اكد متحدث باسم الثوار في ليبيا الثلاثاء إن مدينة مصراتة المحاصرة تعاني نقص إمدادات الغذاء والدواء مع احتدام المعارك قرب المطار وعجز سفن المساعدات الراسية قبالة الساحل عن الوصول إلى الميناء. ونقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم الثوار في البلدة الساحلية قوله: "إن ضربات جوية مكثفة لطائرات حلف شمال الاطلسي ساعدت على منح الميناء فترة هدوء من القصف المدفعي للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي". وقال سكان "إن عدة سفن مساعدات ما زالت قبالة الساحل على مرأى من الميناء في حين ان مئات العمال المغتربين والمدنيين الليبيين الجرحى ينتظرون إجلاءهم على رصيف الميناء بعد اسابيع من الحصار". واضاف المتحدث باسم الثوار عبد السلام بالهاتف من مصراتة "انه في حي الغيران الجنوبي القريب من المطار يحاول الثوار ايقاف تقدم القوات الموالية للقذافي نحو وسط المدينة". وقال "اسمع انفجارات في الجنوب. القناصة والمرتزقة الموالون للقذافي ما زالوا في بعض المباني في الغيران". وقال متحدث ثان يدعى احمد حسن ان اغلاق الميناء يتسبب في نقص الغذاء لدى سكان المدينة. وقال "يوجد نصف مليون نسمة في المدينة ونحن نعتمد اعتمادا كبيرا على المعونات وامدادات الغذاء". وأضاف المتحدث ان قوات موالية للقذافي اخذت نحو 30 إلى 40 عاملا مغتربا من غانا والنيجر من مخيم في الحافة الشرقية للمدينة. ولم يمكن التأكد من صحة هذا الزعم من مصدر مستقل. وكان المعارضون اتهموا من قبل قوات موالية للحكومة باعتقال عمال مغتربين واجبارهم على القتال لحساب القذافي. وقال مقيم في مصراتة متعاطف مع المعارضين يدعى غسان ان مشاعر الخوف "من المرشدين التابعين للحكومة" تشيع في المدينة وان المعارضين أمسكوا بعدد من الليبيين والمهاجرين للاشتباه في قيامهم بنقل معلومات الى القوات الموالية للقذافي. وقال "يقول الناس هنا ان المرشدين تعرضوا لغسل مخ على أيدي رجال القذافي حتى أصبحت دماؤهم خضراء." والعلم الأخضر هو رمز ليبيا منذ انقلاب عام 1969 الذي جاء بالقذافي الى سدة الحكم. واضاف قوله ان سفينة مساعدات نجحت في الرسو في الميناء يوم الاثنين لكن وصولها بقي سرا خشية ان تعلم به قوات القذافي وتهاجمها. وتقول جماعات حقوق الانسان ان مئات من الناس ومنهم كثير من المدنيين قتلوا في المعارك في مصراتة. تقع المدينة على بعد نحو 200 كيلومتر الى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس. والميناء هو شريانها الوحيد. وينفي المسئولون الليبيون انهم يستهدفون المدنيين ويقولون انهم يقاتلون عصابات مسلحة ومتعاطفين مع تنظيم القاعدة. وتعرض الميناء لقصف يومي الاحد والاثنين بعد ايام من قول الحكومة الليبية ان قوات موالية لها ستمنع اي سفن تحاول دخول الميناء دون إذن منها. وناشدت منظمة الهجرة الدولية حلف شمال الاطلسي والسلطات الليبية يوم الثلاثاء السماح لسفينة اغاثة تابعة لها بأن ترسو في ميناء مصراتة لإجلاء 1000 مهاجر أفريقي حوصروا في الصراع وعدد كبير من المدنيين الجرحى.