تؤكد الأخبار الأخيرة أن الرئيس المخلوع أمر بقصف مدينة القصرين التي استشهد فيها ستين تونسيا ذنبهم الوحيد أنهم مع شهداء تالة والرقاب وسيدي بوزيد ودوز أرادوا الحياة وكسر القيود التي كبلها بها هذا الدكتاتور الذي سيبقى وصمة عار في تاريخنا إنه من الأكيد اليوم أن تطالب حكومتنا المؤقتة وغدا أي حكومة تفرزها إرادة الشعب بالعمل الجدي لاسترداد الرجل من السعودية وعلى تذكير حكام هذا البلاد أن إجارة المستجير لا تكون إلا لمضطهد ناضل من أجل قيم العروبة والإسلام ولا تكون لشخص سرق شعبه وأذلّه واطلق على العزّل من أبنائه وابل الرصاص الحي بنية القتل المتعمد للبقاء في السلطة . ومن الأكيد يوم أن نسترجع الرجل وأن يحاكم محاكمة عادلة ونزيهة تتوفر فيها كل شروط الدفاع في المدينة التي شهدت هذا الكم الهائل من القتلى بقدر ما يجب أن نكون متسامحين مع الأغلبية الساحقة التي ارتكبت أخطاء في حق شعبها ، وبقدر ما يجب أن تحدث لجان الحقيقة والمصالحة لكشف كل الجرائم التي ارتكبت في حق التونسيين وجعل المتسببين فيها يطلبون العفو ، بقدر ما يجب أن نحاسب من أمروا بالتعذيب والقتل وعلى رأسهم الرئيس المخلوع إن محاكمة الرجل وكبار أتباعه مسألة حق وعدل وعلاج نفسي ضروري لسلامة المجتمع ومحاكمته في القصرين ردّ الاعتبار للمدينة المناضلة وإنصاف للشهداء وتكريم لهم ومن ثم أدعو كل القوى السياسية في البلاد أن تتجمع حول مطلب استرجاع الفار ومحاكمته في هذه المدينة بالذات. د . منصف المرزوقي