انتخب وزير الخارجية المصري نبيل العربي الأحد، بالإجماع أمينا عاما جديدا للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى. وذلك بعد انسحاب منافسه الوحيد القطري عبد الرحمن العطية. وقبيل بدء التصويت، سحبت مصر ترشيح الدبلوماسي مصطفى الفقي لتستبدله بوزير خارجيتها الحالي نبيل العربي.
افاد مراسل فرانس برس في الجامعة العربية ان وزير الخارجية المصري نبيل العربي انتخب الاحد بالاجماع امينا عاما جديدا للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى. فقد بات وزير الخارجية المصري نبيل العربي المرشح الوحيد في السباق على منصب الامانة العامة للجامعة العربية بعد انسحاب منافسه الوحيد القطري عبد الرحمن العطية، على ما افاد دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس. وكان وزراء الخارجية العرب مجتمعين عصر الاحد في القاهرة لمناقشة موضوع خلافة عمرو موسى في منصب الامين العام لجامعة الدول العربية في وقت تهتز المنطقة باضطرابات في دول عربية عدة. وقبيل بدء التصويت، سحبت مصر ترشيح الدبلوماسي مصطفى الفقي لتستبدله بوزير خارجيتها الحالي نبيل العربي. وقال هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف اسمه ان "مصر سحبت ترشيح مصطفى الفقي ورشحت مكانه نبيل العربي". واضاف الدبلوماسي ان قطر سحبت بعدها ترشيح عبد الرحمن العطية الامين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي ما ترك المجال واسعا امام انتخاب العربي. ومن المتوقع ان ينال الامين العام المقبل 14 صوتا من اصل 22. وتنتهي ولاية عمرو موسى الاثنين. واعلن هذا الوزير السابق للخارجية المصرية عن نيته في الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر ومنذ تعيينه كوزير للخارجية المصرية في 6 اذار/مارس، نجح العربي خلال اسابيع قليلة في ترك بصمته في الملف الاسرائيلي-الفلسطيني والعلاقات مع ايران او المسألة الشائكة في شأن تقاسم مياه النيل. وخلف العربي في سن ال75 احمد ابو الغيط الذي يعتبر من ابرز الوجوه في فريق الرئيس المخلوع حسني مبارك. وهذا الرجل الذي اعتاد على دهاليز الدبلوماسية وضع القليل من الوقت لتولي الملفات التي عليه مقاربتها، الى حد ان معلقين اعلاميين اشادوا في الدبلوماسية الجديدة باحدى المكتسبات الاكيدة لتغيير النظام التي تتعارض مع المشهد السياسي القاتم والازمات الاقتصادية. واسم العربي، الذي لم يكن معروفا لدى الرأي العام، كان واردا على قائمة الشخصيات التي اعتبرت قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية التي اقترحها ائتلاف الحركات الشبابية الذي اطلق الثورة الشعبية في كانون الثاني/يناير. وهذا السفير السابق لدى الاممالمتحدة والدبلوماسي المعروف والمتخصص في القانون الدولي، عمل عام 2001 في محكمة العدل الدولية. كما شارك نبيل العربي في الوفد المصري الى مفاوضات السلام مع اسرائيل عامي 1978 و1979. ومصر والاردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا اتفاق سلام مع اسرائيل. ويعتبر العربي، المؤيد لاستمرار اتفاق السلام مع اسرائيل الموقع عام 1979، ان هذا الامر يجب الا يمنع القاهرة من اخذ مسافة من الدولة العبرية اكبر من تلك التي كانت قائمة ابان حكم مبارك، وخصوصا حيال الحصار المثير للجدل المفروض على قطاع غزة. كما شارك العربي مؤخرا في الاعداد لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين الى جانب مدير المخابرات العامة المصرية مراد موافي. كما اظهر الوزير في مناسبات عدة رغبة في التقارب مع ايران من دون الاعلان في الوقت عينه اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا. كما عمل على وضع سياسة اكثر انفتاحا وحيوية حيال البلدان الافريقية المطلة على حوض النيل والتي تتنافس مع مصر على حصص تقاسم مياه النهر. وعند تقاعده، انشأ العربي في القاهرة المركز الاقليمي للتحكيم التجاري الدولي وهي منظمة لا تبغى الربح تعمل على مستوى وطني ودولي.