رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلا عبد الباري عطوان يا عادل إمام..: عبد الحفيظ خميري


مدير مجلة أجيال
تتواصل حملات الأقلام المحمومة والمقالات المسمومة هجمتها ضد عبد الباري عطوان من طرف الصحافة المأجورة في مصر.. صحافة الصالونات والفنادق وبيع الذمم لمن يدفع أكثر.. الصحافة التي تستهلك الملايين من خزينة الشعب ولكن رغم ذلك جمدت المشهد الإعلامي في مصر وساهمت في تكريس الأحادية وتهميش بقية أطراف المعارضة ولكن ذلك لا يغير في المشهد شيئا فهذه الأقلام المأجورة مسكونة بولائها للسلطة وكرهها لكل ما هو إسلامي.. ومن بين هؤلاء أسامة سرايا رئيس تحرير "الأهرام" ومحمد علي إبراهيم رئيس تحرير "الجمهورية" وعبد الله كمال رئيس تحرير "روزا ليوسف" وممتاز القط رئيس تحرير "أخبار اليوم" وكثير من رؤساء تحرير الصحف والمجلات الأسبوعية.. ولا يهمنا شأن هؤلاء طالما أن مصر تزخر بأقلام حرة ونزيهة وشجاعة من أمثال الأستاذ فهمي هويدي و إبراهيم عيسى وعادل حموده ووائل الإبراشي و عبد الحليم قنديل وأمثالهم كثيرون... ولكن الغريب هو دخول الفنان الكوميدي عادل إمام على الخط مستهدفا هو الآخر عبد الباري عطوان.. فيبدو أن الزعيم تجاوزته الأضواء إلى حرب غزة فأراد أن يدلو بدوله لا بطريقة الفنان الذي طالما أحببناه وأحببنا فنه وإنما بطريقة رعاة البقر.. فقد صرح لموقع "العربية. نت" والطيور على أشكالها تقع متهما المقاومة الفلسطينية متبنيا وجهة النظر الإسرائيلية حيث أنه حمل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية الخراب والكوارث الإنسانية والمادية التي لحقت بغزة خلال الحرب. واعتبر فنان الجماهير في تصريحاته المخزية أن المقاومة الفلسطينية في غزة منيت بهزيمة فادحة في الحرب الأخيرة، وأن قادة حركة "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية يجاهدون من مواقعهم وهم في فنادق الخمس نجوم. ولم يتوقف عند حماس وعبد الباري عطوان بل تطاول على وعي الجماهير في هبتها وقوفا مع غزة.. الجماهير العربية التي جعلت منه صاحب الملايين يتطاول عليها عادل إمام في انتصارها للدماء المسفوكة والأشلاء المبعثرة..

إلا عبد الباري عطوان يا عادل إمام :
لم يتوقف الزعيم عند حماس بل تطاول لسانه ليهاجم عبد الباري عطوان باللهجة العامية المصرية التي لم توفقه هذه المرة ليستولي على إعجاب الناس فقد قال : "عطوان يكره مصر فيما يمكن أن نسميه بالكره المرضي، لدرجة أنك لو سألته الساعة كام ؟ هيقولك مصر خاينة.. ولو سألته أخبار صحتك إيه ؟ هيقولك أنا كويس لكن مصر عميلة". ويبدو أن الدور الذي مثله عادل إمام هذه المرة في مسرحية الخزي والنذالة لم يحقق له أرباحا وفؤائد بالملايين والشعب المصري أغلبه جوعان ولم تصعد به في سلم الشهرة بل نزلت به سبعين خريفا في أوحال الوقاحة والخيانة لعروبته وجماهيره.. لقد انقلب السحر على الساحر وعبر موقع العربية نفسه انهالت عليه الردود ضربا بالنعال واتهاما له بالخيانة والجبن هذه المرة..
لقد نسي عادل إمام أن الصحافة التي عبد الباري عطوان رئيس تحرير "القدس العربي" واحد من فوارسها لها دورها في فضح الدور التعيس الذي لعبته الحكومة المصرية.. فعبد الباري يحب مصر ولم يتهجم عليها.. وكل عربي حرّ يعشق مصر أرضا وشعبا ولا ينكر موقعها ولا يستثني دعمها للقضايا العربية.. ولكن هذا لا يمنع أن يستنكر كل عربي ومسلم الدور المخزي التي لعبته الدبلوماسية المصرية في تعاطيها مع قضية غزة..
