قال معارضون ليبيون، الخميس 14-4-2011، إن هجوما صاروخيا شنته القوات الحكومية فجرا على منطقة سكنية في مدينة مصراتة أوقع 23 قتيلا، بينهم ثلاثة مصريين، محذرين من حدوث "مذبحة" في المدينة من جراء القصف المستمر لقوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في ظل غياب "مخزٍ" من قوات تحالف "الناتو". وقال متحدث باسم المعارضة: "80 صاروخا أطلقتها كتائب القذافي على مصراتة (المعقل الوحيد للثوار في غرب ليبيا) أسفر عن 23 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى"، بحسب وكالة أنباء "رويترز".
وأضاف: "القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال.. وعلمنا الآن أن ثلاثة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم".
وحذرت المعارضة الليبية من "مذبحة" وشيكة في مدينة مصراتة على أيدي قوات القذافي إذا لم يشدد حلف شمال الأطلسي (الناتو)غاراته الجوية على القوات الحكومية، وقالت إن وسط المدينة يتعرض لقصف مستمر وسط موقف "مخزٍ وغير مبرر" للناتو الذي يبدو وكأنه "يقف متفرجا" أمام تساقط المدنيين.
"حجج مقنعة"
وردا على هذا التحذير من حدوث مذبحة والنداء بالتدخل الفوري من جانب الناتو قال وزير خارجية إيطاليا، فرانكو فراتيني، إن "بلاده ستدرس طلب من قوات المعارضة الليبية المسلحة بأن تفتح قواتها النار خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي في ليبيا.. لكن عليها أولا أن تستمع إلى حجج مقنعة".
وأضاف فراتيني في مقابلة صحفية أجرتها جريدة "أيل سول 24 أور" الإيطالية: "اعتذرت إيطاليا للشعب الليبي عن الفظائع التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الفاشي وبالتالي فإنه إذا وقعت خسائر بين المدنيين بسبب أي عمليات قصف نقوم بها فهذا سيكون أمرا خطيرا جدا".
وبحسب فراتيني فإن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي
المعارض سيزور روما الجمعة للاجتماع مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وأنه "إذا قدم لنا الليبيون حججا قوية فستتخذ الحكومة قرارا".
وسمحت روما لقوات حلف شمال الأطلسي باستخدام عدد من قواعدها العسكرية لتنفيذ عملياته العسكرية في ليبيا، وساهمت بثماني طائرات في المهمة، لكنها لم تشارك إلا في عمليات الاستطلاع والمراقبة. وكانت الحكومة قد أعلنت أن طائراتها "لن تفتح النار".
وتأتي تصريحات فراتنيني في وقت تزداد فيه الضغوط على حلف شمال الأطلسي لأن يتدخل بشكل أكثر وقوة وفعالية في ليبيا ضد الهجمات التي تشنها القوات الموالية للقذافي على معاقل الثوار.
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الخميس "إن التحالف سوف يزيد من عزلة حكومة القذافي والتضييق عليه من خلال تجميد الأصول وإجراءات أخرى"، دون أن تشير لإمكانية شن عمليات عسكرية للناتو على معقله مباشرة .
ولاقى أداء الناتو في ليبيا انتقادات حادة من عدة دول غربية، ومنها روسيا، التي اتهمت الحلف، على لسان رئيسها دميتري مدفيديف "بالفشل في السيطرة على الوضع الداخلي بليبيا بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على بدء مهمته".
وأوضح الرئيس الروسي أن "قرار الأممالمتحدة حول ليبيا لم يسمح باستخدام القوة العسكرية، محذرا من تجاوز الصلاحيات المنصوص عليها في قرار 1973".
وقال مدفيديف في حديث صحفي بعد قمة عقدها في جنوب الصين بمشاركة رؤساء دول البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين، الخميس "قرارات مجلس الأمن يجب أن تطبق بحرفيتها"، وتساءل: "ماذا كانت نتيجة التصويت حول ليبيا في مجلس الأمن؟.. النتيجة كانت شن عملية عسكرية، والقرار لا يقول شيئا في هذا الخصوص"، مشيراً إلى أن "كل مجموعة الدول الناشئة متحدة في هذه المسألة".
كارثة إنسانية
وعن الوضع الإنساني في مصراتة، دعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري، إلى وقف إطلاق النار وصولا لهدنة تستمر أياما حتى يمكن إجلاء الجرحى والمرضى وتوفير المساعدات الطبية والإنسانية للمحاصرين في مصراتة وسائر المدن الليبية.
وقال الجزائري في بيان صحفي: "المنظمة تدعو المجتمع الدولي والهيئات المانحة لتوفير الدعم الفوري لمواطني مصراتة لوقف تدهور الأزمة الإنسانية عما هي عليه".
وأشار إلى أن مصراتة تواجه وضعا صحيا "بالغ التدهور"، لافتا إلى "أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن هذا الوضع يعرض أرواح الآلاف من المدنيين، كما ينذر في حالة استمراره على هذه الوتيرة بمزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية هناك". مصدر الخبر : مواقع وشبكات إخبارية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=16886&t=ثوار ليبيا:"مذبحة" منتظرة بمصراتة والناتو "يتفرج"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"