قال مركز سواسية السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت 12 مدنيا على الاقل السبت اثناء مشاركتهم في جنازات لتشييع محتجين مطالبين بالديمقراطية قتلوا الجمعة. وقالت المنظمة المستقلة ان قتلى يوم السبت سقطوا في دمشق ومناطق محيطة بها وقرب قرية ازرع في جنوب سوريا. وقال ناشط طالب عدم كشف اسمه ان "قوات الامن اطلقت النار بالرصاص الحي على الاشخاص الذين كانوا يتوجهون من المناطق المجاورة لدرعا الى عزرا للمشاركة في التشييع وقتلخمسة أشخاص على الاقل هما ياسر نصيرات وجمال قنبر". وفي دوما قرب دمشق قتل خمسة أشخاص على الاقل برصاص "قناصة" متمركزين على سطوح المباني اثناء تشييع ضحايا تظاهرات الجمعة التي اوقعت ثمانين قتيلا على الاقل، بحسب ما افاد شهود. واكد شاهد وناشط حقوقي في دوما على مسافة 15 كلم شمال العاصمة السورية انه تم اطلاق النار خلال جنازة في المدينة ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى على الاقل وجريح. وقالا ان "قناصة" متمركزين على سطوح المباني اطلقوا النار على عشرات الاف الاشخاص المتوجهين الى مسجد المدفن. وقال ناشطون ان ثلاثة أشخاص على الاقل قتلوا برصاص قوات الامنخلال تشييع متظاهرين في دمشق. واعلن نائبان سوريان هما خليل الرفاعي وناصر الحريري السبت استقالتهما مباشرة عبر قناة الجزيرة احتجاجا على القمع الدموي للتظاهرات في سوريا. كما اعلن مفتي درعا رزق عبد الرحيم ابازيد السبت استقالته مباشرة عبر قناة الجزيرة الفضائية. وقال المفتي "لا بد من تلبية جميع الطلبات" التي يريدها الشعب السوري الذي خرج الى الشوارع منذ منتصف اذار/مارس مطالبا باصلاحات. وكان آلاف السوريين طالبوا السبت "باسقاط النظام" أثناء جنازات عدد من المحتجين الذين قتلتهم قوات الامن السورية خلال احتجاجات مطالبة بالديمقراطية. وأقيمت الجنازات في دمشق وإحدى ضواحيها على الاقل وفي ازرع حيث ردد المشيعون هتافات تطالب باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وتصفه بالخائن. وكان تجمع لناشطين يتولى تنسيق المظاهرات قال ان قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس بشار الاسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الاقل يوم الجمعة. وقالت لجنة التنسيق المحلية انهم قتلوا في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتى حمص وحماة ودمشق وقرية ازرع. وكان هذا حتى الان ادمى يوم خلال شهر من المظاهرات المطالبة بالحريات السياسية وانهاء الفساد في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وقال ناشط ان التوتر خيم على العاصمة دمشق السبت وظل كثيرون من الناس في منازلهم. وأضاف "واليوم تخرج الجنازات ونحن قلقون من أن يراق المزيد من الدماء أثناء الجنازات مما سيؤدي الى مزيد من الاحتجاجات ومزيد من القتل". وقال "يشبه الامر كرة الثلج التي تكبر وتكبر كل أسبوع. الغضب يزيد والشارع يغلي". وادان الرئيس الأميركي باراك اوباما العنف الذي وقع الجمعة واتهم الاسد بالسعي للحصول على مساعدة من ايران. وقال اوباما في بيان "لابد من وضع نهاية الان لهذا الاستخدام المفرط للعنف لاخماد الاحتجاجات". وأضاف "بدلا من الانصات لشعبه ينحى الرئيس الاسد باللائمة على اطراف خارجية في الوقت الذي يسعي فيه للحصول على مساعدة ايرانية لقمع المواطنين السوريين". ودان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه السبت "القمع العشوائي والعنيف" في سوريا غداة سقوط ما لا يقل عن ثمانين قتيلا الجمعة في تظاهرات ودعا