بنغازي (ليبيا) - تحدث عشرات الليبيين الذين هربوا بحرا من مصراتة، مساء السبت عن ظروف معيشية صعبة تمر بها هذه المدينة التي تحاصرها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال علي سباك الذي يسير غالبا سفينته بين مصراتة وبنغازي معقل الثوار الليبيين شرق البلاد في اطار عملية انسانية "لا توجد كلمة قوية بما فيه الكفاية لوصف الوضع. كلمة (كارثة) ليست قوية كفاية". ورست سفينة اخرى على متنها نحو 50 راكبا، مساء السبت في مرفأ بنغازي. ولم يكن اي من الركاب الذين فروا من مصراتة جريجا او مريضا، لكن عددا كبيرا منهم اشاروا الى ظروف معيشية صعبة في هذه المدينة التي تشهد مواجهات عنيفة. وقال احد الهاربين من مصراتة، احمد بنادين، ان "مبان عدة مدمرة... لقد حصل اطلاق نار في كل الاتجاهات، حتى على اناس حاولوا الهرب من المدينة. السكان بحاجة للمساعدة". ولخصت امرأة الوضع بالقول ان "انعدام الامن في كل مكان". وأكد راكب اخر ان "عددا كبيرا منا حارب على الارض، لكننا اجلينا عائلاتنا عبر السفن لانها كانت تشعر بالخوف الشديد، القذافي بقصف منازلنا". وبحسب مصادر طبية، فإن 200 شخص على الاقل قتلوا في مصراتة منذ بدء التحركات الاحتجاجية في ليبيا منتصف شباط/فبراير. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي شنت هجوما عنيفا على مدينة مصراتة الساحلية السبت وقتلت 30 مقاتلا من المعارضة على الاقل. وقال هذا المعارض الذي اوضح ان اسمه عبد السلام ان القوات الحكومية هاجمت ثلاث مناطق مختلفة بالمدينة قبل قيام مقاتلي المعارضة بصدها. ومصراتة الواقع على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس اخر معقل للمعارضة في غرب ليبيا. ويبدو ان قوات القذافي مصممة على الاستيلاء على المدينة ومينائها الذي يقول بعض المحللين ان القذافي يحتاجه اذا كان له ان ينجو من صراع طويل. وقال عبد السلام"اليوم هاجمت (القوات الحكومية) مصراتة على ثلاث جبهات. وابلغني مسعفون وثوار بان 30 على الاقل من مقاتلي الثوار قتلوا في مصراتة اليوم". وشكك متحدث اخر باسم المعارضة المسلحة واسمه سعدون في هذا الرقم وقال ان عدد قتلى المعارضة اليوم ثمانية بشكل مؤكد وعشرة بشكل غير مؤكد. واضاف ان القتال تركز في شارع طرابلس وهو شريان رئيسي يمتد الى وسط مصراتة يقاتل الجانبان من اجل السيطرة عليه بالاضافة الى طريق يؤدي الى الميناء وحي يسمى خروبة. وعلى الرغم من هذه الخسائر القوية تعزز المعارضون بسبب تكثيف حلف الاطلسي على ما يبدو لغاراته الجوية على القوات الحكومية التي تفرض حصارا على المدينة منذ اكثر من ستة اسابيع. وقال معارض اخر اسمه مصطفى عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع رويترز "ينبغي أن أقول إن قوات حلف شمال الأطلسي تغيرت منذ أمس ونحن نشعر بتغيير إيجابي. لقد قصفوا أربعة مواقع على الأقل تسيطر عليها قوات القذافي في مصراتة." وقال مسؤول ليبي ان طائرات التحالف هاجمت ايضا هدفا في المشارف الجنوبية للمدينة. وقال المسؤول وهو يشير الى عمود من الدخان الاسود "هذا الدخان من ضربة جوية لقوات التحالف التي شنت هجوما اليوم". وعندما حل الظلام على الشوارع المهجورة في الضواحي الجنوبية لمصراتة سمع مراسل رويترز دوي المدفعية ورأى دخانا يتصاعد فوق المدينة من عدة أماكن مختلفة. وفي احد الاحياء التي يسيطر عليها القذافي انطلقت شاحنات صغيرة تحمل ميليشيات مسلحة باتجاه المدينة ومرت من نقاط تفتيش تابعة للحكومة تحرسها ميليشيات وتعززها اسلحة مضادة للطائرات. وكان الصحفيون قد حصلوا على وعد بتنظيم زيارة لهم إلى وسط مصراتة ليروا بأنفسهم كيف ان المدينة باتت تحت السيطرة التامة للحكومة ولكن تم توجيه الحافلة إلى مكان اخر على الاطراف الجنوبية لمصراتة. والكثير من المباني هناك بما فيها مسجد ومستشفى بها ثقوب ناجمة عن اعيرة نارية. وتعرضت بعض البنايات للقصف بالقذائف المدفعية. وبعد اسابيع من الحصار والقصف ونيران القناصة يقول السكان في مصراتة ان المواد الغذائية الاساسية قاربت على النفاد وان امدادات المياه والكهرباء غير منتظمة والمستشفيات تفيض بالجرحى. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان سفينة استأجرتها اللجنة ومحملة بإمدادات طبية تكفي لعلاج 300 مصاب بنيران اسلحة رست في مصراتة في وقت سابق اليوم مما يساعد اللجنة على توسيع نطاق انشطتها إلى غرب ليبيا. ووصلت تعزيزات وامدادات ايضا لقوات القذافي. وقال عبد الرحمن "تلقت قوات القذافي امدادات في الليلة الماضية وتعزيزات في الجانب الشرقي من المدينة. انهم يريدون دخول الميناء فيما يبدو". ولا يمكن التحقق من التقارير من مصادر مستقلة لانه لا يسمح للصحفيين بتغطية ما يحدث بحرية في مصراتة التي تقع على مسافة نحو 200 كيلومتر شرقي طرابلس. ويقول القذافي انه يقاتل عصابات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة.