حدث تاريخي وغير مسبوق ، "اعتقال مبارك وأسرته وحكومته ورموز نظامه من كبار النافذين ورجالات المال وجنرالات الأمن وفرق المولاة من الإعلاميين كهنة المعبد " حدث واقعي يفوق كل الأحلام والأوهام والطموحات ، حدث لم يخطر ببال أكثر المتفائلين من شعب مصر كما لم يخطر ببال أكثر المتشائمين من رجالات النظام ، حدث يعطي العديد من القراءات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها : ** استمرارية نجاحات الثورة بتحقيق خطوة نوعية في مرحلة العدالة والتطهير وفي المقابل تراجع فلول النظام التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة ** تأكيد حضارية وسلمية الثورة في التعامل القانوني والإنساني مع مبارك وأسرته فلم تقتحم قصورهم بزوار الفجر كما فعلوا بالمعارضين ولم يعيشوا ظروف احتجاز غير إنسانية ولم تتم إحالتهم لمحاكم عسكرية ** مصداقية ووطنية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وانحيازه لمطالب الشعب وانهيار محاولات التشكيك والوقيعة التي راهن عليها بقايا ونفايات النظام البائد ** رسائل وإنذارات لكل نظم الاستبداد والفساد والقمع من الملوك والرؤساء والأمراء بأن دوام الحال من المحال وان يوم الحساب ليس ببعيد ، ورسائل تطمين لكل الشعوب المقهورة أنه ما عليكم إلا أن تريدوا الحياة فيستجيب القدر ** أن ما يعانيه مبارك وزمرته اليوم هو إفراز طبيعي لما كسبت يداه من اعتقال مئات الآلاف من المصريين الشرفاء وقتل الآلاف من المواطنين البرءاء ** رهان الدول الغربية صاحبة المصالح في المنطقة على نظم الاستبداد والفساد والقمع رهان خاسر ، وأن دعمهم سلوك غير أخلاقي ولا قانوني ، والشعوب أبقى ** الكيان الصهيوني سوف يعاني المزيد من إشكالات الحدود والوجود سواء بسواء وعليه مراجعة حساباته التي أثبتت التجارب أنها كانت وما زالت خاطئة ** أن سنن الله غلابة وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب بل يناديها الملك الجبار "بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"فكان الحين ثلاثون عاماً مع دعاء ملايين المظلومين وأخيراً .... رغم كل ما ارتكبه هو وغيره مازالت فرصة التوبة متاحة طالما على قيد الحياة شرط الاعتذار عما قدمت يداه وأن يتطهر برد المظالم لأصحابها محمد السروجي كاتب مصري