كلنا نحب مصر رمز العروبة والإسلام ونريد لها دائما أن تحافظ على دورها التاريخي في قيادة الصف العربي.. مصر النضال والمقاومة مصر الفن والعلوم مصر التاريخ والثورة وليست مصر التي تصدر الغاز لإسرائيل وتخنق شعب غزة وتحول بوابة رفح إلى بوابة العذاب..
مسرحية أقل ما يقال فيها أنها مفبركة بغباء وذلة: وزيرة الخارجية الإسرائلية تتوعد حماس من قلب القاهرة ثم بعد يومين تغطي الطائرات الصهيونية سماء غزة وتمطر أهلها موتا وحرقا وقصفا وخرابا طيلة ثلاث أسابيع.. فجأة يقوم الرئيس حسني مبارك ويأمر إسرائيل في خطاب ناري أن تتوقف عن هجومها ومن الغد يوافق رئيس الوزراء إيهود أولمرت على ذلك احتراما لرغبة الرئيس المصري.. فإذا كان صوت مبارك مسموعا إلى هذه الدرجة عند الإسرائيليين فلماذا لم ينهاههم منذ اليوم الأول للهجوم عن ممارسة إجرامهم في حق شعب أعزل جائع ومحاصر؟!!!! إذا كان الرئيس مبارك بهذه القوة ولم يتدخل لحماية سكان غزة فوالله إن كل الدماء التي سفكت بغير حق ستكون خصه يوم القيامة..
عادل إمام كيف لا يغضب عبد الباري لهذه المجزرة والمحرقة لشعب غزة وحكومة مصر تلعب دور العمالة والتواطؤ ثم يغلقون معبر رفح في أيام العدوان ويمنعون الأطباء من دخولها ؟.. إن الذي تهجمت عليه هو عربي غيور على عروبته و مسلم غيور على دينه وفارس من فوارس السلطة الرابعة.. لا سلطان عليه إلا ضوابط العمل و لا متحكم فيه إلا أخلاقيات المهنة و لا رقيب عليه إلا شرف الرسالة و ثقل المسؤولية..
صحافي صريح حين يهمهم الآخرون و كاتب وفي لما يكتب.. عميق في وطنيته و تعلقه بوطنه.. محب لمهنته متنور ومتجدد ومثقف ويكتب ما يمليه عليه ضميره و رسالته التاريخية وليس مثقف سلطة يكتب ما تمليه عليه السلطة أو من يدفع أكثر.
إن الإعلام رسالة وصدق ونزاهة ومبدئية في عرف عبد الباري عطوان.. فهو فارس الكلمة وسيدها.. وإنني وأنا أتابعه من خلال قناة الجزيرة أحس أن الكلمة التي ينطقها رصاصة مدوية في عمق المعركة لأنها تخترق جسد الأعداء وتلهب حماس المقاومين وتوقظ الشعوب من غفوتها..
ما وجدنا مثل عبد الباري أكثر قدرة على الصراحة و قول الحقيقة و كشف السلبي و ذكر التجاوزات في كل ما يكتب أو كلما استضافته قناة عربية أو غربية.. برئاسته أصبحت جريدة القدس العربي منبرا حرا يصدع بقول الحق في شجاعة ومسؤولية.. و بأسلوب جريء وهو يتحرك بأخلاق عالية في كل ما يكتب.. لا يتواني في القيام برسالته على الوجه التام.. محترما لها.. يقول كلمة الحق بكل حرية و بدون مجاملة خدمة للشعب و دعما لمصداقية الإعلامي و ثوابت العمل الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة و النفاق و التغطية عن التجاوزات و المظالم و الفساد هذا هو دور الإعلام الحر النزيه..
إلا عبد الباري عطوان كاشف جرائم الغزاة :
عبد الباري عطوان لا يجامل مثلما يجامل غيره من الصحفيين فهو من أبرز من يضع النقاط على الحروف ويبين مواطن الخلل والضعف في الجهاز العربي الرسمي ولأنه كذلك فقد أحبه الجميع دون استثناء وكرهته الحكومات والأنظمة وكرهه الصحافيون النفعيون المصطادون أسماكهم في مياه الحكام العفنة..
