شهدت العديد من المدن السورية يوماً جديداً من الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، انطلقت بعد صلاة الجمعة، ضمن ما يُطلق عليه "جمعة الحرية"، سقط خلالها 34 شهيداً على الأقل، برصاص قوات الأمن، وفق ما أكد شهود عيان ومصادر حقوقية. وقالت منظمة حقوقية في سوريا لشبكة "سي إن إن": إن 11 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في مدينة "حمص"، غربي سوريا، عندما فتحت قوات الأمن النار على مئات المحتجين، فيما سقط 13 في معرة النعمان و2 في كل من محافظة درعا ودير الزور وواحد في كل من اللاذقية وحماة وداريا قرب دمشق.
وتشهد سوريا مظاهرات شعبية حاشدة، انطلقت أساساً للمطالبة بإصلاحات سياسية وديمقراطية، وهي أكبر حركة احتجاجية، على الإطلاق، يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد، منذ توليه رئاسة الدولة العربية خلفاً لوالده حافظ الأسد، قبل ما يقرب من 11 عاماً.
وأفادت تقارير حقوقية دولية بسقوط ما يزيد على 850 شهيداً برصاص قوات الأمن، والتي لم تدخر جهداً في "قمع" المتظاهرين المدنيين، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية مؤخراً، عما أسمتها مبادرة ل"حوار وطني شامل" في مختلف المحافظات. واكتسبت الاحتجاجات الشعبية في سوريا زخماً دولياً مؤخراً، في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فرض عقوبات على الرئيس الأسد، وستة من أركان نظامه، تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولاياتالمتحدة وحظر التعامل التجاري معهم. كما خصص أوباما جزءاً من خطابه حول "الربيع العربي"، مساء الخميس، للحديث عن الوضع في سوريا، حيث دعا الرئيس السوري إلى البدء في عملية الإصلاح والتحول في بلاده، أو يتنحى عن السلطة، مؤكداً رفض الولاياتالمتحدة "لجوء سوريا لخيار القمع."