اشتدت المعارك الاحد بين قوات معمر القذافي والثوار الليبيين على مشارف البريقة في شرق البلاد، فيما استقال احد مستشاري الزعيم الليبي. فقد قدم الدبلوماسي الليبي علي التريكي استقالته من منصبه كمستشار للعقيد معمر القذافي، كما افاد الاحد مسؤولون في جامعة الدول العربية. وقد التقى التريكي، وزير الخارجية والشؤون الافريقية السابق الذي مثل ايضاً ليبيا في الاممالمتحدة وفرنسا، الاحد في القاهرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لكنه رفض التحدث الى الصحافيين. واوضح مسؤولون في الجامعة طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان التريكي استقال من منصبه الرسمي لكنه لم يقل انه سينضم الى المعارضة التي تريد الاطاحة بالقذافي. والتريكي هو ثاني مسؤول في النظام الليبي يستقيل من منصبه خلال هذا الاسبوع بعد وزير الخارجية موسى كوسا. من جهته، اعلن مكتب رئيس الوزراء اليوناني ان وزير الدولة الليبي للشؤون الخارجية عبد العاطي العبيدي سيلتقي الاحد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في اثينا موفدا من القذافي. وعلى غرار الايام الاخيرة ما زالت المعارك تدور حول مصب البريقة النفطي (شرق) حيث استولى الثوار على جامعة النفط وهي مجمع ضخم على مدخل هذه المدينة (800 كلم شرق طرابلس) و240 كلم جنوب بنغازي، معقل المعارضة. واعلن عبد القادر المنفي (39 سنة) "كنا في البريقة وما زالوا يطلقون الرصاص بالكلاشنيكوف، سيذهب رجالنا اليهم للقضاء عليهم، هذا مؤكد". واكد عسكري قال انه "عقيد" في صفوف الثوار رافضا كشف هويته ان "الوضع على ما يرام ونحن على مشارف البريقة"، مضيفاً ان "جيش الديكتاتور يتقهقر، سنسيطر على المدينة قريبا". وتشهد منطقة البريقة معارك عنيفة منذ عدة ايام بين قوات القذافي والثوار الذين تراجعوا بعد ان كانوا حققوا تقدما سريعا نحو الغرب قبل اسبوع ثم انسحبوا تحت ضغط قوات القذافي، ويبدو انهم يستعيدون المبادرة منذ مساء الجمعة بمساعدة قصف التحالف الدولي. وللمرة الاولى منذ بداية التدخل الدولي في 19 اذار/مارس، قتل تسعة من الثوار واربعة مدنيين، بينهم ثلاثة من طلبة الطب جاؤوا للمساعدة على علاج الجرحى، الجمعة في قصف لطائرات الحلف الاطلسي على بعد حوالي عشرة كلم شرق البريقة. واعلن الحلف الاطلسي الذي تسلم الخميس قيادة العمليات العسكرية الرامية الى دعم الثوار، السبت انه "يحقق" في معلومات حول هذا الخطأ المحتمل. ودفن الثوار في مقبرة جماعية حفرت في الرمل ووضعت عليها اشارات بحجارة. واكد مسؤول سياسي في اجدابيا (80 كلم شرق البريقة) ان احدى طائرات قوات التحالف اطلقت النار على قافلة من خمس او ست سيارات بينها سيارة اسعاف، موضحا ان الطيار ظن ان رصاصا اطلقه ثوار في القافلة تعبيراً عن فرحهم لمروره، كان يستهدفه. وفي جنوب غرب طرابلس، اعلن سكان كتلا ان مدينتهم تعرضت ايضاً الجمعة والسبت لعشرات القذائف من طراز غراد اطلقتها قوات القذافي واسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلاً. وفي الطرف الاخر من البلاد، وصل وفد من الدبلوماسيين البريطانيين السبت الى بنغازي معقل المتمردين "لاجراء اتصالات مع شخصيات بينها المجلس الوطني الانتقالي" الذي يمثل المعارضين، وفق ما اعلنت لندن. ويصل هذا الوفد بعد نحو شهر من ارسال بعثة بريطانية اولى الى بنغازي في السادس من اذار/مارس. لكن اعضاءها من الدبلوماسيين وعناصر القوات الخاصة البريطانية اوقفهم المتمردون بعيد وصولهم على متن مروحية، واضطروا بعيد ذلك الى مغادرة ليبيا. واوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية في اتصال هاتفي من لندن ان الوفد البريطاني الثاني "سيستند الى عمل الوفد السابق وسيحاول الحصول على معلومات حول المجلس الوطني الانتقالي واهدافه وما يحصل في ليبيا في شكل عام".