بقلم: عبد الله أيت حسين آية الحكومة الفاشلة ثلاث: اذا حدثت قمعت، واذا وعدت أخلفت، واذا خططت استعجلت. فهل يا ترى تنطبق هذه الأوصاق على حكومتنا؟ الحقيقة المرة نعم، فحديث حكومتنا الى المواطنين لا يكون بفتح قنوات الحوار معهم ولا بالجلوس معهم جنبا الى جنب الى الطاولة لمناقشة مشاكلهم ومحاولة ايجاد حلول لها، ولا يكون بمد جسور التواصل بينها وبينهم لتسهيل الولوج الى المعلومات حول كل القطاعات والوزارات الحكومية واليات تسييرها، سواء عبر المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت أوعبر تقارير تنشر في مختلف وسائل الاعلام. قبل 20 فبراير وبعد 9 مارس لم يتغير الكثير. لغة الحوار التي تعتمدها الحكومة هي ذاتها الهراوة والعصا لمن احتج أو طالب بحق. الحديث حديث العنف، وأجهزة القمع وحدها الممثل الشرعي للحكومة في حديثها الى المواطنين الذين أثقلت كاهلهم عقود الزمن من الانتظار والترقب لغد مشرق، لم يِآن له أن يشرق بعد، تنجلي فيه كل همومهم وتتحقق فيه كل امالهم وطموحاتهم. تلك الطموحات والامال التي ليست بحاجة الى معجزات لتغدو واقعا معاشا، فكل ما هي بحاجة اليه أن تفتح الحكومة آذانها جيدا وتستمع الى مطالب المواطنين لتعرف ماذا يريدون. أما عن اخلاف حكومتنا لوعودها، فهو أمر عودتنا عليه حتى صار شيمة من شيمها أن تخلف كلما وعدت. لا نرى ضرورة للنبش في تاريخ الوعود الكاذبة التي لم ير واحد منها النور، بدءا بسفينة النجاة التي أغرقت أحلام الآلاف من المغاربة في بحر من الكوابيس المزعجة لم يتخلصوا منها كما تخلص منها ربانها الوحيد الذي كتبت له النجاة في حادث الغرق الأليم، وانتهاء بالعشرة ملايين سائح في أفق 2010، وتنظيم كأس العالم في نفس العام. نكتفي فقط بالتذكير بالوعود التي تلت 20 فبراير وسرعت من وتيرتها الحكومة بعد 9 مارس. قالت حكومتنا غداة الخطاب الملكي أنه في غضون الأسابيع القليلة القادمة سيعلن كل قطاع عن مواعيد تنظيم مباريات التوظيف، التي خصص لها في ميزانية هذا العام أزيد من ثمانية عشر ألف منصب شغل، والى الآن قد انقضت 8 أسابيع عن ذلك الوعد دون أن نرى شيئا. وعدت بكثير من الاصلاحات وبمغرب جديد لا صلة له بمغرب القمع والرصاص، ولكن السجون الى يومنا هذا ماتزال تغص بالسجناء المفترى عليهم وبالمعتقلين السياسيين، وآخر تكذيب لوعود حكومتنا اعتقال الصحافة في شخص رشيد نيني، الفضيحة الكبرى لمغرب ما بعد 9 مارس التي دشنت بها الحكومة مسلسل الاصلاحات الموعود بها. أكبر دليل على أن حكومتنا متى خططت استعجلت، ما أطلقته بنفسها على مخطط اصلاح التعليم وأسمته المخطط الاستعجالي، فكان اسما على مسمى. اصلاح التعليم، تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها الحكومة في حق التعليم، فكالت له الضربات وانهالت عليه بالطعنات في مختلف أنحاء جسمه مما أفضى الى قتل التعليم دون نية احداث جريمة القتل. فالنية اصلاح التعليم والرفع من جودته لمواكبة عصر التطورات والتكنولوجيا المفرط في السرعة، ولكن الفشل هو النتيجة الحتمية لأن الاستعجال في التخطيط هو السبب. فضاعت أماني وأحلام الطلبة والتلاميذ في غابة من المناهج لا يربط بينها أي رابط، ففي الاعداي والثانوي أنت في كوكب، وما بعد البكالوريا أنت في كوكب اخر. ما تتركه فيك الوحدات والفصول بنظامها من أمل قليل تتولى وكالة افلاس الشغل مهمة اقباره واقامة وليمة عزاء تليق به. وعلى منوال مخطط اصلاح التعليم قس كل مخططات الحكومة الاصلاحية لتعلم أن الاستعجال وسيلتها، وأن الفشل نتيجتها، وأن الاصلاح بريئ منها، وأن الله وحده يعلم هدفها. نحن على أحر من الجمر ننتظر ذلك اليوم الذي ستصبح فيه حكومتنا، اذا حدثت صدقت، واذا وعدت وفت، واذا خططت نفذت على مهل. يوم تصبح حكومتنا، اذا عجزت عن تنفيذ برامجها وفشلت في تطبيق سياساتها عجلت بتقديم استقالتها. اذا أدركنا ذلك اليوم الموعود تكون حكومتنا قد استحقت أن نطلق عليها: حكومتنا الناجحة، آيتها رضى الشعب عنها.