إنه وجه من وجوه إعلامنا الحر الأصيل.. لا يستمع إلا لضميره الحي النابض ولا يبيت ليله يحسب كم سيتقاضى على المقال من هذا الحاكم أو ذاك الأمير بعد أن أطرى وجامل ومدح..
إن تاريخ الرجل ومواقفه وكتاباته ومقابلاته كفيلة بأن تدافع عنه. وتقف تجاه ما يتعرض له من المؤسسة الإعلامية المصرية الرسمية.. إنه الوحيد من قلب الغرب من يتكلم بكل شجاعة عن القاعدة دون أن يخشى اللوبيات الصهيونية أو الحملة الأمريكية ضد الإرهاب.. عندما يتحدث عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري يتحدث بكل أدب بل ويسمهما بالشيخين.. وكم تساءلت بيني وبين نفسي وأنا الذي يعيش في الغرب:
من أين تأتي قوة عبد الباري عطوان وفي مجتمعاتنا الغربية عصابات صهيونية تترصد أصحاب الضمائر الحية الذين لا يتورعون في كشف إرهاب الدولة الصهيونية ؟
فكان الجواب أن قوة عبد الباري عطوان تأتي من شفافيته وقوة إيمانه بقضية شعبه مثله مثل الرسام ناجي العلي والشاعر مُعين بسيسو الذين قتلهم الموساد.. وكم أخاف على عبد الباري من رصاصة غادرة تصيبه في ظهره وهو يصدع بالحق ويعري الصهيونية ويرفع عنها ورقة التوت..
عبد الباري كان حاضرا بكتاباته وتعليقاته في القنوات التلفزية في فلسطين وأفغانستان وكان حاضرا في العراق والشيشان وكان حاضرا في الصومال وكل الحروب التي دارت في أرض العروبة والإسلام كان صوتا متميزا وفريدا يندد بجرائم المحتلين ويكشف كذبهم ونفاقهم وتبجحهم بحقوق الإنسان.. هو صاحب القلم الذي لا يتعب وهو يناصر قضايا الأمة وينتصر للمساجين في السجون العربية وللمنفيين والمستضعفين..
يا زعيم يا أستاذ عادل إمام انظر فيما يكتب عبد الباري عطوان.. اقرأ وافهم وتعلم حتى عندما تتطاول على رمز من رموز الإعلام العربي والغربي أيضا تعرف كيف تتكلم وتعرف ما تقول..
هو رجل ظل يرصد على صفحات القدس العربي جراحات الأمة وعذاباتها من أفغانستان إلى العراق إلى الصومال إلى فلسطين إلى التنديد بظلم أغلبية الحكام العرب وخياناتهم.. انه الرجل الذي يقف مع الحق ومع العدالة ومع الحرية دون خوف أو حسابات ضيقة شخصية كما هو الشأن بالنسبة لك..

إلا عبد الباري حبيب الجماهير:
قل ما شئت فشعوبنا العربية هي وحدها من تحكم ولقد حكمت عليك أما عبد الباري فهو رمز وصاحب قلم وصوت لا يمكن أن ينال منه تهريجك ولا موجة الهجوم التي أطلقتها الصحافة الرسمية المصرية.. هو رجل الإعلام النزيه.. الذي لا يجامل ولا يهادن ولا ينظر إلى مصالحه الخاصة وماذا سيربح وماذا سيخسر من هذه القضية أو تلك.. ولأنه رجل الحق والصوت المميز فقد أحبه كل الناس بشتى توجهاتهم..
القومي يحب عبد الباري عطوان.. واليساري يحب عبد الباري عطوان.. والإسلامي يحب عبد الباري عطوان.. والمواطن البسيط يحب عبد الباري عطوان.. وكل الناس الطيبين والكادحين أيضا يحبون عبد الباري عطوان.. والشعب المصري يحب عبد الباري عطوان.. وأحرار مصر يحبون عبد الباري عطوان.. إلا المستبدين والجبناء والعملاء والمطبعين وأصحاب المصالح وأعداء الوطنية والمبادئ وأعداء الأمة من أمريكا وإسرائيل هم فقط يكرهون رئيس القدس العربي وينقمون عليه لأنه شريف لا ينقع في نجاسة الحكام مثلما ينقع العشرات من الصحافيين..
إن حب الجماهير لعطوان ليس لأنه يوزع عليهم الأموال أو يغرقهم في متاهات المسلسلات المكسيكية والتركية ومسابقات "ستار أكادمي" مثلما يفعل بعض أصحاب الصحف وبعض الفضائيات ورجال الأعمال والأمراء ورجال السياسة من الحكام والوزراء في مجتمعاتنا العربية حين يوزعون المال من أجل شراء الضمائر والذمم.. بل لأن كلام عبد الباري يخرج من القلب فتستقبله القلوب الأخرى.. إنه متى تكلم تكلم بصدق ونطق بحق.. لأنه يتكلم على ألسنة الشعوب ويكشف عن جراحات قلوبهم ويبسط مشاكلهم ويعري استبداد حكامهم ويتصدى لعدوهم.. ولا يتورع في قول الحق مهما كان الثمن.. هو ليس مثلك يغرس رأسه في رمال الوقاحة وقلة الضمير فبدل أن تكون سفيرا للشعوب أصبحت تابعا للأنظمة المتواطئة مع العدو..
هو لم يتورع عن قول الحق مثلما تورعت أنت عنه يا عادل إمام يا زعيم يا متشدقا بقيم العروبة والوحدة والنضال ولما جد الجد نطقت كفرا وتقيأت سما زعافا.. لقد أحببناك في مسرحية "الزعيم "وفي أعمال أخرى لأنك كنت تتكلم بلسان المواطن البسيط وتزرع البسمة على الشفاه المكلومة وتنقد وتمثل أدوار البطولة والثورية ولكنه كلام في كلام لأنه لما احتاجتك الأمة لم تجدك ويا ليتك كنت اختفيت عن الأنظار بل وجدناك في صف العدو تتبنى وجهة نظره في تبرير عدوانه على غزة فلا نامت عين الجبناء..
اليوم تتراجع وتتراجع وتسقط في خيار السلطة التي بت أسيرا تخاف منها حتى لا تفتح لك الملفات وتدفع الضرائب.. بينما ذات يوم ثرت على هذا الظلم في فيلم " إحنا متوع الأتوبيس".. لقد كنا نبكي ونحن نسمع أغنية الفيلم وأنت تفضح ما يجري في السجون للأبرياء:

عملتوا إيه في الدنيا يادي
آه يا أولادي..
يا عمري بتغطي بحظني
آه يا أولادي آه يا أولادي
عملتوا إيه في الدنيا يادي
آه يا أولادي..

أين البطل جابر الفلاح الغلبان الذي يثور على الظلم وعلى السجون ويصدع بالحق وهو يصرخ في "إحنا مُتوع الأتوبيس": ربنا على الظالم.. ربنا على الظالم..
أما أن الحال تغير وقد تراكمت ثروتك وملايينك فأنستك أدوارك وشعاراتك وصرت تبخس من حق المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني وتدعوا للاستسلام والدنية.. ألم تقرأ التاريخ أن الملايين عسكريين ومدنيين استشهدوا دفاعا عن أوطانهم من أجل أن يعيشوا في حرية وعزة ؟.. وهل رأيت محتلا في التاريخ يهدي الاستقلال لمن استعمره على طبق من ورد ؟..
المقاومة لم يبخس صمودها إلا الجبناء ولم يطعنها في الظهر إلا العملاء ولم يهمش بطولاتها إلا المطبعين ويكفيها شرفا ومجدا أن إسرائيل خرجت كما دخلت صاغرة دون أن تحقق هدفا من أهدافها ويكفيك أن تقرأ صحافة العدو لتعرف الحقائق والتي سيتجلى غبارها تماما بعد أن تهدأ أجواء الانتخابات ويختار الصهاينة حكومتهم ..
إن المصيبة الكبرى هي تدخلاتك أنت وغيرك ممن طعن في المقاومة.. وأما إسرائيل التي ادعيت أنت أنها انتصرت فقد عادت تجر أذيال الخيبة بكل فيالقها وعساكرها وطائراتها ودبابتها ومدافعها وأسلحتها المحرمة دون أن تسيطر على شبر في قلب غزة.. أو تحرر جنديها الأسير فما كان منها إلا أن تصرفت مثل التنين الأعمى فانتقمت من أهل غزة وأطفال غزة عبر رجم سكانها بالصواريخ لأنها تدرك أن هؤلاء الأطفال هم من سيحاربونها ذات يوم.. فما ضاع حق وراءه طالب يا أستاذ عادل إمام يا زعيم..
إن الزعامة التي لك في قلوب الجماهير تفرض عليك كلمة حق عند سلطان جائر وموقفا شجاعا ضد كل عميل للصهيونية.. وأما خوفكم من الدور المتنامي لإيران فهو تعلة تبررون بها خوفكم وجبنكم.. فلو وقفت السلطة المصرية مع الجماهير العربية والإسلامية ما كانت إيران لتجد موقع قدم لها بيننا.. إن أمتنا اليوم تحتاج لمواقف ثابتة وشجاعة نادرة سواء من أبناء الأمة مثل رجب طيب أردوغان أو أمير قطر أو من قبل أصدقائها مثل هوغو شافيز ورئيس بوليفيا..

إلا عبد الباري عطوان صاحب القلم المجاهد :
أدعوك يا عادل إمام لقراءة بعضا من مقالات عبد الباري عطوان طيلة العدوان وسوف أدلك عليها لكي لا أتعبك فمشاغلك كثيرة.. لتعلم أنت أيكما الرجل بمواقفه وكتاباته وأيكما المتخاذل والمتخندق مع عمالة حكومته لعدو الأمة وغاصب مقدساتها ؟.. وهذه جملة من عناوين المقالات تفتح بها بصيرتك هذا إن بقيت لك بصيرة:
إسرائيل الخاسر الأكبر زلزال غزة يضرب الإعلام بداية مقلقة للرئيس أوباما أوباما والتحديات العربية والإسلامية الرابحون والخاسرون في حرب غزة 'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين انقلاب عربي يصعب تصديقه انقسام العرب رحمة رجال غزة لا يريدون فتاتكم تغوّل 'التواطؤ' العربي قمة 'الفرز' العربي إعلام عربي منحاز للعدوان عفوا: المقاومة لا تدمر الفلسطينيين الوزراء العرب و'غزوة نيويورك' ثقافة الاستسلام المخجلة مبادرة 'مسمومة' يجب رفضها عجز عربي مصطنع سقطة 'الوسيط' ساركوزي! هجوم بري.. ماذا تبقى لدى باراك؟ يا أهل غزة.. شكرا غطاء عربي لمجزرة غزة إسرائيل تعترف بفشلها ..
هذا غيض من فيض مما جادت به قريحة عبد الباري عطوان لأنه مجروح ومضام ومقهور من تخاذل الدور العربي وعلى رأسه الحكومة المصرية التي حاولت أن تمنع قمة الدوحة.. ثم استنصرت رؤساء الدول الغربية بدل العربية والإسلامية ليساعدوها في مراقبة الأنفاق وخنق غزة.. وفعلت المستحيل من أجل إفشال قمة الدوحة كما صرّح بذلك أبو الغيط.
إن كنت فنانا وكان قلبك مفعما بمأساة غزة كنت فعلت ما يجب فعله.. كنت فعلت ما فعل الفنان الأمريكي MICHAEL HEART الذي غنى لغزة الجريحة وما هو بالعربي ولا بالمسلم وإنما هو فنان حرّ أدمى قلبه القتل الأعمى وأجسام الأطفال ممزقة الأشلاء.. أو مثل سامي يوسف وغيرهم كثير.. لو كنت حقا فنان يتدفق قلبه بقيم الفن والحب والشجاعة والإخوة كنت أخذت نفسك وجملة من فناني مصر وعبر معبر رفح دخلت غزة لتلتحم بشعبها تشد من صمودهم وتزور جرحاهم.. أبناء غزة الذين أحبوا فنك وفتحوا لك قلوبهم تخذلهم في هذه الأيام الحالكة العصيبة وتنكر صمودهم وصمود مقاومتهم..

