أنا لست كرسي العرش أنا لم أحمل يوما أميرا ينعم برغد العيش أوسلطانا جشعا منتفخ الكرش
أنا إذ حملتك إنما حملت هامة شامخة رجلا صلب العريكة عرف برباطة الجأش
رجل تهتز له أنظمة وعروش رجل ترتعد لذكر اسمه دول حكومات وجيوش
نعم هكذا كنت وهكذا ستظل يا أحمد
وبرغم عاهتك رمزا للمقاومة شعلة وضاءة تتقد يا شيخي المقعد
أنت ما كنت يوما للراحة تخلد ما كان ليهدا لك بال أو لتغمض لك عين ما كان ليغفو لك جفن أبدا ما كنت لترقد كلا ما كنت عن الجهاد ولو للحظة تقعد
فها قد أزفت الساعة ودنى الموعد وآن لك أن تفارق المقعد وآن لك أيها الفارس أن تترجل فها أنت تتفجر وها هو جسدك الضعيف يتناثريتطاير أشلاء يتبدد وها أنت ترتفع الي السماء تصعد وها هي روحك الزكية ترقى الى بارءها في جنات النعميم تخلد
أنت لم تأبه لتهديداتهم لم تتراجع قيد أنملة لم تتردد فمسارك معروف وطريقك محدد فمن لا يعرف بيتك ومن لايعرف المسجد ومن يخطىء شيخا مقعد بينهما تردد
فالامر لا يتطلب ذكاء مفرطا لا يتطلب طائرة وصاروخا ورادارا يرصد
أنت ما كنت لتخشى غباءهم ولا عنجهيتهم فانت بنصر من الله مؤيد بل أنت من ضرب مع الشهادة موعد فشتان بين من هو بين حياة وموت ممدد جزاء بما اقترفت يمينه يتمنى المنية في غيبوبة يرقد وبين من نذر النفس في سبيل الله واتخذ الجنة مقصد فهل مثلك يتراجع أن رصد له شارون أعتى ترسانة وإياك توعد كلا أنت لم تكترث لوعيده لم تشأ ان تتوارى عن الانظار وبتحذيرات الجبناء لم تأبه لم تتقيد كيف وأنت القائد القدوة الداعية المرشد مثال الصبر والحكمة علمت شعبنا بكامله كيف يكابد الويلات كيف يصارع الأهوال كيف يجاهد كيف يصمد
بل أنت بميزان الأمم أمة بذاتها يا أحمد يوم تقاعست عن الجهاد أمم كان أقصى فعلها أن تشجب أن تندد أنت وربي أمة بذاتها يا شيخي المقعد