أصيب 25 فلسطينياً بجروح جراء قصف وإطلاق نار إسرائيلي استهدف محيط تظاهرة فلسطينية اقتربت من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، فيما اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في نابلس والخليل والقدس بالضفة الغربية خلال تظاهرات إحياء للذكرى الثالثة والستين لما يعرف بالنكبة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الخدمات الطبية في غزة أدهم أبو سلمية ليونايتد برس انترناشونال إن اكثر من 25 فلسطينيا بينهم عدد كبير من الأطفال أصيبوا منذ الصباح شمال القطاع حتى اللحظة تم نقلهم لكمال عدوان وحالتهم من طفيفة إلى متوسطة ووصفت حالة أحدهم بالخطيرة جراء إطلاق القوات الإسرائيلية أعيرة نارية وقذائف مدفعية تجاه مسيرة العودة التي نظمتها الفصائل الفلسطينية واقتربت من معبر بيت حانون. وانتشر في المكان عدد كبير من قوى الأمن التابعة للحكومة المقالة لمنع المشاركين من الاقتراب من الموقع الإسرائيلي، غير أن ذلك لم يحل دون محاولة عدد من المشاركين التقدم نحو السياج الأمني الإسرائيلي. وسرعان ما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية أعيرة نارية وعدة قذائف محيط المتظاهرين لمنع أي محاولة للتقدم. وخلال الاحتفال الذي سبق القصف الإسرائيلي في المكان، قال مفوض شؤون اللاجئين في منظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح زكريا الأغا "مهما تباعدت المسافات لن نتخلى عن حق العودة، فالشعب موحد واحد، والقضية واحدة لا تتجزأ وجوهرها هو قضية اللاجئين وإنجاز حق العودة وفق القرار الدولي 194". ومن جانبه، حمّل القيادي في حماس إسماعيل رضوان في كلمته باسم القوى الوطنية والإسلامية بريطانيا مسئولية "الجريمة الإنسانية والأخلاقية بإعطاء ما لا حق له ما لا تملك" في إشارة إلى وعد بلفور. ودعا بريطانيا إلى "تصحيح هذه الجريمة"، مؤكدا أن الشعب لن يتنازل عن حقه، وسيبقى هذا الحق ماثلا حتى نعود إلى مدننا وقرانا الفلسطينية. وشارك في المسيرة قرابة 70 متضامنا إيطاليا كانوا قدموا إلى غزة خلال الأيام الماضية للتعبير عن استمرارهم في التضامن مع غزة بعد مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني على أيدي مجموعة متشددة. وشهد جنوب قطاع غزة، مسيرة مماثلة حيث توجه الآلاف باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر حيث رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورددت هتافات تطالب بتحقيق العودة. وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات عنيفة قرب حاجز قلنديا الفاصل بين رام اللهوالقدس، حيث رشق الشبان الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة وأشعلوا إطارات السيارات فيما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع وأفيد عن وقوع عدة إصابات. واندلعت مواجهات مماثلة في عدة مدن في الضفة خاصة في القدس ونابلس والخليل. وقال مصدر مقدسي إن أربعة فلسطينيين على الأقل أصيبوا خلال مواجهات القدس. وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت لتظاهرات واسعة في الذكرى الثالثة والستين للنكبة، بالتوازي مع دعوات عبر الفيس بوك لإطلاق انتفاضة ثالثة حتى تحقيق العودة. ومن جهة أخرى، توجه آلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مناطق مختلفة قبل ظهر الاحد إلى منطقة مارون الراس الحدودية مع اسرائيل في جنوب لبنان، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس، في مسيرة "العودة الى فلسطين" في الذكرى الثالثة والستين للنكبة. ومن مدينة صور (85 كلم جنوببيروت)، انطلقت عشرات الحافلات محملة بالاف الاشخاص من سكان المخيمات الفلسطينية في المدينة، من رجال ونساء واطفال. وحملت الباصات اسماء قرى فلسطينية هجرها اهلها منذ العام 1948 وفي مراحل لاحقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبينها بيت لحم، وحيفا، ولوبيه، وام الفحم وغيرها. وارتفعت لافتة كبيرة على طريق صور الساحلية كتب عليها "42 كيلومترا نحو فلسطين". ولاحظ صحافي في وكالة فرانس برس ان الحافلات لم تحمل صور زعماء فلسطينيين أو اعلام فصائل، بل اكتفت برفع العلم الفلسطيني. وكانت شكلت في المخيمات لجان مشتركة لتنظيم مسيرة اليوم المنسقة مع عدد من الدول العربية التي لها حدود مشتركة مع اسرائيل ويفترض ان تشهد مسيرات مماثلة نحو الحدود. ومن داخل الباصات، ارتفعت هتافات "الشعب يريد العودة". وفي مدينة صيدا القريبة، انطلق موكب مماثل من الحافلات بعد اشكال بسيط بسبب كثرة عدد المشاركين وعدم وجود وسائل نقل كافية. الا ان المنظمين ما لبثوا ان امنوا حافلات اضافية. وقال منظمون لوكالة فرانس برس ان حزب الله شارك في تمويل عملية النقل الى الحدود. كما توجهت مواكب من الحافلات المحملة بالفلسطينيين من البقاع (شرق) والشمال. وفي مارون الراس، على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع اسرائيل، بدأ الواصلون يتجمعون. وأدى عدد من رجال الدين الصلاة وتلوا "دعاء من اجل فلسطين".