عادل إمام ما يمنعك من زيارة غزة ؟
لو كنت عبرت إلى غزة لكنت فعلا فنان الجماهير ولصفقت لك كل شعوب الوطن العربي ولكنت حقا زعيما وليس زعيما من ورق ومهرجا على ركح المسارح تقول ما لا يفعل..
إنك أنت من تتحرك في الفنادق الراقية وليسوا قادة حماس.. إنك أنت من لم تعد تنتمي لتيار الشعوب وقضايا الشعوب وهموم الشعوب فشعب مصر جائع وثروتك أنت تقدر بالملايين.. بتصريحاتك قد لفظك سيل الجماهير الجارف وجرفك مع كل من يقف ضد مشاعر شعبه وعواطفه..
إننا ندعوك لزيارة فلسطين وغزة تحديدا حيث يوجد شعب «صنع من الحجارة سلاحا ومن الصمود قاعدة ينمو عليها التاريخ من جديد ومن الإسلام دينا يساعد على الحفاظ على الجنس البشري». كما يقول المؤرخ التونسي عدنان المنصر.

إنك بقصد أو بغير قصد وضعت نفسك مع الذين ساندوا إسرائيل من أمثال "توم كروز" و"نيكول كيدمان" و"بروس ويليس" و"سلفستر ستالوني"، و"ستيفن سبيلبرج" و "آدم سانلر" الصهيوني في أفكاره الداعمة للكيان الصهيوني و"باتريك بريال" و "ميشال بو جناح" و"أنريكو ماسياس".. أنت أصبحت من حيث تشعر أو لا تشعر واحدا من هؤلاء.. إن كنت فنانا لكنت من أول الزائرين لغزة والوقوف على مجازر إسرائيل ومساندة غزة وشعبها.. أنت من تتكلم من برجك العاجي وأنت محروس بحرسك وليس قادة حماس ورجالاتها ولا عبد الباري عطوان ولا الشعوب العربية.. ببساطة مثلك لا يمت إلى الفن الحقيقي بأي صلة لأن الفنان الحقيقي هو من يترجم معاناة أمته ويعكس طموحها وأحلامها في الاستقلال والتحرر ليس الذي يكون داعما للقتل وجرائم الإبادة الهمجية بحق شعبنا في غزة.
سخرت من هبة الشعوب وتهكمت على مسيراتها.. الشعوب التي كانت هبتها بداية الغيث وبداية المشوار الذي تخلفت عنه أنت وأمثالك من السماسرة وأنتم تطعنون هذه الشعوب في ظهرها وفي غضبتها وتشوهون جمال صمود المقاومة.. فلا نامت عين الجبناء.. ولا عجب من ردة فعل الجماهير العربية التي هاجمتك تجاه تخاذلك وتخندقك مع أعدائها.. فها هي اليوم تدوس عليك بنعل الزيدي الذي لا يرحم الجبناء..
إن كنت فنانا زر غزة وندد بحكومتك وما تفعله في معبر رفح... ندد بكل من يتعامل مع الصهيونية.. ندد بالشركات المصرية التي زودت الجيش الإسرائيلي بالغذاء خلال عدوانه على غزة وعلى رأسها. الشركة المصرية التي تسمى "الاتحاد الدولي للمنتجات الغذائية".. ندد بهذه الفضائح ذات العيار الثقيل.. ندد بالتخاذل والتواطؤ العربي والمصري تحديدا تجاه غزة.. ندد بكل هؤلاء ودعك من إلقاء اللائمة على حماس وعلى عبد الباري عطوان وعلى الشعوب العربية..
ملاحظة: ما دعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو أنني كنت من المحبين لعادل إمام هذا أولا.. ثم إنني أكن كل الاحترام والتقدير لعبد الباري عطوان وأعتبره من خيرة الصحفيين.. ولهذا كان لزاما علي أن أقول فيه كلمة حق.. رغم أن رجلا في وزنه وحجمه وجرأته ومصداقيته لا يحتاج لمن يدافع عنه لأنه المثقف الوفي لقضايا أمته وصاحب القلم الذي لا يخشى في قول الحقيقة لومة لائم.
مدير مجلة "أجيال" بباريس
www.khemiri.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.