انتشرت منذ ساعات صباح الثلاثاء أعداد كبيرة من قوات الأمن الأردنية في ميدان جمال عبد الناصر بعمان تحسبا من تنفيذ جماعة السلفية الجهادية اعتصاما حتجاجا على قيام السلطات باعتقال عدد من أتباعها نهاية الأسبوع الماضي. وقال مصدر أمني "أغلقنا منطقة الميدان تحسبا من أية تجمعات قد تعيق الحركة وسير الحياة الطبيعية في المنطقة". وأضاف "نحن مستعدون لأي طارئ". وكانت السلطات الأردنية أفرجت مساء الإثنين عن أربعة من معتقلي التيار السلفي جرى توقيفهم يوم الخميس الماضي على خلفية مشاركتهم في مسيرات واعتصامات نفذها السلفيون للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم. وفي أعقاب الإفراج عن المعتقلين الأربعة أعلن التيار عن تراجعه عن تنفيذ الإعتصام في الميدان. إلا انه يبدو ان السلطات تتحسب من احتمال قيام نشطاء التيار بتنفيذ الإعتصام في الميدان الحيوي في عمان لذلك قامت بنشر أعداد كبيرة من الدرك والشرطة، إضافة الى نشر سيارات مصفحة على المداخل المؤدية للميدان فيما فرض طوق أمني على البوابات الرئيسية لمبنى الحاكم الإداري. وفي أعقاب الأحداث التي شهدها ميدان جمال عبد الناصر في الخامس والعشرين من آذار/مارس الماضي أعلنت الحكومة الأردنية انها لن تسمح بتنفيذ أي اعتصامات في مناطق حيوية وحساسة في العاصمة أو خارجها. وأدت الأحداث التي شهدها الميدان بين معتصمين مطالبين بإصلاحات سياسية ومناهضين لهم الى مقتل شخص وجرح ما يزيد عن مئة آخرين في ما وصف بأنه أسوا أحداث عنف يشهدها الأردن منذ انطلاق المطالب الشعبية بتحقيق إصلاحات سياسية. وكان نشطاء تيار السلفية الجهادية نظموا الشهر الماضي مسيرة كبرى بوسط عمان، كما نفذوا عدة اعتصامات أمام مقر الحكومة للمطالبة بالإفراج عن نحو 200 شخص من معتقليهم في السجون الأردنية وعلى رأسهم أبو محمد المقدسي منظر تيار السلفية الجهادية الذي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة حاليا بتهمة دعم وتمويل حركة طالبان.