رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    بالفيديو: رئيس الجمهورية يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيا شباب تونس الأنف زحفاً إلى قرطاج
نشر في الحوار نت يوم 13 - 01 - 2011

أيا شباب تونس الأنف، زحفاً إلى قرطاج، فإن لم تعاجلوه، وتعالجوه، عاجلكم وعالجكم
{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} هود 113.
{سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر، أمره ونهاه، فقتله} كما قال الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوموا، فإما حياة وإلا فموتوا على ما مات عليه الشهداء الأول والأخر، في سبيل الله. وأي شهداء! إنه من مات في مواجهة نظام السراق جزار الشعب هو سيد الشهداء. سيان هو وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
أيها الإخوة والأخوات
أولاً: نداء مستعجل إلى الأهل في تونس العاصمة: زحفاً إلى قصر قرطاج: الحديد يطرق وهو ساخن
لا تتركوا عصابة السراق وأزلامهم مصاصي دماء الشعب فرصة من الوقت لتدمير البلاد،
لا تتركوا للكافر المستخرب فرنسا وأمريكا وأممهم المتحدة فرصة التدخل المباشر
لا تتركوا فرصة اهراق وديان من دماء المسلمين العزل وتدمير المدن، ووصم اهلنا بالإرهاب،
عاجلوه، باغتوه، بدون تردد وبدون الإستماع لأي طرف من أطراف المعارضة -معترف أو غير معترف بها- فهي تعمل لحسابه وهي تقتات من فتاة موائده وموائد الطرابلسية وهي قد خانت تونس لعقود .

أفراد عصابته قد تفرقوا، كل في جنة أرضه التي بناها من أموال الكادحين ومن أقوات اليتامى.
زوجته وبناتها في الإمارات.
صهره وعائلته في كندا وبلحسن الطرابلسي في الرباط فماذا تنتظرون أهلنا في تونس العاصمة؟!

أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة.
قد جاء وقت الحساب والعقاب. يقتل من قتل أبناء شعبه.
أيها الشباب، فليروا منا ما كانوا يحذرون.
المطلب واحد ولا زال: يقتل من قتل أبناء شعبه.
باغتوه في قصر السيادة المغتصبة قصر قرطاج،
وتصيدوا بقية الجرذان -إن كان منهم من بقي في تونس-
وأقيموا لهم عرسهم: محاكمة شعبية ثورية عاجلة.
فتأخذوا بثأركم وبحقوقكم.
ثانياً: إن لم تعاجلوه، وتعالجوه، عاجلكم وعالجكم
لقد حرض زعيم عصابة السراق الدول المستعمرة على كل الشعب الذي وصمة بالإرهاب. وتفق يلفق الأكاذيب: عصابة المتنفعين مصاصي الدماء تكسر وتهشم وتخرب وتحرق ووسائل اعلامه تصور من أجل إثبات أن شعبة إرهابي؟! أي خائن هذا؟ رشكم بدون تفريق بالرصاص فسفك دماءكم الطاهرة ثم حاصركم وجوعكم حتى أن الناس في تالة مثلاً لا يستطيعون الخروج لا ليلاً ولا نهاراً.
وما إن بهتكم جميعاً واتهمكم بالإرهاب حتى دخلت قوى الإستعمار على الخط وعرضت عليه المساعدة. فعرضت فرنسا مساعدة أمنية. وعرضت أمريكا مثله، وأمريكا لا تعرض في الحقيقة وإنما تفرض.
هذا المجرم العجوز المتهالك لم يكفه تقتيلكم بل دعى قوى الإستعمار إلى التدخل في تونس، تماماً كما حصل في الإستعمار الأول، دخلت فرنسا بموجب إتفاقية حماية!
اخوتي اخواتي، اهلنا الأكارم،
هذا المجرم يريد إعادة بلدنا العزيز إلى حقبة الإستعمار، فهل أنتم تاركيه؟
عاجلوه ثم عالجوه، وأقيموا فيه حكم الله، قبل أن يعاجلكم ويعالجكم و يعمل في جميعكم القتل والتشريد وفي البلاد الدمار والتخريب. هل تريدون عراقاً آخر أم أفغانستان أخر؟
اقتحموا عليه قصر السيادة المغتصبة. وحاكموا من سفك دماءكم سفكاً.
أيا شباب تونس الأنف، زحفاً إلى قرطاج، فإن لم تعاجلوه، وتعالجوه، عاجلكم وعالجكم

ثالثاً: حذاري من الأنطوكس - الإشاعات-
الأنطوكس نوعان: عفوي ومتعمد.
