قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ان الرئيس السوري بشار الأسد يواجه أكثر الاضطرابات جدية منذ وصوله إلى الحكم قبل 11 سنة، لكنه يجد نفسه مخيراً بين اللجوء إلى الممارسات القمعية العنيفة أو تطبيق إصلاحات حقيقية. وذكرت الصحيفة الأسد يجد نفسه أمام أكثر الاضطرابات جدية بما ان الاحتجاجات المعارضة للحكومة في مدينة درعا في جنوب البلاد هددت بالتصاعد بعد قمعها. واعتبرت انه بعد مراقبة التطورات في المنطقة التي أدت حتى الآن إلى الإطاحة برئيسين "استبداديين" هذه السنة، أي الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، لا ترغب الدولة السورية بالمخاطرة. وشددت على ان المخاطر كبيرة بالنسبة لهذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة، والذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان المجاور والذي يعد حليفاً إقليمياً أساسياً إيران وتوجد بينه وبين إسرائيل خلافات على الأرض. وإذ لفتت إلى ان السلطات في العاصمة السورية دمشق تحاول تطبيق إجراءات أكثر ليناً لاحتواء الاضطراب، نقلت عن بعض المراقبين قولهم ان الأسد، الذي ما زال الكثير من السوريين يأملون بأنه سيجري تغييرات، سيضطر للاختيار بين إما استخدام الممارسات العنيفة التاريخية التي تعمد إليها القوات الأمنية القمعية أو تطبيق إصلاحات جدية. وقال جوشوا لانديس وهو خبير بالشؤون السورية ومدير مكتب دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما "كل سوري مذعور، فهم لا يريدون أن تتحول بلادهم إلى عراق ثانية... هم يترددون لكن يبدو ان ثمة ثغرة ما وعامل الخوف ينهار وآخر التسجيلات المصورة التي بثت كانت مروعة". واعتبر لانديس ان "الناس إما سيتفاعلون ضد العنف الذي لجأت إليه القوات الأمنية في درعا أو يخضعون للخوف"، وأضاف ان "الحكومة تراهن على ان الناس سيذعرون من احتمال تحول بلادهم إلى عراق ثان وتأمل المعارضة بأن تشجع الناس ويغضبوا ويخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بالتغيير". ورأت الصحيفة ان الثورات انتشرت في العالم العربي لكن الاضطراب في سوريا متأخر حوالي 10 خطوات، ولفتت إلى ان الرئيس الأسد ما زال يحظى ببعض الشعبية والمطالبات بتغييير النظام نادرة. ونقلت عن نديم خوري الباحث في منظمة هيومان رايتس وتش قوله "أنا لست واثقاً من ان ما رأيناه في دول أخرى هو الجواب في سوريا"، مضيفاً ان "سوريا هي أرض اللاحتجاجات تقريباً". كما نقلت عن عبد الكريم الريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الإنسان قوله ان غالبية السوريين يتعاطفون مع الأسد ويفضلون أن يكون هو عامل التغيير. وأضاف الريحاوي "لا يريدون تدمير بلادهم"، لكنه أشار إلى انه إذا أصرت الحكومة السورية على اعتماد القبضة الحديدية "فسوف ينفجر الوضع ولا يمكننا تصور كي سيبدو الوضع عليه". وأعلنت القيادة السورية الخميس عدداً من القرارات بعد الاضطرابات التي شهدتها مدينة درعا جنوب البلاد، تتعلق بإنهاء العمل بقانون الطوارئ ووضع قانون جديد للأحزاب وآخر للإعلام وزيادة رواتب موظفي الدولة ومحاربة الفساد وتشكيل لجنة قيادية لمعالجة الآثار الناجمة عن أحداث درعا. وأشارت تقارير إلى مقتل وجرح العشرات خلال الاشتباكات في مدينة درعا منذ يوم الجمعة الماضي برصاص قوات الأمن السورية التي أطلقت النار على متظاهرين يطالبون بالإصلاح.