتأسيس حزب سياسي والمشاركة في الحياة السياسية بمصر بأفكار نهضوية تنموية وليست دينية إسلامية، وأوضح أن هذا الدور يختلف عن دور الجمعيات والمبادرات التنموية في الأدوات والتأثير ولذلك فإنه لن يقوم بتحويل مشروع صناع الحياة إلى هذا الحزب، وأضاف أنه لم ينو حتى الآن الترشح في انتخابات الرئاسة لأنها تعد مسئولية كبيرة في الدنيا والآخرة، نافيا اتجاهه للانضمام لحزب الوفد واختياره من قبل الحزب للترشح في انتخابات الرئاسة عنه واصفا ذلك بأنه "حلم وكلام غير مسئول" ممن قام بنشره. وأشار خلال استضافته في برنامج بلدنا بالمصري على قناة "ON TV"، والذي تقدمه الإعلامية ريم ماجد إلى أن برنامج حزبه المرتقب سيركز على التنمية التي تحتاج إليها مصر خلال المرحلة القادمة، موضحا أن المصريين بحاجة إلى دفعهم إلى العمل والإنتاج والعطاء وليس دفعهم لمزيد من الإيمان لأن الشعب المصري مسلميه ومسيحييه مؤمن بطبعه، وحول موقفه من الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكد على أهمية مشاركة الجميع فيه، معتبرا أنها تدل على أننا أصحاب الدولة ولنا صوت مؤثر بها، واعتقد أنه سيكون "أعظم استفتاء خلال المائة عام الأخيرة"، كما أكد خالد أنه لا يوافق على التعديلات الدستورية على الرغم من أنه كان موافقا عليها من قبل من حيث البنود المعدلة، إلا أنه رأى أن موافقته عليها تعني موافقته ضمنيا على البنود غير المعدلة من الدستور وهو ما يرفضه لكون هذا الدستور "مهلهل"، ولكنه سيحترم نتيجة الاستفتاء مهما كانت لكونها تعبر عن إرادة الشعب.
وأوضح الداعية الإسلامي أن الفتنة الطائفية في مصر ترجع إلى عدة أسباب، منها وجود أيادي ترى أن من مصلحتها إثارة هذه الفتنة للفرار من الحساب العسير الذي ينتظرها كرموز النظام السابق وبقايا أفراد أمن الدولة السابقين، بالإضافة إلى وجود مشاعر غضب سريعة لدى الناس، وهو أمر طبيعي يحدث دائما بعد الثورات، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى وجود خطاب عقلاني وعاطفي للحوار مع الناس وتهدئة غضبهم، وهو ما حاول القيام به بزيارته إلى قرية صول بأطفيح خاصة وأنه يتمتع بمصداقية واحترام وتقدير لدى المسلمين والمسيحيين في مصر، ونوّه إلى أنه تلقى مكالمة من قائد المنطقة المركزية بالقوات لمسلحة لتقديم خطبة الجمعة لأهالي قرية صول للمساعدة في تهدئة الأجواء الطائفية بها، وقد قال خطبة بعنوان "شكر النعمة" وتحدث خلالها عن نعمة الثورة وما حققته من نتائج إيجابية وهو الأمر الذي يجب الحفاظ عليه، كما تحدث عن خلق النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في التعامل مع الناس حيث كان يتسم بالسماحة وحسن التعامل مع كل الجميع حتى غير المسلمين.
وأشاد خالد بدور شباب ثورة 25 يناير لتهدئة الأجواء في قرية صول فضلا عن دور بعض الدعاة كمحمد حسان وغيره ممن قاموا بدور كبير في التهدئة بالتعاون مع بعض قيادات المسيحيين في القرية، مؤكدا أن علينا القيام بعدد من المبادرات لتحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بصورة أكبر، وهو ما عمل على القيام به في قرية صول، معربًا عن تفاؤله بتحسن العلاقة بين الطرفين خلال المرحلة القادمة.
وأشار عمرو خالد إلى أننا حاليا نمر بمرحلة حرجة خاصة خلال الشهرين القادمين، موضحا إلى أن مصر تسير على خطى ماليزيا وتركيا، ولكنه يتخوف على اقتصادها وبورصتها ومخزونها من الغذاء خلال هذه المرحلة، وشدّد على أهمية وجود إعلام مسئول وجهد شباب وفتيات لديهم روح الثورة لدعم الإنتاج والتعامل بمسئولية من قبل الجميع، مؤكدًا أننا في حاجة إلى نهضة شاملة بعد نجاح الثورة خاصة النهضة التعليمية في ظل وجود 17 مليون أُميّ في مصر، وهو الأمر الذي تم تبني مبادرة للاهتمام به بالتعاون بين عدد من المؤسسات كوزارة التربية والتعليم وصناع الحياة وفودافون واليونسكو، وقد تم قبول عدد من المتطوعين عبر الإنترنت بشروط معينة، ومن المقرر أن يتم محو أمية 100 ألف شخص في العام الأول، ومن شروط التحاق المتطوعين بالمبادرة أن يكون المشارك ذو تعليم عالي وقادر على التنقل بين المحافظات المختلفة، ومن المفضل أن يكون له خبرة في العمل التطوعي من قبل لضمان الجدية، وشدّد على أنه سيستمر في هذه المبادرة حتى القضاء على الأمية التي تعد "وصمة عار في مصر".