قال الأستاذ عبد الباري عطوان للشروق اليومي إن لقاءه بأسامة بن لادن أحدث له الكثير من المشاكل بل والكوابيس بسبب التأويلات التي تبعت اللقاء، ولكنه غير نادم على إجراء هذا الحوار الذي كلفه خسائر معنوية وحتى مادية كثيرة، لأنه من صميم المغامرة الإعلامية، وتساءل لماذا قبل الغرب لقاء الإعلامي البريطاني روبير فيسك مع أسامة بن لادن ورفض لقاء صحفيا أجراه عربي مع أسامة بن لادن.. * يذكر أن عبد الباري عطوان التقى بأسامة بن لادن في رحلة غريبة الأطوار ومثيرة في تفاصيلها في خريف 1996، حيث تأجلت عدة مرات وكانت بطلب من زعيم تنظيم القاعدة الذي لم يبلغ حينها الشُهرة التي تمتع بها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 .. وتزامن سفر عبدالباري عطوان إلى أفغانستان لملاقاة زعيم العرب الأفغان، كما كان يسمى مع اشتداد الحرب الأهلية الأفغانية ومع تقدم طالبان وزحفهم نجو جلال أباد، ولم يكن حينها أسامة بن لادن إلا مجرد متهم بالمشاركة في تفجيرات مدينة الخُبر بالمملكة العربية السعودية التي طالت قاعدة عسكرية أمريكية عبر شاحنة ديناميت قضت على 19 جنديا أمريكيا، ولكنه كان منبوذا من الروس الذين حاربهم في افغانستان ومن الأمريكان أيضا.. عبد الباري عطوان الذي كان في سن 46 فقط خلال لقائه بأسامة بن لادن اعترف بأن رحلته البرية في جبال أفغانسان كانت منهكة جدا، خاصة أن زعيم تنظيم القاعدة في وجبة العشاء لم يُكرّمه بأكثر من بطاطا مقلية وبعض البيض والخبز الرديء فبات على الطوى ونام على سرير لم ينظّف منذ عقدين وتحت أنغام التفجيرات ووسط حقل مليء بالقنابل والرشاشات.. أسامة بن لادن استقبل عبد الباري عطوان باسما، وتحدثا عن أشياء كثيرة رفض زعيم تنظيم القاعدة تسجيلها مازالت من الأسرار التي رفض عبد الباري عطوان كشفها، في الوقت الذي كانت زيارته مغامرة إعلامية قال عبد الباري أنه لو سنحت مرة أخرى لكررها من دون تردد. *
