اشتكى صحافي وكاتب تونسي مما قال إنها 'مماطلة' من وزارة الداخلية في منحه الترخيص لصحيفته، فيما قال محامي الصحافية سهام بن سدرين إنها شرعت في مقاضاة ثلاثة رؤساء تحرير لصحف بتهمة القذف. وفي بيان أصدره الأربعاء، قال الصحافي والكاتب التونسي عبد الجبار المدوري رئيس تحرير صحيفة 'صوت الشعب' إن وزارة الداخلية التونسية 'ما زالت تماطل' في تمكين صحيفته من الترخيص القانوني دون تقديم أي سبب، كما قال. وندد رئيس تحرير الصحيفة التي هي ناطقة باسم حزب العمال الشيوعي التونسي بهذه 'المماطلة'، معتبرا أن سببها 'تعطيل صوت الشعب' عن القيام بمهمتها الإعلامية، داعيا 'كل القوى السياسية والهيئات الإعلامية إلى مساندتها والوقوف إلى جانبها من أجل حقها المشروع في الترخيص' . وندّد المدوري في بيانه باعتقال مصوّر الصحيفة زياد بن طالب أمس متهما جهاز البوليس السياسي بذلك. وورد في البيان إن الاعتقال تم مساء الأربعاء، لكن حَمّة الهمامي الناطق باسم حزب العمال قال ل'القدس العربي' أمس الخميس إن الشرطة أفرجت عن بن طالب موضحا أن الإفراج تم إثر صدور البيان لكنه اتهم البوليس ب'تعنيف' المصور ومصادرة آلة تصويره. وكان حزب العمال الشيوعي التونسي قد حصل على ترخيصه القانوني الشهر الماضي بعد سنوات طويلة قضاها في العمل السري. من جهة أخرى، أعلن الحقوقي عبد الرؤوف العيادي محامي الصحافية سهام بن سدرين أنّ موكّلته شرعت في مقاضاة 3 رؤساء تحرير لِ 3 صحف متهمة إياهم بقذفها وثلبها. وفي تصريح ل'القدس العربي' قال العيادي إن موكلته كانت قدمت شكاوى في سنوات ماضية بكل من عبد الحميد الرياحي رئيس تحرير 'الشروق' وعبد العزيز الجريدي مدير 'الحدث' وصالح الحاجة مدير 'الصريح' متهمة إياهم بثلبها. وتابع 'كان نظام بن علي يمنع القضاء من النظر في تلك الشكاوى، وبعد الثورة تقدمنا بتذكير إلى القضاء فدعتها النيابة لسماعها في واحدة من هذه الشكاوى' الأربعاء. وقال المحامي ان رئيس تحرير 'الشروق' التي وصفها بالقريبة من الرئيس المخلوع نشرت عن موكلته 'مقالا جارحا استهدف عرضها وسمعتها'، مضيفا ان صحيفتي 'الحدث' و'الصريح' نشرتا أيضا مقالات بعد ذلك 'استهدفت سمعة موكلتي'. وتابع المحامي والحقوقي العيادي الذي اشتهر في السنوات الماضية بانتقاداته الشديدة لنظام الرئيس المخلوع 'إنه من الغريب أن عبد الحميد الرياحي المدافع بشراسة عن نظام بن علي ما زال رئيس تحريرها إلى اليوم دون حتى أن يعتذر للشعب، وما زال لعبد العزيز الجريدي صحيفة (الحدث) وكذلك لصالح الحاجة صحيفة (الصريح)' . وقال: 'كانت أموال وافرة جدا تتدفّق من المال العام بأمر من الرئيس المخلوع تحت عنوان الإشهار العمومي إلى صحف منها (الشروق) و(الحدث) و(الصريح) مقابل الموالاة لبن علي والتهجم على مخالفيه السياسيين'. وتابع 'هذه الأموال كانت في إطار رشوة وشراء ذمم ولذلك نحن نطالب بإعادتها إلى الشعب وبتأميم كل صحيفة تدعي أنها خاصة ومستقلة وتمويلها كان عموميا بشكل مقنّع'. وكان عبد العزيز الجريدي أعلن في مقابلة مع قناة تلفزيونية تونسية عمّا قال إنه 'اعتذار' لكل معارضي الرئيس المخلوع الذين استهدفهم الثلب على أعمدة صحيفته قبل الثورة. وقبل سهام بن سدرين كان مذيع قناة 'الجزيرة' الصحافي محمد كريشان رفع دعوى للقضاء التونسي ضد الجريدي في آذار/مارس الماضي على خلفية الثلب أيضا.