أنطوكس عفوي:
الناس من فرط مشاعرهم قد يتقولون أنباءً تبدو لهم صحتها بداية نتيجة للمعاينة، ولا تكون في النهاية غير تهيئ بدا له. وهذا حصل البارحة من شاب بعد أن رأى إنتشار الجيش في العاصمة فتخيل أنه إنقلاب فجاء أمام الكاميرات -مكشوف الوجه- وأعلن عن الأنقلاب ثم تفق سبا وشتماً في رئيس الزمرة الفاسدة المجرمة !
وقد انطلى الأمر على أكثرنا. ولم يكن الأمر في الحقيقة غير إنتشار للجيش بأوامر من رئيس الزمرة الفاسدة المجرم نفسه حذراً من غضبكم ونقمتكم.
ولكن هذا له وقع سيء على الريثم أي على تواتر وإتزان التحركات الشعبية التي نطالبها بالإستمرار ولا يثنيها عن مطالبها ثان. ولا يجب تتوقف قبل إعدام بن علي الذي استباح دماء شعبه فأقام فيهم المجاز ورماهم بالإرهاب احتماءً بالكافر المستخرب فرنسا وأمريكا. فحتى الجيش، إن لم يكن في جانب الحركة الإحتجاجية فلن يكون بذلك إلا سنداً للذي أقام في منازلكم المآتم وقتل شعبكم تقتيلاً.
فألك قريب التحقيق بإذن الله ، ولا خيبك الله أيها الشاب.
ولكننا نتوسم في أبناء جيشنا الرجولة والأنفة والمرؤة ونسأل أبناء الشعب أن يحتضنوا أبناء جيشهم ، فهم ليسوا بوليس وإنما هم حراس لسيادة البلاد وليسوا حراساً لمجرم أقام فيكم المجازر.
أنطوكس متعمد:
وفيه نوعان أيضاً: الفقاعات والإشاعات التي يطلقها عصابة مص الدماء التجمع وأنصاره، والنوع الثاني هو ما بدأت تقوم به وسائل الإعلام الغربية بعد خرس أصابها طوال الأحداث وقبله طوال عقود.
إنطوكس عصابات مص الدماء من التجمع وأنصار النظام: وهو الذي نرى من عصابات مص الدماء، التجمع وأنصاره على الأنترنات وهنا في الفايس بوك، من حين لآخر من أجل كسر الريثم ومحاولة افقاد التحركات ترددها واتزانها، أي محاولة التثبيط والخذلان من خلال نشر أخبار مفادها "علينا إنتظار خطاب الرئيس الساعة 8""!
فمن لا زال يعتبر المجرم زعيم عصابة السراق سافك دماء الشعب رئيساً للبلاد؟ وهل لا زال من يستمع له؟ وهل لا زال له ما يقول؟ الجرذان قد هربوا من البلاد والمجرم قد حزم حقائبه.
أنطوكس الإعلام الغربي الخارج من خرسه والداخل على الخط حديثاً: فبعد خروج فرنسا وأمريكا عن صمتهما وإبداء استعدادهما تقديم مساعدة أمنية لنظام السراق المجرمين الذين استباحوا دماء الأبرياء ورموهم بالإرهاب، بدأ الإعلام الغربي في حملة مواكبة ومنها نقله لأخبار عارية عن الصحة فيما يخص الإحتجاجات وطبيعتها. ويبدو جلياً اصطفاف الإعلام الغربي على استحياء إلى جانب قمع "الإرهابيين" الذين يطالبون بالعيش الكريم.
فعليكم بمواصلة الإحتجاج -دون تكسير ولا تخريب، فذلك أقصى ما يتمناه زعيم السراق وفرنسا وأمريكا، امضوا إلى هدفكم بلا وجل: نصر أو شهادة، وأي شهادة!
هدفكم مشروع ومطالبكم بسيطة ولكن المجرمين قد تجشعوا فحسبوكم دجاجاً في مضيعتهم الخاصة يقتل منكم من شاء ثم يرش لكم فتاة موائده متى يشاء ولمن شاء.
أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة.
قد جاء وقت الحساب والعقاب. يقتل من قتل أبناء شعبه.
أيها الشباب، فليروا منا ما كانوا يحذرون.
المطلب واحد ولا زال: يقتل من قتل أبناء شعبه.
باغتوه في قصر السيادة المغتصبة قصر قرطاج،
وتصيدوا بقية الجرذان -إن كان منهم من بقي في تونس-
وأقيموا لهم عرسهم: محاكمة شعبية ثورية عاجلة.

فتأخذوا بثأركم وبحقوقكم.
رابعاً: المجرم السارق يتقهقر تكتيكياً ويتلاعب بكم من خلال الإقالات وإطلاق سراح المعتقلين ربحاً للوقت:
إطلاق سراح المعتقلين:
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الثمانينات قد انتهج نفس التكتيك مع حركة النهضة الإسلامية، فأفرج عن القيادات وكل المساجين تقريباً، وما لبث أن إلتف عليهم جميعاً. فاسألوا عنهم أين هم الآن؟ من لم يمت في السجن تعذيباً وحشياً وقتلاً بطيئاً مبرمجاً، يعيش في المنفى منذ ذلك الحين. وقد ساعده في ذلك انتهاج المطلبية في العمل السياسي للحركة بدل رسم الأهداف لتحقيقها وعدم الحيد عنها. فبعد أن كان المطلب الأول "الإسلام هو الحل"، إنتهى بمطلب "إطلاق المساجين"... فنجح إلى حد ما في تحييد الحركة عن اهدافها وضربها وخدع الشعب لعقدين.
في الثمانينات، سجل المجرم السارق لم يكن معروفاً لدى الناس. والأن أيها الأهل؟ انكم تعلمون من هو. زعيم عصابة سرقة وإختلاس أموال وأملاك الناس، هو نفسه الذي أقام في عوائلنا المجازر وحول بيوتنا إلى مآتم. حول اهاليكم ثكالى وأرامل وأيتام. فلكم حجتين لا يمكن بعدها الإلتفات إلى تقهقره أوإعتباره تنازلاً أو نجاحاً، فأنتم لستم تطالبونه بشيء وإنما ستفرضون عليه ارادتكم، إرادة الشعب وسلطانه الذي لا يقهره غير القهار.
لذلك فإن الهدف من حركة الإحتجاج وهو كنس النظام الذي استباح دماء الأبرياء، واستحل أعراض الناس، وحرض على شعبه بوصمه بالإرهاب ومحاكمة عصابة اللصوص المجرمين الذين يطالبون بعودة تونس تحت الإستعمار العسكري المباشر، لا يجب أبداً الحيد عنه مهما كانت التضحيات. وهذا ليس مطلباً، فنحن لا نطالبه بشيء، بل هو هدف لا يجب أبداً إستبداله، ومن سقط فهو سيد الشهداء ومن أعتقل فسوف نحرره.
إقالة وزير الداخلية وتكتيك الإحتواء:
وتحليلاً لما قام به المجرم بن علي، فإن إقالة وزير الداخلية كان من أجل مسح يديه القذرتين الملطختين بدماء الأبرياء العزل، في حين أنه هو الذي يأمر بالقتل ولا زال. وهذا لا يبرئ ساحة وزير الداخلية ف"كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته"، ويجب أن يحاسب ويقام فيه حد الله.
ويميل التوجه الجديد لجزار شعبه إلى التقليل من إطلاق النار، أخذاً بتوجيهات فرنسية أمريكية، الشيء الذي لم تفلح فيه قوات "مكافحة الشعب" إلى حد هذه الليلة. وقد برز ذلك الفشل في عديد الأحداث عبر المدن فبعد تعيين الوزير الجديد اواخر صبيحة يوم الإربعاء، سقط ما لا يقل عن ثمانية شهداء بعد ظهيرة نفس اليوم منهم 5 ابرياء عزل في دوز وطفل في الثالثة عشرة من عمره، ثقيل سمع، تم قنصه في تالة.
وفي مدن أخرى، هربت "قوات مكافحة الشعب"، واستسلمت في مدينة جبنيانة -قرب صفاقس-. وفي سيدي بوزيد تمت محاصرة "قوات مكافحة الشعب" وافتكاك اسلحتهم، في حين طالب الجيش بإخلاء سبيلهم فاشترط الأهالي إلباسهم ملابس نسائية.
حضر التجول من الساعة 20:00 ليلاً إلى الساعة ال-5:30 صباحاً:
محاولة من المجرم الخائن سافك دماء الأبرياء، توريط الجيش فيما حدث وإشراكه في مجزرته البشعة، قام بفرض حذر تجول في منطقة تونس الكبرى -أي تونس العاصمة وضواحيها-. الجيش إلى حد الآن قد أطاع الأوامر، واستنفر كل قواه وإنتشر في كل المدن تقريباً وفي تونس الكبرى خصوصاً. ولكن المواجهات قد تواصلت هذه الليلة إلى وقت متأخر في أحياء تونس العاصمة. متحدين بذلك حالة حظر التجول. ولكن الجيش لم يتدخل إلى حد الآن.
