أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن اهتمام التونسيين اليوم بالحياة السياسية يعكس تطلعهم إلى مشاركة أفضل في الشأن العام. كما أكدت تلك النتائج رغبة المجتمع التونسي في مزيد من الشفافية والديمقراطية في ما يتعلق بتصريف شؤون البلاد من خلال اختيارهم بأغلبية ساحقة للنظام البرلماني. وأفادت نتائج الاستطلاع الذي أنجزه معهد البحوث الإحصائية وتحليل المعطيات استيس" بالتعاون مع مكتب أبحاث التسويق "ميادين" وشمل عينة من 1828 شخصا، أن 62 بالمائة من المستجوبين معرفتهم بالمشهد السياسي ضعيفة في حين أن معرفة 27 بالمائة بهذا المشهد متوسطة. وصرح 36 فاصل 5 بالمائة أنهم لا يعرفون أي حزب في تونس ولو مجرد اسمه، في حين يعرف 30.3 من العينة بين حزب وثلاثة أحزاب مقابل 11 فاصل 3 بالمائة يعرفون على الأقل 10 أحزاب. وأكدت نسبة 68.2 بالمائة من العينة المستجوبة عدم رضاها عن عدد الأحزاب السياسية في تونس اليوم كما أن 64.6 بالمائة غير راضين عن نجاعة هذه الأحزاب. وأفادت نتائج الاستطلاع التي تم تبويبها وفق ثلاثة محاور رئيسية هي "الوضع الحالي بالبلاد" و"الثورة وعلاقتها بالصحافة ووسائل الإعلام" و"التوجهات السياسية للتونسيين"، أن نسبة 41.4 بالمائة من العينة المستجوبة تعتبر أداء الحكومة المؤقتة متوسطا مقابل 28 فاصل 8 بالمائة تراه "محدودا"، في حين وسمت نسبة 46.2 بالمائة من المستجوبين أداء الوزير الأول في الحكومة الانتقالية يتميز ب"نجاعة كبرى". كما أبرز الاستطلاع الذي أنجز خلال الفترة من 4 إلى 11 نيسان- ابريل الجاري أن 43.7 بالمائة من المستجوبين يرون أداء رئيس الجمهورية المؤقت "ضعيفا" مقابل 36.2 بالمائة "أداء متوسط" و20.1 بالمائة "نجاعة كبرى". على صعيد آخر أفادت نتائج الاستطلاع "باب التوجهات السياسية" أن 56 بالمائة من المستجوبين يميزون بين النظام الرئاسي والنظام الجمهوري مقابل 44 بالمائة لا يعرفون الفرق بينهما. وعبرت نسبة 74 بالمائة من هذه العينة عن تفضيلها للنظام البرلماني مقابل 26 بالمائة للنظام الرئاسي. ويبرز الاستطلاع أن 76 بالمائة من التونسيين كانوا في انقطاع تام عن السياسة قبل الثورة. وقد تغيرت هذه النسبة ليصبح 55 بالمائة منهم مهتمين بالسياسة بعد ثورة 14 كانون الثاني- يناير. وفي ما يتعلق بمحور "الثورة وعلاقتها بالصحافة ووسائل الإعلام"، تفيد المعطيات أن 91.4 بالمائة من التونسيين أصبحوا يهتمون بالأخبار مقابل 42.5 بالمائة فقط قبل الثورة. ويرى 93 بالمائة من المستجوبين من بين قراء الجرائد والمجلات أن هذا السلوك نابع من الظروف التي عاشتها البلاد طيلة الأسابيع الفارطة. وتشير النتائج إلى أن 83.2 بالمائة من العينة المستجوبة يرون أن الصحف التونسية كانت فاقدة للمصداقية قبل الثورة واسترجعت بعدها ثقة 41.3 بالمائة من القراء وبقي 23.3 بالمائة على رأيهم السلبي في الصحافة التونسية. واعتبر 46.4 بالمائة من التونسيين أن البرامج الحوارية التلفزونية ما تزال بعيدة عن تطلعات المشاهدين، مقابل 29.2 بالمائة يرون أنها غير مجدية في الوقت الراهن في حين أن 24.4 راضون عن هذه البرامج. من ناحية أخرى أفاد الاستطلاع أن 13.7 بالمائة من المستجوبين يرون أن الوضعية الحالية للبلاد لم تشهد أي تغيير. ويعتبر 66.1 بالمائة أن تطور الوضع بالبلاد خلال المستقبل القريب غير واضح. ويعتبر 55.2 بالمائة من العينة المستجوبة أن تونس اليوم قريبة من المجتمعات الغربية مقابل 44.8 يرون أنها قريبة من المجتمع العربي الإسلامي.