السلطات السورية الى "التخلي عن استخدام العنف". واعلن الوزير في بيان ان "فرنسا تدين اعمال العنف الشديدة التي تمارسها قوات الامن السورية والتي ادت الى مقتل العديد من المتظاهرين المسالمين في 22 نيسان/ابريل" مؤكدا انه "لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ومرتكبيها". واضاف ان "هذا القمع العشوائي والعنيف يتناقض مع رفع حال الطوارئ وندعو بالحاح السلطات السورية الى التخلي عن استخدام العنف واحترام حقوق مواطنيها وحرياتهم الاساسية طبقا لالتزاماتها الدولية وخاصة الحق في التظاهر سلميا وحرية الصحافة". ودعت روسيا الى تسريع الاصلاحات في سوريا التي تقيم معها علاقات وثيقة منذ زمن طويل والتي تشهد حاليا تظاهرات تقابلها السلطات بقمع دموي. واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان موسكو "تعرب عن قلقها من تصاعد التوتر والمؤشرات الى مواجهات تتسبب في معاناة ابرياء". واضافت الوزارة "اننا مقتنعون بقوة بان وحده الحوار البناء وتسريع الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على نطاق واسع كما اقترحت القيادة السورية كفيل باتاحة تنمية مستقرة وديمقراطية". وسقط اكثر من ثمانين قتيلا بالرصاص في سوريا الجمعة عندما فرقت قوات الامن السورية تظاهرات حاشدة في احد الايام الاكثر دموية منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد السلطات في سوريا، وذلك غداة صدور مراسيم اصلاحية بينها خصوصا انهاء العمل بحالة الطوارئ. والذين قتلوا يوم الجمعة كانوا من بين عشرات الالاف الذين نزلوا الى شوارع مدن ومناطق ريفية في شتى انحاء سوريا مطالبين باسقاط النظام وهي مطالب تعززت خلال الاسابيع الاخيرة. ومضت احتجاجات الجمعة قدما على الرغم من قرار الاسد في الاسبوع الماضي بالغاء قانون الطواريء المطبق منذ ان سيطر حزب البعث على السلطة قبل 48 سنة. وقال بيان للجنة التنسيق المحلية ان الغاء قانون الطواريء عديم الجدوى دون اطلاق سراح الاف المعتقلين السياسيين وحل جهاز الامن. وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات قال النشطاء ان انهاء احتكار حزب البعث للسلطة واقامة نظام سياسي ديمقراطي امر اساسي لانهاء القمع في سوريا. وتجاهل الاسد (45 عاما) الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن بسلطة مطلقة في سوريا مطالب بتغيير النظام الاستبدادي الذي عفا عليه الزمن والذي ورثه عندما خلف والده الراحل الرئيس حافظ الاسد في عام 2000. وقال نشطون حقوقيون انه بأعمال العنف التي وقعت يوم الجمعة ارتفع الى نحو 300 عدد القتلى منذ اندلاع الاضطرابات في 18 مارس اذار في مدينة درعا بجنوب سوريا. واجتاحت الاحتجاجات سوريا من بلدة بانياس المطلة على البحر المتوسط الى بلدتي دير الزور والقامشلي في الشرق. وفي دمشق أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو ألفي محتج في حي الميدان. وقالت منظمة العفو الدولية ان السلطات السورية"ردت من جديد بالرصاص والهراوات على النداءات السلمية من اجل التغيير". وقال مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا "عليها (السلطات السورية) ان توقف فورا هجماتها على المحتجين السلميين وان تسمح بدلا من ذلك للسوريين بالتجمع بحرية مثلما يطالب القانون الدولي". وقال التلفزيون السوري ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 28 اخرون من بينهم افراد من الجيش في هجمات لجماعات مسلحة في ازرع. واضاف ان جماعة مسلحة هاجمت قاعدة عسكرية في ضاحية المعضمية بدمشق.