الناس ينظرون إلى الجيش على أنه رمز للسيادة. ولكن الناس كذلك لم يعودوا يرون لزعيم عصابة سراق وسافك دماء الأبرياء من شرعية وأن مطلبهم الأساسي هو سحق نظام بن علي وإستبداله بنظام يحفظ لهم عزتهم وكرامتهم. ولذلك فإن الأهل مطالبون بالاعتناء جيداً بالعلاقة الجيدة أصلاً بين الجيش وبين الناس وعليهم أن يسيروا معهم لقلع عرش بن علي وتقديم الخائن لشعبه وزمرة نظامه العفن لمحاكمة ثورية عاجلة.
البلاد بلادنا، و"لا عاش في تونس من خانها"، ولا يحق لخائن الشعب أن يفرض شيئاً بعد خيانته وتقتيله للأبرياء العزل.
دلالات إعتقال أحد المعارضين:
إعتقال هذا المعارض كان أول إجراء قام به وزير الداخلية الجديد اثر تعيينه اليوم. وهو بذلك يعكس إستراتيجية جديدة. فما هي؟ المعارض المعتقل هو حمة الهمامي -زوج راضية النصراوي الناشطة الحقوقية- من حزب العمال الشيوعي الغير معترف به -وهو غير الحزب الشيوعي المعترف به-. نفس هذه الإستراتيجية قد اتبعها النظام في الثمانينات. وتقضي بمحاولة إبراز معارضة "غير معترف بها" وإثارة الإهتمام بها لدى الرأي العام، فالحزب "غير معترف به"، وبالتالي فهو "ضد النظام الحالي" وبالتالي فقد يتهيأ للبعض أنه حزب "جاد" ولذلك فهو محظور.
والذي لا يكاد يصدق أنه في هذا الزمن لا زال من بين ظهرانينا ملحدون ينتظمون في احزاب تدعو للكفر والإلحاد. ولكن لا علينا فذلك هو مستنقع السياسة الآسن العفن واصطبلات النخبة العربية، صناعة ستينات وسبعينات القرن الماضي الذي هو في تونس وفي أغلب البلاد العربية.
ولكن ما الغرض من هذه المسرحية؟ نحن نعلم أن هذا الحزب بكوادره وأعضائه، تسعه تاكسي، ولا يسمع له من المسلمين في تونس أحد. ف"معترف به" أو "غير معترف به" لا تزيد ولا تنقص من أمره شيئاً. العدم وهذا الحزب سيان.
الواضح أن الإحتجاجات قامت على خلفية مطلبية أساساً ولكن هذه الخلفية سرعان ما تسيست وأصبحت لها أهداف. والخلفية السياسية لهذه الأهداف تدفعها قيم ومباديء إسلامية. وهو ما يريب فرنسا وأمريكا خصوصاً بعد إتهام الخائن لشعبه بالإرهاب! فحتى يتم نشر الدخان على هذه الخلفية الإسلامية وتبعدها عن متناول المحتجين، تقوم السلطة اليوم بإعتقال حمة الهمامي، حتى يتم إبعاد الخلفية الإسلامية عن متناول الأهداف التي يتم رسمها لهذه الحركة.
خامساً: أصوات من تونس ومن خارجها تنادي بالتحقيق في المجازر التي ارتكبها خائن شعبه، فأي بله هذا؟:
هناك العديد من الأصوات التي ترتفع منادية بتحقيق دولي في المجازر البشعة التي اقترفها المجرم بن علي. وقد أطلت منظمة الأمم المتحدة المشؤومة برأسها منادية بالتحقيق.
ونعلم أنه أينما تدخلت قوى الإستعمار وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة المشؤومة، في شؤون بلد، تحل به المصائب ويدخل في دوامة العنف أو الإستعمار المباشر.
أليست الرأسمالية الجديدة هي "رأسمالية الكوارث" كما عرفها عديد المفكرين. ففي "رأسمالية الكوارث"، الحروب هي من الأعمال "بيزنس". لذلك فإن القوى الدولية التي تدخل في بلد ما بحجة التحقيق أو المساعدة الإنسانية أو أي ذرائع أخرى انما هي في حقيقة أمرها تدبر مردودية "المشروع" وتحقيق الأهداف الإستعمارية.
شعب تونس شعب ذو سلطان، وله قضاته الأكفاء ولا يمكنه أبداً أن يقبل بأي تدخل أجنبي تحت أي ذريعة كانت. شعب تونس سيفرض ارادته وسيصل إلى قصر قرطاج ويستجرج الجرذ الكبير المجرم الخائن لمحاكمته ثورياً والقصاص منه لكل الشعب.
خالد زروان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.